أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd August,2000العدد:10191الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

إسراف على حساب الأسرة
البعد الاقتصادي للإسراف في المهور وتكاليف الزواج
د, زيد بن محمد الرماني
وتبرز أهم مظاهره فيما يلي:
أولاً: المبالغة في المهور المتمثلة في الشروط المالية الثقيلة، التي جعلت من العروس سلعة تجارية وميداناً للتفاخر والمزايدات.
ثانياً: المبالغة في بطاقات الزواج وكروت الأعراس خاصة إذا علمنا أن تكلفة الواحدة منها قد تصل إلى عشرة ريالات في المتوسط.
ثالثاً: المبالغة في الهدايا، هدايا الخطبة وهدايا صباحية العرس وهدايا أم الزوجة.
إن المبالغة في المهور مصيبة أكثرت من العوانس والعزاب، إذ هي حجر عثرة في طريق الزواج وجمع الرؤوس في الحلال.
كما تجرّ المبالغة في المهور الأقساط والديون على الزوج وأهله، وتوقعه في مزيد من الاستدانة لشهور طويلة.
وإذا كانت المغالاة في المهور قبل الزواج سبباً لإعراض كثير من الرجال والشباب عن الزواج، فإنها بعد الزواج ربما تكون سبباً للمشاكل والشقاق والخلافات الزوجية، وربما جرّت إلى الطلاق ومشاكل الانفصال، وتكون النهاية المؤسفة تشرد وتفكك وانهيار اجتماعي وأخلاقي.
ومما يؤسف له، أن لا مقارنة بين ما كان عليه سلفنا الصالح من تيسير للمؤونة وقلة الكلفة والمساعدة المالية والمعنوية، وما نحن عليه اليوم من إسراف وتبذير ومغالاة وتفنن في النفقات والمصروفات والأقساط والديون.
بيد أن ما ينبغي التأكيد عليه ارشاد النبي صلى الله عليه وسلم من أن خير النساء والزوجات وأعظمهن بركة أيسرهن مؤونة وكلفة ومهراً.
البعد الاقتصادي للإسراف في حفلات الزفاف:
ويتجلى ذلك في المظاهر التالية:
أولاً: إقامة الأفراح في الفنادق والصالات الخاصة رغم غلاء الأسعار، بيد أن الإقدام على الاستئجار في تزايد، حتى أصبحت صالات الأفراح والفنادق ميدانا للسرف والبطر والمباهاة.
ثانياً: المبالغة في لباس العروس، وطرحتها وما يسمى بالتشريعة، حيث تنفق الأموال الطائلة في أمور كمالية ترفية غير ضرورية.
ثالثاً: التنويع في الأطعمة في مناسبات الزفاف فقد يصل هذا التنويع إلى أكثر من خمسة وعشرين نوعاً من الأطعمة المالحة وخمسة من الحلويات وثمانية من الفاكهة وخمسة من العصيرات الطازجة، إضافة إلى القهوة والشاي قبل الطعام وبعده، والموائد المفتوحة والصياني الدوارة.
رابعاً: مآل كثير من الأطعمة والأشربة القمامة، فهناك تلال من هذه القمامة، تتزايد يوماً بعد يوم، وعرساً بعد آخر.
ومازلنا نجد عند أغلب الأسر وحتى ذات الدخل المحدود تصرفات لا مبرر لها سوى العادات والهوى والتقليد والمباهاة، احتفالات مكلفة، وملابس للنساء والأطفال بأسعار باهظة، وبنود استهلاكية تثقل كاهل ميزانية الأسرة، وخصوصاً الزوجين وهما في مقتبل حياتهما الأسرية.
وما ذلك إلا لتلبية دواعي الاستعراض الاجتماعي وحب التقليد والمباهاة والظهور الاجتماعي والمحاكاة.
ومما ينبغي التأكيد عليه هنا أن الإسلام لم يشرع في نفقات عقد الزواج سوى المهر المعقول للمرأة والوليمة المناسبة للعرس، وإكرام الضيوف بما يناسب الحال.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved