أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th August,2000العدد:10188الطبعةالاولـيالأحد 20 ,جمادى الاولى 1421

وَرّاق الجزيرة

العلماء المشهورون بجودة التصنيف
عبدالإله بن عثمان الشايع
العلماء بالنسبة لتأليف الكتب على قسمين:
القسم الأول: علماء عنوا بالتأليف وتصنيف الكتب.
القسم الثاني: علماء لم يصنفوا الكتب، ويعود عدم تصنيفهم للكتب الى عدة أسباب منها: أنهم رأوا في مصنفات العلماء المتقدمين ما يكفي وما يغني عن تأليف الكتب ومنهم من انشغل بالتدريس وإفادة طلبة العلم.
ومنهم من رأى أنه غير مؤهل لتأليف الكتب تواضعاً منه أو غير ذلك.
وقد يكون هناك أسباب أخرى,, ويهمنا في هذا المقال القسم الأول وهم العلماء الذين ألفوا الكتب وكتبوا المصنفات بين مقل ومستكثر، فمن هؤلاء العلماء من برع في التصنيف وطارت مصنفاته وشرقت وغربت، وتلقاها الناس بالقبول والإذعان، ومنهم دون ذلك.
ولا شك أن معرفة العلماء الذين اشتهروا بجودة التصنيف وحسن تأليف الكتب والبراعة في ذلك أمر في غاية الأهمية لطالب العلم، والكل حريص على اقتناء الكتب وشرائها، ومن فؤائد ذلك:
أولاً: الحرص على اقتناء كتب هؤلاء العلماء والاهتمام بالحصول على مؤلفاتهم.
ثانياً: الحرص على قراءة كتب هؤلاء العلماء، ومطالعتها والاستفادة من العلم الموجود فيها.
ثالثاً: الاهتمام باقتناء كتب العلماء المشهورين بجودة التصنيف، غنية عن كتب المتعالمين، والمتاجرين بتأليف الكتب.
وغير ذلك من الفوائد التي لا تخفى على كل قارئ فطن.
ويعود انتشار كتب هؤلاء العلماء واشتهارها الى عدة أسباب منها:
1 سعة علم هؤلاء العلماء وتمكنهم في العلم.
2 حسن نيتهم وحرصهم على نفع الناس نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
3 تحريهم في مصنفاتهم ما يهم مجتمعاتهم، وعنايتهم بما يحتاجه الناس من العلوم,
ومعرفة العلماء المشهورين بالتنصيف وهم ولله الحمد كثيرون جداً وحصرهم أمر متعذر وقد يكون من الصعوبة بمكان، ولكن كما قيل ما لا يدرك كله لا يترك كله.
وسأحاول في هذا المقال ألقاء الضوء على بعض العلماء الذين أشار كثير من العلماء الى انهم برعوا في تأليف الكتب، ووجدت مؤلفاتهم القبول عند الناس على اختلاف طبقاتهم فمنهم:
* محمد بن جرير الطبري
المتوفى سنة 1310ه :
قال الإمام الذهبي المتوفى سنة 748ه ، في سير أعلام النبلاء 14/267 : الإمام العلم المجتهد، عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة .
وقال الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774ه ، في البداية والنهاية 11/156 : رحل إلى الآفاق في طلب الحديث، وصنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، وغيرهما من المصنفات النافعة في الأصول والفروع ومن أحسن ذلك تهذيب الآثار ولو كمل لما احتيج معه إلى شيء، وكان فيه الكفاية لكنه لم يتمه,,
ومن أهم مؤلفاته جامع البيان في تفسير القرآن وتاريخ الرسل والملوك المشهور بتاريخ الطبري، وتهذيب الاثار .
* أبو عمر يوسف بن عبدالله بن عبدالبر المتوفى سنة 463ه:
قال ابن حزم المتوفى سنة 456ه : ولصاحبنا ابن عبدالبر كتب لا مثيل لها وقال ابو طاهر: وبالجملة فالرجل جليل القدر واسع العلم، وكتبه متعددة كثيرة، وقد قلت فيها لحسنها وكثرة فؤائدها:


يا من يسافر في الحديث مشرقاً
ومغرباً في البحر بعد البر
ما أن يرى أبداً لكتب صاغها
بالغرب حافظها ابن عبد البر

ومن أشهر مصنفات ابن عبدالبر التمهيد و جامع بيان العلم وفضله .
* الخطيب أبو بكر أحمد بن علي البغدادي المتوفى سنة 463ه :
قال السلفي الحافظ الأصبهاني يمدح مؤلفات الخطيب، في معجم الأدباء 4/3334 :


تصانيف ابن ثابت الخطيب
ألذ من الصبا الغصن الرطيب
تراها إذا حواها من رواها
رياضاً تركها رأس الذنوب
ويأخذ حسن ما قد صاغ منها
بقلب الحافظ الفطن الأريب
فأية راحة ونعيم عيشٍ
يوازي كتبه أم أي طيب

وقال الحافظ ابن كثير المتوفى 774ه ، في البداية والنهاية 12/108 : ابو بكر الخطيب ، أحد مشاهير الحفاظ، وصاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات العديدة المفيدة .
ومن أشهر مؤلفات الخطيب البغدادي تاريخ بغداد و تلخيص المتشابه .
* عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة المتوفى سنة 665ه :
قال الإمام الذهبي المتوفى سنة 748ه رحمه الله في تذكرة الحفاظ 4/168 : وتصانيفه كثيرة مفيدة .
وقال الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774ه رحمه الله في البداية والنهاية 13/264 : صاحب المصنفات العديدة المفيدة
ومن أشهر مؤلفات أبو شامة كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية و اختصار تاريخ دمشق وغيرها من المصنفات النافعة.
*الإمام محيي الدين النووي المتوفى سنة 676ه رحمه الله :
قال الشيخ تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية: الشيخ الإمام شيخ الإسلام أستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين، ما رأت الأعين أزهد منه في يقظة ولا منام، ولا عاينت أكثر اتباعاً منه لطرق السالفين من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, له التصانيف المفيدة والمناقب الحميدة، والخصال التي جمعت طارق كل فضل وتليده .
وقال الذهبي عنه، في تذكرة الحفاظ 4/174 : صاحب التصانيف النافعة .
ومن اشهر مصنفاته رياض الصالحين والمجموع شرح المهذب .
ومن العلماء كذلك المشهورون بجودة التصنيف:
* الإمام محمد بن علي المعروف بابن دقيق العيد المتوفى سنة 702ه رحمه الله :
قال الحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774ه رحمه الله في البداية والنهاية 14/29 : سمع الكثير ورحل في طلب الحديث وخرج وصنف فيه إسناداً ومتناً مصنفات عديدة، فريدة مفيدة، وانتهت اليه رياسة العلم في زمانه، وفاق أقرانه، ورحل اليه الطلبة ودرس في أماكن كثيرة .
وقال الإمام الشوكاني المتوفى سنة 1250ه رحمه الله في البدر الطالع 2/115 في ترجمة ابن دقيق العيد: تبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران وخضع له أكابر الزمان وطار صيته واشتهر ذكره وأخذ عنه الطلبة وصنف التصانيف الفائقة .
ومن أشهر مصنفاته الإلمام في أحاديث الأحكام و شرح الاربعين النووية .
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved