أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

شركاء في كل شيء
د, فهد حمد المغلوث
نظلُّ في ظل الصراعات التي تتنافس بداخلنا وفي ظل عدم رضانا عن أنفسنا أوشعورنا بالذنب لشيء ما نقوم به، نظل رغم ذلك أقوياء بإرادتنا لأننا ما زلنا نبحث عن حلول تريحنا مما نحن فيه، وما زلنا نحتفظ بقناعاتنا الشخصية بأننا أفضل مما نحن فيه وأن ما نعانيه ليس إلى ظرف مؤقت سرعان ما سيزول حينما نجد أنفسنا بعد سلسلة طويلة من التخبُّط في متاهات ودروب ليس لها مفترق طرق تحدد وجهتنا, نعم أقوياء أن أهدافنا نبيلة وغاياتنا سامية ووسائلنا مشروعة.
ونشعر بقوتنا حينما نبدأ أولى خطوات العلاج على الطريق الصحيح وحينما نحس ببصيص الأمل والنور يتراءى لنا من بعيد وكل هذا لأننا بدأنا بلمِّ شتاتنا المتفرق هنا وهناك ومعرفة حقيقة أنفسنا ووضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
ولكن هذه القوة التي نستمدها من السعادة التي نشعر بها بداخلنا نتيجة وصولنا لما نريده لا تلبث أن تخبو وتضعف إذا لم نجد من يحس بنا أو من يشجعنا على المضي قُدما في مواصلة مسيرتنا العلاجية.
وهذه ليست مبالغة إطلاقاً لأنك أحياناً حينما تدب السعادة داخل قلبك نتيجة شعورك بتلقي خبر مفرح أو الاحساس بشعور جميل نتيجة إنجاز معين، فإنك تود من يشاركك تلك الفرحة، تود من يشعر بها معك، تود من يقول لك أحسنت، من يقول لك أرأيت؟ ألم أقل لك بأنك رائع، لست بحاجة لأحد، سوى لمعرفتك بحقيقة نفسك أكثر؟ سوى لمزيد من الإرادة والتصميم؟ سوى لمزيد من مواجهة النفس، تريد حينها من يشعرك وأنت تتحدث معه وأنت أنجزت شيئا ما تريده ان يصغي إليك وقد بدت السعادة على محيّاه وعلى صوته وكأنه هو صاحب هذا الإنجاز مهما كان بسيطاً!
وحقيقة الأمر، ما قيمة الفرحة إن لم يشاركنا فيها الآخرون؟ وبالذات أولئك الذين كانت لهم يد في تلك السعادة التي نعيشها, لاشك أننا نريد أن نريهم إنجازاتنا، ولكننا في نفس الوقت وربما دون ان نشعر، نريد ان نقول لهم شكراً على كل وقفة وقفتموها معنا، وعلى الثقة التي منحتموها لنا وعلى التشجيع المستمر الذي احسسنا أنه بإمكاننا ان نكون افضل مما نحن، وعلى التفهم الواعي الذي لمسناه منكم خلال ظرفنا الحرج.
مشكلتنا أحياناً وتحت وقع ظروف صعبة واحباطات متكررة وكبت نفسي شديد، مشكلتنا اننا نتحول إلى أشخاص حساسين جداً تجاه أي موقف نواجهه حتى من أقرب الناس لنا، نفسره على انه نوع من التخلي عنا أو أنه مساس بكرامتنا أو أننا لم نعد نحظى بذلك الاهتمام الذي كنا نحظى به وبالتالي نشعر بأننا لا شيء لا نستحق حب الآخرين واحترامهم.
بل إننا في فترة من الفترات نشعر بجد أن هناك عيباً ما فينا! وإلا ما معنى الا نكون قادرين على تحمل الموافق التي تواجهنا؟ وما معنى أن نتعب جداً مع كل موقف؟ وما معنى ان تكون هناك صداقة متينة ووطيدة بيننا وبين الدموع؟
بل ما معنى ان تكون المبادرات والسؤال عن الآخرين ممن نحب والاطمئنان عليهم منا نحن فقط؟ وما معنى أن نكون نحن من يبحث ويجري خلف الآخر؟ أليس في هذا هدر للكرامة هكذا تقول أنت ولا أحد يستطيع ان يعاتبك أو يلومك لأنها مشاعر شخصية لا أحد يشعر بها سواك ولكننا أحيانا ننسى ان الطرف الآخر ربما لا تكون لديه هذه الظروف المرنة والمناسبة التي تتيح له الاتصال بنا والسؤال عنا والجلوس معنا واحساسنا انه مهتم بنا واننا لسنا فقط من يشعر بالشوق.
ونحن لو استطعنا ان نضيف لمفاهيمنا مفهوماً آخر أو ننظر من زاوية أخرى لرأينا ان المسألة قد تحمل أبعادا ومفاهيم أخرى في صالحنا نحن وليست ضدنا, وليس هذا من قبيل الاقناع غير المباشر ولكنها تظل أفكاراً مطروحة للنقاش والتفكير.
ودعونا نأخذ مثالاً بسيطا فقط، فكل منا يشتاق لمن يحب ويهوى الاحتفاظ بما في يده خاصة إذا كان يعني له شيئا ما ولكن حرمانك من هذا الشيء في وقت من الأوقات او انقطاعه عنك سوف يسبب لك الضيق والتوتر بل سوف تشعر بالتعب النفسي إذا طال أمد هذا الغياب, ولكن هذا لا يعني اننا عاجزون ولا يعني ان نحرق أعصابنا في خلال هذه الفترة ونفكر في أشياء سيئة لا وجود لها سواء فينا أو في غيرنا بل على العكس هناك بدائل أخرى منها أن نعد مفاجآت حلول، ومنها أن نفكر في أشياء عملية تجعل هذا الطرف الآخر لا يكرر هذا الموقف مرة أخرى عن عمد ولكن ما يحصل في كل مرة، هو أننا بمجرد أن نسمع صوته أو نراه بعد غياب ليومين أو ثلاثة نبدأ في توجيه الاتهامات أو نكثر من العتاب واللوم المباشر الذي يفسد حرارة اللقاء ويطفئ لهيب الشوق علما بأن كلا الاثنين أطيب من الآخر!
إن أجمل ما في الفرحة هو ألا نطفئها من المنتصف وألا نئدها وهي في بدايتها.
وأجمل ما في الحزن هو ألا نستمر فيه وألا تكون ردود فعلنا بسببه وإلا لتعبنا كثيراً.
فنحن نحناج لكل الفرحة والحزن من آن لآخر نحتاج للفرحة لنعرف ماذا يعني الحزن، ونجتاح الحزن لكي نستعيض عنه بالفرحة.
ولكن الفرق بينهما إن كان هناك فرق ان الحزن يُفرض علينا احيانا وليس لنا دخل فيه ففرص التحكم فيه من قبلنا نادرة في حين أن بأيدينا أن نفرح وان نوجد مناسبات الفرح في كل وقت مهما كانت بسيطة، فلماذا إذن الاهتمام بالصغائر من الأمور التي تعكر علينا أجواءنا الحلوة؟
فنحن بحاجة للتفكير في هذه الصغائر بشرط وبهدف التفكير في كيفية عدم حدوثها مرة أخرى وليس في إفساد اللحظات الحلوة القليلة التي نعيشها!
أعرف انك قد تتضايق من هذه الكلمات وقد تعتبرها مثالية أو نوعا من التبرير الذي لا داعي له ولكن ألا تستحق الصداقة والعشرة محاولة واحدة على الأقل للتأكيد عليها والاهتمام بها ومحاولة تنميتها وتوطيدها؟ إننا لا نعمل لليوم أو غد بل للمستقبل أفلا يعني هذا شيئا؟ ألا يستحق ولو محاولة واحدة؟ لنحاول ولنفسد محاولات الحاقدين المغرضين، لنحاول ولنثبت أننا شركاء في كل شيء رغم كل شيء,, شركاء في الخير رغم كل العقبات.
همسة
أتعرف بحق.
ماذا يضايقني منك؟
هو أن تخفي عني سعادتك.
أن تحرمني ابتسامتك.
ان تحتفظ بها لنفسك.
وكأنها لك وحدك!
***
أعتب عليك بحق.
حينما تستكثر عليّ فرحتك!
فأسمعها من الآخرين,.
وليس منك أنت!
وكأنني غريب عنك!
وأنا القريب منك!
أو هكذا أظن!
***
وأنت لا تدري,.
لا تعلم,.
أنه حتى ألمك,.
يحزنني أن تخفيه عني,.
فقط,.
لأنك لا تريد مضايقتي!
***
وما علمتَ.
أن جزءاً من سعادتي,.
هو أن أشعر بألمك,.
أن أشاركك إيّاه,.
أن أكون قريباً منك,.
وقت حاجتك لي,.
***
أن أكون معك,.
بأي حال كنت,.
سعيداً كنت أم حزينا,.
لأنه لا فرق بيننا,.
هكذا أشعر,.
إلا إن كان لك رأي آخر!
***
وحتى لو كان ذلك,.
فهذا لن يغير شيئاً,.
سأظل كما أنا,.
سوف أرضى,.
أن تكون مشاعري,.
من طرف واحد!
وسوف أقبل,.
أن أكون إحساسك الآخر!
***
لأنه إحساس آخر,.
أسعد به,.
إحساس آخر,.
أحنُّ إليه,.
كلما تذكرتك.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved