أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

لنتكاتف في حماية عيون المدن
في القرون الراحلة كان الآباء والأجداد يخلصون بغرس نخلة في المنزل أو شجرة يكون لها ظل وثمر, فيزهو المنزل بتلك الباسقة أو تلك الوارفة واليوم ونحن في عصر سعودي أخضر مزدهر نامٍ تواكبت مسيرة الحدائق مع نمو هذه البلاد على الرغم أن الدول جارية فيها الأنهار ومتوفرة فيها المياه العذبة حباها الله بحدائق لم يتعب عليها البشر إطلاقاً وزينت مدنهم وجعلتها جناناً وارفة دنيوية بإذن الله.
أما نحن فواكبنا تلك الحدائق بلا أنهار جارية بل بآبار وعيون أنفق المال على تهيئة الماء فوق سطح الأرض, بين خبير ومهندس ومخلص وعامل ومسؤول حتى اكتمل زهو حدائقنا وصارت وافرة بظلها وثمرها في أرجاء الشقيقات من مدن المملكة الزاهيات.
وجاء المستظلون والسائحون وساكنو الشقق الضيقة والمتنزهون وصارت كل الأعمار تلهو وتمرح مباركين نجاح تلك الحدائق الغناء.
ومع الأسف والأسف الشديد نرى تلفيات متعمَّدة من جهال جاهلين بعين المدينة ألا وهي الحديقة, كتابات تجعل الحليم حيران وتلفيات كهربائية وأسمنتية ومجسمات جمالية ولا ندري أهو إعاقة لتقدم ازدهار ونماء الحدائق وتحد من جهلة لا يفرقون بين جمال مدينتهم وتأخرها عن المدن المتقدمة.
المسؤول يزرع والجهلة يجثون كل نماء وتقدم وازدهار بحدائق أعدت لهم كي تكون متنفساً لمراجعتهم الدراسية, وجلساتهم الليلية وانفراجاً لضوائقهم الصدرية, مع الأسف الشديد والمؤلم تجد كراسي صممت خصيصاً للجلوس والراحة لمن أراد الاصطياف بتلك الحديقة قد كسرت أو شلت أو انتشلت من مكانها!!! وأعمدة كهرباء اغتيلت من أيد عابثة فاسقة لا تقيم لجمال مدينتها أي وزن أو اعتبار يليق بهم كأناس لهم ثقافتهم وحضارتهم وإذا قبض على أحد منهم فرادا أو جماعات صب السخط من أولياء أمورهم مع كل أسف وجعلوا رجال الأمن مستقصدين أبناءهم دون أن يتبينوا خطأ أبنائهم ويعترفون للمسؤولين من رجال الأمن ان هذه اول مرة وآخرها حتى يتأدب الآخرون ويسري خبر الحادثة والجزاء عليها بقية صفوف الشوارعية الضالين,, فوالله لو عرفوا قيمة هذه الحدائق لصار كل الشباب عاقلهم وضالهم جنود حماية ورعاية لتلك العيون الخضراء ألا وهي الحدائق.
شكتهم الشجيرات المستبشرة بالحياة حين اقتلعوها بنزع غاضب متوهج, وشكتهم تلك الزهور النائمة بأمان المياه والهواء حين جعلوها كالعهن المنفوش ولا ذنب لها إلا أنها درة تلك الحدائق.
إنني أوجه نداء خاصاً إلى الأمناء من أفراد ومسؤولين ومواطنين تهمهم مدنهم بأي موقع من خارطة هذه البلاد المقدسة,, أن يكونوا خير أمناء وأعظم حراس على عيون مدنهم واعني بالعيون (الحدائق) لأن المال صرف على أرض تلك الحديقة كي تزهو وتزدهر وتصير جنة دنيوية غناء,, يقصدها كل رائد ومتنفس,, يهجع بها كل متضايق ومراجع ومتفرج.
إن المدرس أمام تلاميذه واجب عليه إعطاء الحديقة أهميتها, الإعلام المنظور والمقروء والمسموع واجب عليه جعل الحدائق كالعين بصحتها ومرضها، وواجب مفروض على ولي الأمر في منزله نصح أبنائه بعدم الإساءة الفعلية لحدائقنا لأن المواطن غذاء الحدائق، والحدائق أنس المواطن ومتنفسه ولا خاب وطن أبناؤه حماته ودافعه إلى التقدم والحضارة وجعل المدن زاهية جميلة تسر الناظرين.
علي الساير
حائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved