أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

مجالس الأمس
* يحكي لنا آباؤنا واجدادنا ان المجلس الذي يجتمع به الرجال يعتبر من اعظم الاماكن التي يحسب لها الف حساب فله قوانينه وله انظمته وعاداته برتوكولاته المحددة لعل من اهم انظمته ان السارق الذي سبق حتى وان اتهم بسرقة ما,, لا يستطيع شرف الجلوس به, بل يقابل بالطرد والابعاد عنه,, حتى ان جاء ولم يعلم صاحب المجلس واكتشف فجأة ان في مجلسه سارقاً او غادراً او ناقضاً للعهد فانه يتعمد بان يقف من يقوم بصب القهوة على راسه فيقوم بملء فنجان القهوة وحينما يهم بتقديمه له يسكبه بالارض تعبيرا عن عدم مشروعية جلوسه بهذا المجلس.
* كانت نتيجتها ان الذي يوسوس له الشيطان بالسرقة او الغدر او نقض العهد فانه يتذكر انه سيقابل مجتمعا متكاتفا متفقا بدون عهود موثقة يحاربه ويطرده من المجتمع,.
لهذا كانت للكلمة حقها وقيمتها وكان للعهد اصوله ومن يصونه فالمجتمع كله تكافل وتكاتف في ان يحافظ على مثل هذه المبادئ الاسلامية الصحيحة والصفات الطيبة الرجولية التي يستوجب ان يكون بها المسلم.
* يحكي لنا آباؤنا واجدادنا ان المجلس الذي يضم الرجال مجتمعين في بيت او ديوانية او محفل او مناسبة فإن الشباب والفتية والصبيان الذين يحظون بشرف الجلوس يجلسون صامتين يسمعون تلك القصص او الاخبار وينهلون من تجارب الرجال العظيمة واخبارهم القيمة وينهلون من حكم الشعر وقصص الايام ومواقف الامم وتجارب السنين, لهذا ينشأ الفتى نشأة عظيمة مليئة بالحيوية والتوثب والذكاء والرجولة المبكرة من خلال ما يسمعه المتحدث معه من نبرات الكلام التي تنم عن تأثير تلك المجالس على طريقته بالكلام واحترامه للكبير وتقديره للصغير وحبه لوالديه وتضحيته الحقة في سبيل ان يعيش عيشة آمنة خالية من كلمات الكدر والتأفف وسأم خدمتهما.
* يحكي لنا اباؤنا واجدادنا ان مجالس الرجال تخلو من الكلمات النابية,, ففي حرم المجلس للكلمة حرمة وللحياء مكانة عظيمة وللأخلاق والحث على مكارمها سيطرة على كل اركان وحدود تلك المجالس.
* يا الله,, كم كانت عظيمة مجالس الامس وكم كانت خيالية قد لا يصدق الراوي عنها وعن مضامينها وقوانينها واسسها وكيفية الحفاظ عليها.


سليمان الأفنس الشراري
طبرجل


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved