أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 23rd August,2000العدد:10191الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

النظرة القاصرة لتخصص علم النفس
عزيزتي الجزيرة
مما لاشك فيه أن كل علم له أهميته وقيمته في هذه الحياة فلا يمكننا الاستعانة ببعض العلوم للنهوض بمجتمعاتنا وتطويرها والاستغناء عن العلوم الأخرى، ومن جانب آخر فإن كثيراً من العلوم يتصل ويرتبط بعضها ببعض أو بعبارة أخرى مكملة لبعضها, بل إن بعض العلوم لايمكن الاستفادة منها ما لم نستعن بعلوم أخرى مكملة لها, إلا أن ما يلاحظ في بعض المجتمعات وبالذات مجتمعنا العربي السعودي هو تلك النظرة القاصرة لبعض العلوم وخصوصاً علم النفس وهو أنه علم لا فائدة منه ولا حاجة لدراسته أو تدريسه وأن من يتعلمه أو يدرّسه هو إنسان غير سوي.
وهذه النظرة نابعة من قلة الوعي بهذا العلم، كما أننا نناقض أنفسنا من ناحية أخرى حيث أننا كثيراً ما نلجأ الى اساليب هذا العلم وأسسه في كثير من عملياتنا التربوية، سواءً في تربية أبنائنا أو إدارتنا لأعمالنا أو حتى أسلوب حياتنا كلها, ونحن لا غنى لنا عن هذا العلم وبكافة فروعه، وفي ذات الوقت نحذر مما في هذا العلم من أفكار غريبة أو إلحادية لا تتمشى مع تعاليمنا الإسلامية الحنيفة، ولكن هل كل ما في هذا العلم من نظريات وأفكار ومفاهيم لا تتناسب مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف؟ فنحن نأخذ ما يفيدنا ولا يتعارض مع ديننا من هذا العلم, ولا أنسى أن أنوه هنا إلى أن كثيراً من الناس يعتقد أن جُل ما يدرسه علم النفس هو الأمراض النفسية والعقلية والمرض النفسي والمتخلفين عقليا، نعم هو يهتم بهذه الشريحة من المجتمع ولكنه ايضاً يدرس الأساليب التربوية والعلاجية والإحصائية والتجارية والصناعية والاجتماعية والحربية,, إلخ، أي أنه يدرس سلوك الانسان في جميع مناحي حياته، وهو في منزله، في أسرته، وهو في مصنعه، في متجره، في كل ناحية من نواحي حياته,فلماذا هذه النظرة القاصرة والقاسية لهذا المجال المفيد والهام في حياتنا والذي لايمكن أن نسيِّر حياتنا بصورة طبيعية دون الاستعانة بمفاهيمه وأساليبه.
ثم إن مثل هذه النظرة غاية في الخطورة لمن تعتمل في ذهنه, فهل نسينا ذكر الباري جلت قدرته للنفس في مواضع عديدة لا حصر لها من القرآن الكريم؟وهل نسينا كيف كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أصحابه وحتى أعدائه معاملة تربوية نفسية لها الأثر البالغ في نفوسهم؟
فأين نحن من هذا؟ وما موقفنا من تطرق القرآن الكريم للنفس الانسانية وبكافة أنواعها؟
فيجب على من ينظر هذه النظرة أن يتقي الله وأن يبتعد عن التصلب والتعصب في التفكير, وفي اعتقادي ان كثيراً ممن يرون هذا الرأي أنهم مؤمنون بما لهذا العلم من أهمية في حياتنا وأنهم إنما ينظرون هذه النظرة ليقللوا من قدرات من ينتسب لهذا العلم أو المجال, كما أن كثيراً منهم يتكلم عن هذا العلم وهو جاهل به أصلاً,ثم لماذا لم يشن مثل هذا الهجوم على من تخصص في علم الاجتماع (هذا إذا قلنا إن نظرته سليمة)؟فكلا العلمين (علم النفس وعلم الاجتماع) إنما يتناول شيئاً واحداً هو السلوك إلا أن علم النفس يدرس سلوك الفرد وعلم الاجتماع يدرس سلوك الجماعة أو المجتمع,والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
عمر بن سليمان الشلاش
مرشد طلابي بريدة
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved