أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th August,2000العدد:10192الطبعةالاولـيالخميس 24 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

عام دراسي جديد
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته وبعد:
تستقبل مدارس المملكة في بداية الأسبوع القادم فلذات الأكباد بعد أن تمتعوا بالإجازة الصيفية، يحدوهم الشوق إلى مدارسهم ومعلميهم وزملائهم، والأمل بعام دراسي جديد عامر بالعطاء ومتوج بالتفوق والنجاح بإذن الله تعالى, كما تستقبل هذه المدارس طلاباً صغاراً يضعون أقدامهم الصغيرة لأول مرة في حياتهم على أول درجات السلم التعليمي، إنهم الطلاب المستجدون، لقد كان هذا الطالب الصغير المستجد طيلة عمره الذي لا يتجاوز السنوات الست محل العطف والرأفة والحنان من والديه واخوانه، فهو بينهم كالوردة المتفتحة والريحانة الفواحة، الجميع من أهله يشمه ويحضنه ويلاطفه ويداعبه, وان مفارقة هذا الصغير لهذا الجو العائلي المشبع بالحب والحنان لهو بمثابة مفارقة روحه لجسده، فهو كالنبتة التي اقتلعت من جذورها لتغرس في بيئة جديدة غير مألوفة لديه، فقد استبدل عطف اخوانه بزملاء لا يعرفهم، واستبدل حنان والديه بمعلمين لم يرهم من قبل واستبدل دفء غرفته الأثيرة لديه بغرفة الصف، فلا غرابة إن رأيت عينيه قد امتلأتا بالدموع ورأيت أنامله الصغيرة وقد تشبثت بملابس والده صباح ذلك اليوم الذي ابتعد فيه عن منزله، وبدأ فيه أول أيام الدراسة, وقد أحسنت صنعاً وزارة المعارف ممثلة بالإدارة العامة للتوجيه والارشاد عندما رأت ضرورة إقامة اسبوع تمهيدي لاستقبال الطلاب المستجدين ينفذ خلال الاسبوع الاول مع مطلع كل عام دراسي، والهدف منه مساعدة الطالب الصغير المستجد على تحقيق التكيف التربوي المنشود عبر طرق تربوية مدروسة، والتدرج به من خلال برنامج يومي سبق الإعداد له وتجريبه لإبعاد الخوف والرهبة التي تصاحب انتقال الطالب المستجد الى بيئته الجديدة فلا يكاد يمضي الطالب المستجد أسبوعه الأول إلا وقد ألف المدرسة وأحب تلاميذها ومعلميها، وانطلق على سجيته البريئة في لهو ومرح متناسيا بعده عن بيته ووالديه، وعلى البيت ان تستمر صلته بالمدرسة، ولا ينبغي ان تنقطع هذه الصلة بمجرد انتهاء هذا الاسبوع التمهيدي وانتظام الطالب بالمدرسة، فإن التربية الحقيقية للطالب لا تتم إلا بتضافر الجهود من قبل البيت والمدرسة، فوجود هذه الجهود وتفاعلها كفيل بإذن الله تعالى للوصول الى تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية, قال احد المربين (الاستاذ/ فايز عبدالله السويّد): ان التربية عبارة عن كائن حي احدى قدميه في المدرسة والأخرى في البيت، وان على البيت والمدرسة ان يتعاونا في كل جانب من شأنه أن ينعكس ايجابيا على تحصيل الأبناء علميا ويملأ جوانحهم بالدفء والحنان العاطفي .
لذا ينبغي ان يتعهد البيت المدرسة بالسؤال عن سيرة الطالب وسلوكه ومدى تحصيله العلمي وانضباطه، كما ينبغي على البيت مشاركة المدرسة في اجتماعاتها وانشطتها واحتفالاتها، وان يغرس البيت لدى الطالب حب التفوق والنجاح والسعي الى تحقيق ذلك بالجد والاجتهاد والمواظبة والانتظام، وان يتجنب البيت ما امكن التأديب الجسدي او الحرمان النفسي للطالب وان يكون عونا له بالنصح والتوجيه والإرشاد،
وبالله التوفيق.
حمد بن صالح العبيد
مرشد طلابي بريدة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved