أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

تحقيقات

يتأثر بغيره ويحتاج لمن يشاركه همومه
الأخصائي الاجتماعي طبيب نفسي لا يعترف به مرضاه!!
تحقيق : إيمان التركي
يمارس الاخصائي الاجتماعي في مجال الخدمة الاجماعية عدداً من الادوار كخدمة الفرد لتبصيره للوصول الى علاقات اجتماعية افضل,, وتنظيم وتنسيق المجتمع لتنميته واشباع حاجته الصحية وغيرها من الادوار التي يسعى اليها الاخصائي الاجتماعي بهدف المساعدة للوصول بها الى اقصى درجة ممكنة من الرفاهية الاجتماعية والنفسية والجسمية في مجالات متعددة ولاننسى ان كثير من الامراض سببها كثرة المشاكل والهموم ولكن نتردد للوصول اليه مثل الطبيب البشري الذي يعلمنا بحالتنا فهل هذا التردد مآله الخوف منه لاننا سنفشي له اسرارنا ومشاكلنا او لاسباب اخرى فمن هو الاختصاصي الاجتماعي وما حاجة المجتمع له، وهل الاخصائي الاجتماعي في حاجة لاخصائي مثله يسمع همومه ويعمل على اصلاحها؟
هذه التساؤلات وغيرها قد نجد اجابتها في الاسطر التالية,.
من هو الأخصائي الاجتماعي؟
في البداية يعرفنا الدكتور سعد العقيب بأن الاخصائيين الاجتماعيين الذين تعرضوا لعمليات الاعداد المهني الثلاث الاستعداد الاعداد اكتساب المهارة واكد انه من المفترض في الاخصائي الاجتماعي ان يكون هاوياً قبل كل شيء ويتمثل ذلك في الاستعداد للتقضي المعرفي في ميدان الخدمة الاجتماعية كما تكون عنده الرغبة في العمل المهني بعد التخرج كأخصائي اجتماعي عارف كذلك يجب ان يكون البرنامج التعلمي الذي يعد من خلاله متكامل من الناحية النظرية والميدانية حيث يجب عليه ادراك النظرية في الخدمة الاجتماعية والمنهج العلمي لطرق البحث وتصحيحه ليتعرف على الآلية التي يستخدمها في البحث العلمي لدراسة المشاكل الاجتماعية ودراسة الحالات الفردية ويتم اعداد دارسين مستقلين داخل مؤسسات الخدمة الاجتماعية، حيث يفترض ان يمارس العمل المهني في اطار ما تعلمه نظرياً وتحت اشراف اكاديمي دقيق كما يفترض ان يكون ميدان التدريب هو الميدان الذي يفضله الطالب ويتمنى انه له بعد تخرجه وهناك حالات عديدة تسعها الرعاية الاجتماعية والذي تعد الخدمة الاجتماعية آلية التنفيذ فيه كالارشاد والتوجيه ورعاية الشباب ورعاية الامومة والطفولة,, الخ وكلما مارس مهنته يكون لديه تصوير ذهني في تطبيق مبادئ الخدمة تلقائياً فبذلك اكتسب المهارة في تعامله مع المواقف المختلفة باساليب متعددة.
أهميته الاجتماعية
ويتطرق د, سعد الى نقطة مهمة وهي تنوير المجتمع بأهمية الاخصائي الاجتماعي فيقول لاشك ان المجتمع المتحضر يحتاج لمساعدة الاخصائي الاجتماعي لتحقيق التنمية الاجتماعية والمادية على حد سواء وباسلوب متوازن يمنع ظهور ما يسمى الهوة الثقافية، اذ ان الاخصائي الاجتماعي يعد بمثابة طبيب المجتمع وهو لا يقل اهمية عن الطبيب البشري اذ يمثل صمام الامن للحياة الاجتماعية على مستوى الافراد والجماعات والتنظيمات وبمجهوده تنجح عمليات التنمية وتؤمن خلفياتها، ونراه في المجتمعات الغربية يتبوأ مكانته اللائقة لكن في معظم المجتمعات النامية لم تدرك مكانته بعد ولذلك لا يعدو لهم تخصص في الخدمة الاجتماعية كأي تخصص آخر في العلوم الانسانية او ربما كان هو اقلها مكانة.
حاجته لمثيله
اما عن كون الاخصائيين الاجتماعيين في حاجة الى اخصائيين اجتماعيين فيجيب د, سعد القعيب عن هذا التساؤل فيقول تنطلق من حقيقتين اساسيتين الاولى ان الاخصائي الاجتماعي انسان يعيش في مجتمع يتأثر بمؤثراته ويعاني من معاناته وربما واجهته مشكلاته الشخصية قد لا يستطيع ان يقاومها مثله كمثل الطبيب الذي لا يعالج نفسه وانما يحتاج لمساعدة الآخرين لكنه انسان مهيأ لقبول العمليات العلاجية ولديه الاستعداد التام للتعاون مع المساعد للفرد الذي لا يعرف مبادئ العمل المهني.
الثانية الاخصائي الاجتماعي يحتاج في عمليات اعداده الى متخصص مخلص يقوم بواجبه التعليمي بأمانة لكي يتخرج نخبة جيدة من العاملين المهرة في ميدان الخدمة الاجتماعية ويحتاج ايضاً الى برنامج محكم يجمع بين النظرية التطبيعية.
أهميته للمجتمع
وتعرفنا الدكتورة نورة ناهض الناهض استاذ مشارك قسم طب الاسرة والمجتمع كلية الطب بجامعة الملك سعود بأن الاخصائي الاجتماعي هو الشخص الذي لديه القدرة المبنية على خلفية علمية ومؤهل على اكتشاف ومعالجة المشاكل الاجتماعية وربط السلوك الاجتماعي بالمتغيرات والظروف الاسرية والاجتماعية وتؤكد الدكتورة الناهض ان المجتمع بحاجة الى جميع المؤهلين في كل المجالات العلمية والادبية التي ستسهم بدون شك في الارتقاء به واوضحت بأن بلادنا بحاجة لمن يرصد المتغيرات الاجتماعية بها ويلقي الضوء على مسبباتها ويوجه الانظار ويساعد على حل المشاكل الاجتماعية التي تمر بها ويعمل على دراسة انتشار ومسببات هذه المشاكل ويساهم في حلها ومعالجتها ونحن كأخصائيين اجتماعيين معرضين للمشاكل الزمنية والاجتماعية التي تكون البيئة التي تعيشها ضمن مسبباتها وفي حاجة لمن يساعدنا في التأقلم على بعض جوانب حياتنا الاجتماعية ان واجهتنا.
وتقول الاخصائية الاجتماعية سارة الفريح بالمدرسة 250 الابتدائية بالرياض نحن مكلفون بالعمل مع الحالة من الناحية الاجتماعية من دراسة وتشخيص وعلاج ومتابعة للحالة لحين الخروج بها من المشكلة التي تعاني منها وتختلف طريقة دراسة الحالة والتعامل معها احياناً من ناحية نوعيتها والمكان الذي تخدم فيه من مؤسسة اجتماعية، مستشفى مدرسة,, وغيرها.
وذلك لان المجتمع قائم على مجموعة من الافراد فهو يحتاج الينا ويجهل الكثير هذا الشيء حتى يستطيعوا القيام بدورهم على اكمل وجه اذا كان هناك ما يعوقهم.
ونحن كأخصائيين اجتماعيين نعيش في مجتمع كغيره لحركة ظروف اجتماعية لمواجهة مشاكله وقد لا يكون لديه القوة مع كونه متخصصا للخروج من هذا المأزق بمفرده وربما احتاج لمساعدة من اخصائي اقوى منه وأكثر خبرة.
تخصص يحتاج للصبر
وبين الدكتور محمد بن عثمان الركبان بجامعة الملك سعود كلية الطب البشري بالرياض انه لا يخفى على كل ذي لب وكل من داخل المجتمع وعاشره كثرة الهموم والغموم وتعدد المشاكل الاجتماعية عند كثير من الناس وافتقار الكثير من الناس الى قريب او صديق حميم حكيم يقوم بحل مشاكلهم وتقديم النصح والعون لهم.
فمرض البعض او الكثير من الناس قد يرجع الى المشاكل الاجتماعية التي ادت الى هذا المرض وبزوال تلك المشاكل يزول المرض هنا الطبيب لا يعرف معاناة مرضاه انها حالة اجتماعية بل يشخص على اساس انه مرض ما لقلة خبرته وعدم تخصصه انه طبيب واخصائي اجتماعي معاً.
وايضاً المعلم والمعلمة فلابد من وجود مرشد اجتماعي لطلابهم يقوم بدراسة سلوكهم وما يحتاج منهم الى دعم اجتماعي فمن هنا لابد من وجود من يقوم بسد هذه الثغرة.
لكن,, مازال هذا التخصص جديداً علينا ينقص اهله كثير من الخبرة والمهارة والصبر وسعة البال والرغبة الملحة لنفع الناس وحل مشاكلهم.
وذكر الدكتور الركبان بعض التوجيهات التي يرى من الضرورة ان يضعها الاخصائي الاجتماعي نصب عينيه وقد تعينه على القيام بواجبه على الحل، وجه فقال منها:
اخلاص النية واحتساب الاجر.
الاخلاص في العمل والتفاني فيه وبذل كل جهد ووقت لحل مشاكل المجتمع.
الستر على المشاكل وكتم اسرارها لان الاخصائي الاجتماعي يطلع على كثير من خصوصيات الناس.
القدوة الصالحة حتى يرى صاحب المشكلة من يحل مشكلته القدوة التي تورث الثقة والتي هي اساس الاستعانة للعلاج فمتى وثق به لم يخف عنه شيئاً فمثلاً اخصائي اجتماعي يقوم بتوجيه شخص بضرورة الامتناع عن التدخين ومدى خطورته والسجائر تلوح في فمه فهذا لا يليق به.
عدم استغلال وظيفته لمصالحه الشخصية لان ذلك يسيء لمهنته ويضعف ثقة الناس به.
عدم التردد في استشارة اهل الخبرة والرأي في حل اي معضلة او عقبة كل مشكلة لشخص لا يستطيع حلها,وهذا من الكمال وليس من العيب.
واخيراً اكد الدكتور الركبان على ما اكده المشاركون معنا على ان الاخصائي الاجتماعي بشر يعتريه ما يعتري البشر من الفرح والسعادة والبشر والتي يحتاج معها الى من ينفس عنه كروبه ويحل له مشاكله.
كما ان فريقاً من الاخصائيين لم يصلوا بعد الى ما يجب ان يكونوا عليه من العلم والحكمة او يعتريهم شيء من النقص والاسراف على النفس فلذلك لابد ان يكون معهم من هم اوسع منهم خبرة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved