أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

الثقافية

لاتقولي,, وداعاً
علي أحمد زعلة
سافري عذبة الوصال بعيدا
واعزفي للأنام لحنا فريدا
عبري عن مشاعري وابعثيها
نغما يعبر المدى والحدودا
سافري وامتطي الأصالة كوني
قوة تكسر الهوى والقيودا

منذ النص الأول في ديوان (لاتقولي,, وداعا) يضعنا الشاعر أمام نص رؤيوي واضح وصريح؛ فالنص بعنوان (القصيدة) وفي هذا النص يخاطب الشاعر القصيدة/ القصيدة، كما يخاطب القصيدة/ الرمز، عازفا على أوتار متعددة وملوحا في جهات مختلفة، ولعل الشاعر أراد أن يجعل مفتاح الديوان في أكرة هذه القصيدة فجعلها النص الأول مباشرة بعد الاهداء الذي جاء شعريا أيضاً.
صاحب الديوان هو الشاعر الشاب الأستاذ عيسى بن علي جرابا، وهو يمتلك كما يتضح من قصائد المجموعة أدوات مكتملة وآليات شعرية ناضجة، غذاؤها التراث العربي الضخم، وقد استطاع الحفاظ على الإيقاع العمودي الموزون والمقفى، والذي جاءت عليه جميع قصائد الديوان التي وصلت إلى إحدى وثلاثين قصيدة طرقت أغراضا ومضامين متعددة، ولكن الشاعرية الحقة والصدق بنوعيه قد تجلى في تلك القصائد الوجدانية الذائبة، وهي ما أنشده الشاعر في بداية مسيرته الشعرية.
وعنوان الديوان يشي بشيء مما أشير إليه، فالعنوان هو لقصيدة من قصائد الديوان وهي عبارة عن بوح ذاتي شفيف حملته عبرات الشاعر وهمومه ولجج ظلامه,.


يامنى الروح كفكفي عبراتي
واذكري مامضى من الذكريات
كل عهد مضى إذا ماتراءى
ظل يبكي عهوده الماضيات
وسرى يمتطي خيول الأماني
ما ألذ الحياة بالأمنيات
يامنى الروح,, لاتقولي: وداعا
ليس تحلو بعد الوداع حياتي

هذا الديوان باعتباره الإصدار الأول للشاعر بعد تجربة جميلة لاشك أن فيها السالب والموجب مما يجده القارئ والشاعر نفسه؛ فالتجربة الأولى تحتاج إلى مزيد من التروي وعدم الاستعجال ومع كل ذلك فهي تبقى تجربة أولى,, تحمل معها ذلك المزيج المختلط من مشاعر النشوة والرهبة والترقب!
ما أجدني مضطرا إلى قوله هو أن هذا الديوان افتقر في كثير من أشعاره إلى التجاوز/ تجاوز الذات والتجربة؛ حيث جاءت بعض الصور الشعرية عادية وقديمة أو مستهلكة، وظهر الاقتباس في بعض أبياته (مشاراً إليه بالطبع) كما نجده في قصيدة (المربي بين قرنين) ص66، وفي الجانب الآخر احتاجت المفردة الشعرية لدى عيسى جرابا إلى مزيد من دفق الحياة وحيوية المعاصرة.
وبالجملة فالتجربة كما أسلفت محمودة، ونتمنى للأستاذ الشاعر عيسى جرابا التوفيق في تجاربه الشعرية القادمة.
من قصيدة الركب المسافر:


ياليل، أين أحبتي ورفاقي؟
أو غادروا والدمع في أحداقي؟
بالله أين رحيلهم؟ أو هكذا
يبقى فؤادي في لظى الأشواق؟
أستار ليل فراقنا قد أسدلت
فمتى سيهتكها صباح تلاقِ؟

Azalah @ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved