أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

هل صحيح أن الزين ما يكمل,,؟
عزيزتي الجزيرة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
يدرك الجميع الجهود العظيمة التي بذلت ولا تزال تبذل في سبيل التربية والتعليم في هذه المملكة الفتية، وتباين تلك الاثار الحميدة تلك الجهود المبذولة، حيث تحولت هذه البلاد من الامية لدى الغالبية من ابنائها الى العلم والمعرفة الثقافية بجيمع انواعها، ولا يخفى على القارئ الكريم ان من اكبر المؤسسات التعليمية التي ساهمت في هذه النهضة العلمية الكبيرة والنقلة الحضارية الهائلة وزارة المعارف فمن بداية انشائها الى اليوم وهي تؤدي رسالتها النبيلة في التربية والتعليم على اكمل وجه، وحتى تكتمل الجهود وتتحقق النتائج المرجوة لابد ان نضع ايدينا بايدي المسؤولين في الوزارة وان نجتهد في ابداء الرأي والمشورة، فالمسلم مرآة اخيه، ومالا تراه قد يراه غيرك، فاذا اتحدت الآراء وطبقنا مبدأ الاخذ بالرأي والرأي الآخر أزيلت كافة العراقيل وتحققت الاهداف التربوية والتعليمية، وامتدادا لما تطرحه هذه الصفحة الرائعة عن التعليم والتربية وحرصا على تحقيق الاهداف المذكورة انبه الى بعض الامور والمسائل المتعلقة بالتربية والتعليم وآمل ان تكون محل اهتمام المسؤولين في وزارة المعارف.
اولاً: من المعروف ان العقل السليم في الجسم السليم وان المعدة بيت الداء، لذا فلا بد من الاهتمام البالغ بتغذية الطلاب تغذية جيدة، ولعل المتتبع لواقع كثير من المقاصف في مدارسنا والمعايش لواقع الطلبة في المدارس يلحظ تقصيراً كبيراً في هذا الجانب المهم وذلك ان المطاعم التي تتولى عملية اعداد وبيع الاطعمة للطلاب تحرص على بعض الاطعمة الرخيصة الرديئة وتمارس بعض المخالفات الصحية في هذا المجال، كإعداد الاطعمة ليلاً واستخدام زيوت القلي الرخيصة وتكرار القلي بها مرات ومرات وعدم الحرص على النظافة ونحو ذلك، هذا من ناحية اكل الطلاب واما من ناحية مشربهم فحدث ولا حرج بدءاً من مياه الشرب من مبردات الماء بالمدرسة الى العصائر التي تباع في المقصف فالاولى لا يعلم عن خزانات المياه الارضية والعلوية شيء منذ انشائها فهي بلا تنظيف وتجتمع فيها الكثير من الاوساخ بل والحشرات احياناً وقد حدث ذلك في احدى المدارس فبعد ان لحظ الجميع تغيراً في رائحة ولون الماء وبحثوا عن السبب وجدوا ان خزانات الماء الارضية والعلوية لا تسر عدواً ولا صديقاً؟!! واما الثانية فالعصائر المقدمة للطلاب تحتوي على مواد ملونة وبعض المواد الضارة والغريب منع بيع المشروبات الغازية والسماح ببيع تلك العصائر مع انها تضر بصحة الطلاب, فمتى يتم الاهتمام بصحة الطلاب من خلال الحرص على ايجاد الغذاء الصحي المتكامل، فالمدرسة هي منطلق الطالب لمعرفة الضار من النافع.
ثانياً: من اهداف التعليم الاساسية اعداد الطالب ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه عالماً بجميع ما يهمه ويحتاج اليه، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه اين مقرراتنا الدراسية من تبصير الطلبة وتدريبهم على التعامل مع ما يحتاجون اليه او يعرض لهم في حياتهم اليومية؟ اين التدريب على الاسعافات الاولية؟ اين التدريب على كيفية التعامل مع الحوادث والكوارث كالحرائق والغرق وحالات الاختناق والاغماء؟ اين التدريب على الطريقة المثلى في التعايش مع الصحراء ومعرفة الاتجاهات؟ اين التبصير اليسير بكيفية التعامل مع الاعطال الشائعة وطرق اصلاحها؟
ان واقعنا يشهد وللاسف بان طلابنا وكثير من ابناء بلدنا يعانون من الجهل المطبق في كل تلك النواحي المهمة مع انهم بامس الحاجة الينا!! فكم من ارواح قد ازهقت واصابات او اعاقات حدثت وكم من امراض تضاعفت والسبب جهل في كيفية التعامل مع ذلك الحادث او تلك الكارثة، لذا فأملنا بالمسؤولين في وزارة المعارف كبير بان يولوا هذا الامر عنايتهم وينظروا له بعين الاعتبار في خططهم المستقبلية ان شاء الله تعالى.
ثالثاً: اهتمت الوزارة بالانشطة اهتماماً بالغاً حتى ان المدارس التابعة لها تغص بالتعاميم المطالبة بسيل من الانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والكشفية والعلمية وغيرها، ولكن وللاسف ان تلك المطالب ينقصها شيء مهم جداً الا وهو التخطيط السليم واجراء الدراسات الوافية للوصول للكيفية التي يمكن من خلالها تحقيق الاهداف التي برمجت الانشطة من اجلها كصقل مواهب الطلاب واعدادهم لتحمل المسؤولية وبث الحماس في نفوسهم ونحو ذلك ، اضف الى ذلك ان كثيراً من مدارس الوزارة تفتقر الى اليات النشاط الاساسية وهذا كله ادى الى فشل الكثير من مناشط المدارس حتى صارت حصص النشاط فيها ميداناً للعشوائية والفوضى ومن ثم صارت هماً ثقيلاً على ادارة المدرسة ومعلميها وطلابها, واذا اردت ان تتعرف على السلبية التي تكتنف انشطة المدارس فما عليك الا ان تقوم بزيارة خاطفة لاحدى الثانويات التي تطبق نظام حصتي النشاط في السنة الاولى الثانوية وهناك سترى العجب العجاب، صحيح ان ذلك لا يشمل كل المدارس ولكنه موجود في الكثير منها اذن فعلى الوزارة ان تقنن من هذه الانشطة والا تندفع اندفاعاً كبيراً في ايجادها دون معرفة بالارضية التي ستحضنها ونحن نعلم ان القليل النافع خير من الكثير الضائع وان الرؤى والافكار الذهنية والتصورات العقلية قد تتكسر على صخرة الواقع المحسوس ولذا نرى الكثير من المشاريع التجارية تفشل وتعلن الافلاس لانها اعتمدت على رؤية عقلية قاصرة ولم تدرس واقع السوق وحقيقته!!!
رابعاً: قام خبراء التربية والتعليم بتقسيم السنوات الدراسية على مراحل وذلك حسب المرحلة العمرية للطلاب وتبدأ هذه المراحل نظاماً بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية، فلكل مرحلة من المراحل سن معينة تحتاج الى تعامل خاص بها وذلك لاختلاف المدارك والقدرات والاخلاقيات ونحو ذلك، لذا فمن الخطأ الواضح جمع هذه المراحل الثلاث في مدرسة واحدة كما هو في بعض مدارس الوزارة لان ذلك يؤثر في اخلاقيات الطلاب يؤثر على سلوكياتهم كما انه يصعب مهمة التربية والمتابعة على الهيئة الادارية والتعليمية بتلك المدارس فحبذا الانتباه لذلك مستقبلاً، وان اضطرت الوزارة لذلك في بعض الاحيان والاماكن فليكن ذلك بضوابط لعل على راسها عزل طلاب كل مرحلة عن المرحلة الاخرى بقدر المستطاع.
خامساً: لازالت بعض مدارس الوزارة تستخدم الطباشير في عملية التعليم مع ثبوت ضرره البالغ على المعلمين وذلك من خلال استنشاق ما يتطاير منه اثناء الكتابة او مسح السبورة وما دمنا نسعى بقوة لتوفير الاجواء الصحية للطلاب فيجب علينا ان نبادر بمنع استخدام الطباشير والسبورات الخاصة به واستبدالها بالسبورات البيضاء والاقلام الجافة القابلة للمسح فذلك اسلم صحيا واوضح تعليميا، ولعل تعدد هذه الفوائد وقلة التكاليف تكون حافزاً للمبادرة باصدار هذا القرار خاصة وان كثيراً من مدارس الوزارة قد بادرت بذلك بجهود ذاتية حرصاً على توفير الجو الصحي الملائم للمعلم والطالب، فهل تبادر الوزارة بذلك ؟ نحن بالانتظار!!
سادساً: تعتبر المقاصف المدرسية من اكبر مصادر دخل المدرسة، حيث انها تدر عليها عوائد مادية مناسبة ولكن المشكلة هنا تكمن في الارتجالية والعشوائية في استغلال تلك العوائد المادية وذلك ان كثيراً من مديري المدارس يصرفونها في امور ثانوية بل وغير نظامية كصرفها للخطاطين ومحلات النجارة التي تتفق معها ادارة المدرسة لتحسين مظهرها الخارجي ، بينما الاساسيات كجوائز الطلاب التشجيعية واحبار الحاسب الآلي ومتطلباته والاقلام القابلة للمسح ودفاتر التحضير واحداث بعض الامور المساعدة على التعلم فتقطع على ظهر المعلم المسكين والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لم لا يكون هناك ضوابط معينة ومقننة في صرف تلك العوائد بدلاً من اهدارها في امور ثانوية غير نظامية!! عزيزتي الجزيرة هذه بعض العثرات التي توجد في مدارسنا اي في ميادين التربية والتعليم كتبناها نصحاً لابنائنا الطلاب وحرصا على تفعيل العمليتين التربوية والتعليمية ولنا بمشيئة الله تعالى عودة لاكمال هذه الملحوظات في عدد قادم بإذن الله وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved