أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd August,2000العدد:10191الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
لو يعلمون!
تبتسم الدنيا أحياناً للبعض,, تفتح ذراعيها له بمنحه أمراً دنيوياً مبهجاً فيجد نفسه فجأة من ذوي الجاه والغنى أو المناصب,, عندها يرى في نفسه كائناً مختلفاً يتميز عمن سواه,, وعندها يخيل إليه أنه لا ينبغي أن يسايرهم او يعاشرهم ويكاد يصيبه في لحظة إحساس بأن دماءه ليست هي ذاتها تلك الدماء التي تجري في شرايينهم,, وعندها يمضي كالأعمى لا يرى سوى ذاته ولا يسمع سوى صوته ويأخذه ذلك البريق عن الكثير من الحقائق الهامة,, ينسى تماماً كيف كان بالأمس وكيف أصبح اليوم؟!
ويغيب عن ذاكرته بأن الليالي والأيام تدور وتدور,, وتدور وأنها لو دامت لغيرك لما وصلت إليك كما يقال.
وفي اعتقادي ان مثل أولئك لا يقرؤون وربما فعلوا لكنهم يقرؤون سطوح الكلمات وظاهر المعاني ولا يتجاوزونها قيد أنملة,, وإلا لكانوا قرأوا يوماً سيرة ذلك الرجل العظيم عمر بن عبدالعزيز رحمه الله والذي حين تولى الخلافة أصبح أكثر زهدا وتواضعا والتزاما وخشية لله,, حيث تحفل سيرته بالكثير من المعاني والقيم والمبادىء السامية التي تستحق ان تقرأ مرة وثانية وثالثة الى ما لا نهاية حتى تُستوعب جيدا لتكون مناراً لكل من أغمض عينيه عن رؤية الحقائق الكبرى لهذه الحياة الصاخبة,, الزائلة.
أقتطف من هذه السيرة حكاية تقول بأن الخليفة عمر بن عبدالعزيز بلغه أن ابناً له اشترى فص خاتم بألف درهم فكتب إليه: عزيمة مني عليك ألا بعت هذا الخاتم الذي اشتريته بألف درهم وتصدقت بثمنه واشتريت آخر بدرهم نقشت عليه: رحم الله امرأً عرف قدره! والسلام.
* *
تلك هي الخطيئة المميتة,.
ان تصارع الوقت,, ان تنسى وتستسلم لطبعك,, أن تنسى في اي لحظة كانت بأن نجمة الصبح هذه التي نظرت إليها كثيرا عيونٌ باكية أو مطفأة بعد نزع أخير طويل، عند تشقق الليل في أرق أو رجع أو خوف، عيون فارغة بيضاء غادرها الولف وغادرها ظلُّه، أن تنسى أن هذه النجمة التي قالوا لها كثيراً وتقول أنت: أيتها النجمة البعيدة الجميلة أضيئي في قلبي، أضيئي في قلبي قليلاً الآن ثم انسيني,,! .
مقطع من رواية عربية
فوزية الجار الله

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved