أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 25th August,2000العدد:10193الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

كلمات معدودة
المواقع والآراء
د,محمد بن سليمان الأحمد
هل تتأثر المواقع الوظيفية بالآراء في الشؤون الإدارية والمالية وغيرها,, هل يمكن ان يعارض شخص معين نظاماً أو قانوناً معيناً أصدره هو شخصياً وكان مقتنعاً به ودافع عنه في حينه أمام من اعترض عليه من المستشارين.
قد يكون أحدهم يعمل في هيئة حكومية تسن أنظمة وقوانين خاصة بمجال معين ويكون هذا الأحدهم شارك مشاركة فعالة في استصدار نظام يتعلق بهذه الشركات أو المؤسسات المتعلقة أو ذات العلاقة بالمؤسسة الحكومية التي يعمل بها وبعد صدور هذا التنظيم أخذ صاحبنا يدافع عن التنظيم الجديد وأهميته وضرورة تطبيقه من جميع الجهات ذات العلاقة وخصوصاً الشركات والمؤسسات الأهلية.
بل ان هذا المسؤول لا يتوانى عن التصريح في الصحف بالعقوبات المترتبة على من لا يطبق هذا النظام الجديد ويكيل عبارات المديح للنظام والقانون الجديد وانه من أحدث الأنظمة في العالم وقد يقول إنه يتفوق على جميع الأنظمة المماثلة في كثير من دول المنطقة ويماثل الأنظمة في الدول المتقدمة.
تدور الأيام دورتها وخلال عام أو عامين من صدور هذا التنظيم وصدور هذه التصريحات من هذا الفلان أو العلان تتم اعارته شخصياً لشركة من الشركات التي يجب عليها تطبيق التنظيم الذي وضعه هو,, أو يتقاعد ومن ثم تتعاقد معه احدى المؤسسات الأهلية او يؤسس شركة أو مؤسسة ذات علاقة بعمله السابق ومن واجبها تطبيق ذلك النظام أو التنظيم الذي شارك في وضعه ودافع عنه عبر كل وسائل الإعلام.
حينها ماذا يحدث عندما يصبح المسؤول الذي وضع القانون أو التنظيم في موقع الشخص الذي يجب عليه تطبيق ذلك النظام أو التنظيم بحذافيره؟ ما يحدث ان هذا الشخص نفسه عندما تغير موقعه من منظم ومقنن في موقع جديد هو منفذ، هنا تتغير الآراء والمواقف,.
كيف حدث هذا,, أعتقد أن المشكلة هنا تنبع من أن النظام عندما وضع لم تتم استشارة الأشخاص الذين من واجبهم تطبيق النظام وتنفيذه ولذا عندما تغيرت المواقع تغيرت الآراء.
لقد بدأ الشخص الذي شارك في سن التنظيم أو القانون المشار إليه يغيّر مواقفه من هذا التنظيم وبعد ان كان يكيل له عبارات المديح أصبح يكيل له عبارات النقد والانتقاد ووجه لهذا النظام العديد من التهم مثلا الاشارة إلى عدم تناسبه مع ظروف العصر وأن فيه العديد من المثالب والعيوب وكأن صاحبنا نسي المديح الذي قاله عنه عندما صدر وكان هو أحد المشاركين في إصداره,, ووضعه والدفاع عنه.
ترى هل الخلل في واضعي الأنظمة والتنظيمات أم الخلل في الأنظمة والتنظيمات نفسها ام ان الخلل الحقيقي هو في الأشخاص أو بعض الأشخاص الذين تتغير آراؤهم بين يوم وليلة لتتوافق مع مواقعهم في القطاع الخاص أو في القطاع الحكومي.
وأخيراً هل تغيّر المواقع الآراء؟؟

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved