أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 25th August,2000العدد:10193الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,جمادى الاولى 1421

شرفات

التلفزيون الرقمي والإنترنت يهددان أطفالنا بالإدمان
بروبرتس: معظم الآباء والأمهات مخطئون ,,,!!
في امريكا والغرب عموما يقيم الاطفال اليوم في غرف نوم مجهزة بالكامل بمراكز اعلامية، حيث يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون والاستماع للموسيقى في غياب الاشراف الابوي، او أية قواعد عامة.
هذا ما أظهرته دراسة شملت ثلاثة آلاف طفل أمريكي تتراوح أعمارهم ما بين عامين الى 18 عاما وقد أجراها مركز كايسر لرعاية الأسرة,
تشير الدراسة الى ان الأطفال ينفقون وسطيا خمس ساعات و29 دقيقة يوميا طوال أيام الاسبوع السبعة في مشاهدة برامج التلفزيون واستخدام الحاسوب على سبيل الاستجمام والتسلية, وأما بالنسبة للأطفال الذين تزيد اعمارهم عن ثماني سنوات فانهم يقضون وسطيا قرابة ست ساعات و43 دقيقة يوميا وفي معظم هذا الوقت يكونون بمفردهم رغم ان دراسات اخرى ركزت على مشاهدة الاطفال للتلفزيون او استماعهم للموسيقى فان هذه هي أول دراسة امريكية من نوعها تجرى من اجل تقييم مستوى استخدام الاطفال الامريكيين لوسائل الاعلام، ومنها التلفزيون والموسيقى وأجهزة الحاسوب والعاب الفيديو, نتيجة لذلك، يقول رونالد بروبرتس كاتب الدراسة واستاذ الاتصالات في جامعة ستانفورد: سيصاب معظم الاهالي بالدهشة وسيقولون لا، ابني لا يفعل ذلك لكن معظم اولئك الآباء والامهات مخطئون .
في عصر يستقطب الحاسوب مزيدا من اهتمام الاهالي والمعلمين والساسة وهنا يبقى التلفزيون الوسيلة الأهم بالنسبة لغالبية الصغار، حيث يقضي الأطفال قرابة ساعتين و46 دقيقة يوميا في مشاهدة التلفزيون، الا ان 17 بالمئة من الأطفال يقضون أكثر من خمس ساعات أمام الشاشة الصغيرة.
وأظهرت الدراسة ايضا ميلا لاستخدام هذه الوسيلة الاعلامية في اماكن خاصة حتى في سن صغيرة جدا, وأشارت الدراسة الى ان 53 بالمئة من الأطفال الامريكيين لديهم اجهزة تلفزيون في غرف نومهم وان 70 بالمئة من جميع الأطفال لديهم جهاز راديو في غرف نومهم، و64 بالمئة منهم لديهم مسجل و16 بالمئة لديهم جهاز حاسوب, أما الوقت الذي يخصص للحاسوب فيأتي بعد استخدام التلفزيون، ولا يزيد معدله عن 21 دقيقة في اليوم خارج المدرسة، ومن ضمنها ثماني دقائق تخصص للانترنت، لكن روبرتس يعتقد ان استخدام الحاسوب في ارتفاع مستمر, وقد اظهرت الدراسة انه حتى في ظل هذا الاهتمام الالكتروني المكثف، فان الصغار ما زالوا يقرأون من اجل متعة القراءة وبمعدل وسطي يبلغ 44 دقيقة خارج أوقات المدرسة والواجبات المنزلية.
وتقول فيكي ريد اوت، مديرة برنامج الصحة العامة والترفيه الاعلامي في مركز كاير الاسري: ان استخدام وسائل الاعلام اصبح نشاطا يمارسه الطفل بمفرده, وقد أفرد القائمون على الدراسة بابا خاصا تحت عنوان مؤشر الرضا من اجل قياس حجم رضا الاطفال عن حياتهم, وقد اظهر ان الأطفال الذين يقبلون اكثر من غيرهم على وسائل الاعلام يشيرون الى سخطهم عما حولهم، فقد أشار بعض اولئك الاطفال الى عجزهم عن التفاهم مع ذويهم والى تعاستهم في المدرسة ووقوعهم في عدد من المشاكل, في هذا السياق يقول الباحث دارتيللا من ولاية تكساس فيما سبق كنا ننظر الى الكنيسة والمدرسة والمنزل، كمراكز أساسية مؤثرة في تربية الأطفال، والآن علينا اضافة وسائل الاعلام الى هذا المزيج من المؤثرات ويقول روبرتس ان الوقت الطويل الذي يخصص للاعلام الترفيهي يتزامن مع كثرة انتشار الاستعراضات التلفزيونية والمسجلات والمواقع على شبكة الانترنت والموجهة خصيصا للأطفال لكن دالي كنكيل استاذ التواصل في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا يقول ان ذلك التقرير يشير الى ارتباط الصغار بكل برنامج تنتجه وسائل الاعلام وخاصة اذا كان يحوي فقرة علمية او حتى اعلانية خاصة بهم, جاء في الدراسة بينما عاش جيل من الامريكيين في طفولتهم معتادين على استخدام تلفزيون وحيد ابيض وأسود ذي ثلاث قنوات مع أسرهم، كبر الجيل الثاني وقد التصقت اجهزة الووكمان بآذانهم، وفي وجود مائة قناة تلفزيونية في غرفة النوم وبين اصابعهم شبكة عالمية من المعلومات، وهكذا كان الجيل القديم يجفل عند اطلاق طلقات رصاصية، وأصبح أبناؤهم يمارسون ألعاب الفيديو بعنف ظاهر يجعلهم يبتعدون عن الشاشة خوفا من اصابتهم .
وقد اعطى 600 طفل ممن شاركوا في تلك الدراسة مفكرات يومية لتسجيل كيفية ومواعيد استخدامهم لوسائل الاعلام، قال روبرتس ان تلك المفكرات تشير الى ان اولئك الصغار بارعون في أداء عدة مهام في آن واحد, وذلك يعني مثلا، ان التلفزيون شغال بينما يعملون على الحاسوب أو ان الكتاب يقرأ بينما يعمل الكومباكت ديسك او القرص المدمج.
تتفوق الموسيقى على الحاسوب كثاني الوسائل استخداما، بحيث يتسع الوقت المخصص للاستماع اليها مع نمو الأطفال، يقول روبرتس ان الموسيقى هي الوسيلة المفضلة لدى الاطفال, انها تساعدهم على التعامل مع قضايا يرفض الكبار التحدث عنها, انها تتناول موضوعات لا يشعر الكبار بالراحة عند بحثها، كالمخدرات والجنس.
وتشير المفكرة الى ان الاطفال ينفقون 95 بالمئة من الأوقات المخصصة للتلفزيون بدون رقابة أبوية، وأما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين عامين وسبعة أعوام، فانهم يكونون بمفردهم خلال 81 بالمئة من الأوقات التي يقضونها امام التلفزيون وقال ان 58 بالمئة من الأطفال يشاهدون عادة التلفزيون أثناء تناول الوجبات، وقال ان 49 بالمئة منهم لا توجد في منازلهم قواعد خاصة بمشاهدة التلفزيون، وأشار ان 42 بالمئة من اولئك الأطفال، التلفزيون داخل منازلهم شغال طوال الوقت.
كما أظهرت الدراسة الأمريكية ان أبناء الأقليات يقضون أوقاتا أطول مع وسائل الاعلام في كل يوم فأبناء الأمريكيين الأفارقة يمضون وسطيا ثلاث ساعات و56 دقيقة يوميا في مشاهدة برامج التلفزيون، بينما يمضي الطفل الناطق بالاسبانية ثلاث ساعات و13 دقيقة يوميا، أما الطفل الأبيض فانه يمضي وسطيا ساعتين و22 دقيقة يوميا في مشاهدة التلفزيون,وأظهرت الدراسة ان البنين أكثر استعدادا لممارسة ألعاب الفيديو والحاسوب، وانهم يفضلون الموضوعات الرياضية المتعلقة بالمغامرات، بينما تفضل الفتيات الاستماع للموسيقى والاقلال من مشاهدة برامج التلفزيون لصالح قراءة مجلات الاطفال والتسلية.
*مترجم عن الواشنطن بوست

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved