أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

المجتمـع

د, غادة الخولي: مراجعة العيادة النفسية لا تعني الجنون!
لا يزال مصطلح العيادة النفسية جديداً وغامضاً في عالمنا العربي، حيث يتردد الكثيرون قبل الذهاب إليها، وتتدفق الأفكار والاسئلة وتتزاحم عندما نستمع الى هذا المصطلح, هل انا محتاج الى العيادة النفسية؟ من هو الطبيب؟ أين عقار هذا الدواء النفسي؟ وهل يؤدي الى الادمان؟ ماذا يستطيع ان يقدمه لي الطبيب النفسي,,؟
حول كل ذلك تقول الدكتورة غادة الخولي استشارية الأمراض النفسية بدار العرب الطبية ان كل هذا التردد والخوف مرتبط بمفاهيم خاطئة وعتيقة توارثت في الشرق منذ قديم الزمان والصقت بهذه العبارة وصمة عار, فكل من يذهب اليها يسمى مجنون مع ان هذه الكملة ليس لها وجود في قاموس الطب النفسي، فهي ليست ترجمة عربية لأي تشخيص من الامراض النفسية او العقلية، كذلك يوجد معتقد آخر بأنه عندما تكون عندك مخاوف أو أفكار غريبة فإن الخوض فيها والكلام عنها يزيدها وبالتالي فمن الضروري الكتمان وتجنب الحديث عنها حتى مع النفس، وهذا قد يكون مناسبا لزمن سابق، ولكن في هذا العصر الذي يتسم بالسرعة والضغوط فلا بد من المصارحة والمواجهة والتفكير، فهؤلاء من أدوات العصر عصر المعلومات والتكنولوجيا .
وأضافت الدكتورة غادة قائلة: هذه المفاهيم تدهشني وسوف تدهشك عزيزي القارئ عندما تعرف ان أول من عالج الأمراض النفسية والعقلية هم المسلمون في وقت كانت فيه أوروبا تحرق هؤلاء في محارق عامة اعتقادا منهم بأنهم شياطين.
وعند سؤالنا، من هو المريض النفسي؟ وما هو مفهوم الصحة النفسية؟ أجابت الدكتورة غادة: عرّفت منظمة الصحة العالمية في أوائل التسعينيات الصحة النفسية في ثلاثة محاور لابد من توافرها جميعا:
* عدم وجود أعراض نفسية وعقلية.
* القدرة على الإنتاج والعطاء والتفاعل مع المجتمع.
* القدرة على التكيف وتبادل المشاعر والعواطف مع من حولك.
واستطردت قائلة: من هنا فالعيادة النفسية ليست فقط للمريض الذي يشكو من هلاوس سمعية أو بصرية أو ضلالات أو أفكار خاطئة، وإنما للفرد العادي الذي يعاني من عدم القدرة على التكيف بالحاجة الى من ينصت له ويثق بمن يشعر بأنه غير قادر على العطاء وأنه يحتاج الى التوجيه والإرشاد.
وبينت أنه قد يتساءل البعض أو يشعر بأن الجميع يحتاج الى العيادة النفسية!؟,, والإجابة ستكون نعم، فمن الممكن ان يشعر كل منا في لحظة ما بهذه الأشياء ولكنها لا تستمر ويتعامل معها إما بمفرده أو مع من حوله، ولكن عندما لا يستطيع ذلك، فتكون العيادة النفسية هي الصديق والأسرة والحكم، وبذلك يكون الطبيب النفسي هو الصديق العلاجي Therapeuti9c Friend .
ولأهمية الطب النفسي تقدم المستشفيات والمراكز الطبية خدمات طبية نفسية شاملة، وهناك خدمة طبية جديدة تعتمد في المقام الأول على الوقاية أكثر منها على العلاج، وهي ما تقدم في دار العرب الطبية والتي توفر رعاية وخدمة صحية نفسية متكاملة، حيث لا يتم وصف العقاقير فقط وإنما يتم التركيز على الأسرة، حيث هناك إرشاد وتوجيه ليس للمريض فقط وإنما للأسرة ككل,, كيف تعامل المريض؟
وما هي أنواع الأدوية ومدتها؟ ولماذا؟ وما هي آثارها الجانبية؟ وكيفية تجنبها؟,, إلخ.
ولا نغفل أيضاً الإرشاد للمشاكل الاجتماعية والنفسية والإرشاد للزواج وتربية الأبناء ومشاكل التعليم عند الأطفال ومشاكل الذاكرة وأنواعها، وكيفية التعامل مع الأمراض النفسية عند كبار السن كالاكتئاب والعته وغيرها مضافا إلى ذلك علاج جميع الأمراض النفسية كالقلق والعصاب والوسواس القهري، والأمراض العقلية كالفصام والضلالات وجميع اضطرابات الشخصية وأمراض الإدمان والتعاطي والأمراض النفسية عند صغار السن كالتبول اللا إرادي وغيرها.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved