أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 25th August,2000العدد:10193الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,جمادى الاولى 1421

شرفات

العادة الخطيرة الوحيدة في العالم
صنّاع الدواء وصنّاع التبوغ في حلبة صراع مستمرة
** تقوم الشركات الدوائية بمساعدة حملات الحكومات والوكالات الدولية المضادة للتبغ، كما يعتبر الاثنا عشر مليونا من المدخنين البريطانيين على وشك مواجهة هجوم خاطف يشنه عليهم المشرفون على الحملة الصحية, ومع بداية شهر نيسان حازت السلطات الصحية على الأموال من أجل بدء عملية توزيع مجانية لقطع صغيرة من بديل النيكوتين، مصممة خصيصا من أجل تخليص المدخنين من هذه العادة الذميمة.
لقد تم رصد ستين مليونا من الجنيهات (98 مليون دولار) من أجل الاقلاع عن عادة مسؤولة عن واحدة من كل ست حوادث وفاة, وسيكون بمقدور الأطباء مراجعة المدخنين للوهلة الأولى، بغية نصحهم وسيكون التزود الاسبوعي بقطع النيكوتين مجانا لمن لا يملك الثمن .
كما ان منظمة الصحة العالمية على وشك إطلاق حملة عبر اوروبا تصل قيمتها مليون جنيه تمنح من قبل مصنعي بديل النيكوتين, ويقول الدكتور بيتر أندرسون وهو المستشار الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية:بأن 2000 مندوب في المؤتمر الاوروبي الثاني حول (التبغ او الصحة) أكدوا ان خبرة الصناعات الدوائية قد تكتسب سندا شعبيا وتبادل ثقافي للتحرك المناهض للتبغ.
وقد طالبت منظمة الصحة العالمية مؤخرا وعلى لسان مديرها اثناء مؤتمر عقد مؤخرا في برلين ان توضع السجائر تحت رقابة الإدارة الامريكية وسلطات دولية اخرى مكلفة بمراقبة الأدوية والأغذية، كما دافع الناطق باسم المنظمة عن فكرة أن تباع السجائر وفق وصفة طبية .
لقد دعمت الشركات الدوائية بقوة الاجتماع الذي عقد في شباط الماضي في غران كاناريا وقد تزعمت شركة SKB هذه الشركات، وهي التي كانت قد درّبت أكثر من 4000 صيدلي في الولايات المتحدة على كيفية التقرّب من المدخنين وحثهم على الإقلاع عن هذه العادة.
لكن، رغم معرفة الجميع وعلى نطاق واسع، بأن التبغ يمكن ان يتسبب بالموت، فإن السجائر على امتداد العالم، تباع اكثر من اي وقت مضى, فعدد المدخنات يفوق عدد المدخنين في الدانمارك والسويد وقد يحصل ذلك عما قريب في بريطانيا، حيث يزداد عدد المراهقات المدخنات,كما يزداد عدد المدخنين في استراليا واليونان وإيطاليا واللوكسمبورغ وإسبانيا.
اما في موسكو فنصف المراهقين الروس يدخنون , وقد بلغ عدد المدخنين في العالم 1،1 بليون مدخن.
لقد باتت أي حركة يقوم بها لوبي الجمهور الصحي، باتت تقتل في المهد وببراعة من قبل شركات التدخين.
يشير لوك جوسين، وهو خبير مراقب للتبغ في بلجيكا، الى الاسلوب الذي تتبعه شركات التبغ نفسها، إذ انه في العام 1970 ومن خلال ما أسموه بالابتكار النظيف وهي السجائر ذات القطران المخفف، تمكنوا من طرح انواع جديدة مثل بينسون وهيدجز ومالبورور لايتز وماتيني إكتسرا وميلد كينج سايز.
وكان ذلك من خلال تصميم فيلتر مخفف للقار المسبب للسرطان, وعلى الرغم من ذلك فقد تم عرض ورقة على المؤتمر أكدت ان السجائر ذات القطران المخفف لم تكن سوى مواد مسرطنة، إلا انها مطابقة للعلاقة التجارية.
يقول الدكتور جوسن: إن رعاية سباق فورميلا (1) كان أفضل من التحذير بكثير باعتبارها تجسد رعاية للاحتفالات الشابة وزعت خلالها منشورات صحية محذرة كتب عليها ابق بعيدا .
من ضمن الاجراءات التي لجأت اليها الحكومات هي رفع الضرائب على التبغ، إلا ان هذا الاجراء كان غالبا ما ينذر بازدهار تجارة التهريب, ويشدد الدكتور اندرسون على هذه النقطة بقوله ان اكثر من سيجارة من اصل ثلاث تدخن في اوروبا سوف تكون مهرّبة.
ويرتبط الأثر الفعلي للقائمين على حملة وقف التدخين، يرتبط جوهريا بمدى قدرتهم على الأخذ بأيدي الأطفال الى ما قاله بادريغ فلين، الذي كتب التوصية الحالية باعتباره المفوض الاوروبي المسؤول عن الصحة والتي من خلالها يسمي التدخين بالعادة الخطيرة الوحيدة والتي يذكر فيها انه في اوروبا وحدها يتم احصاء 000،500 حالة وفاة سنويا.
وفيما يتعلق بالعلاج الكامن في بديل النيكوتين، فقد بينت اكثر من ثلاثين دراسة حول هذا الموضوع، بأنه آمن مهما بلغ حجم الجرعة المأخوذة منه ويضاعف بمعدل 23 بالمائة من نسبة المحاولات الهادفة للإقلاع عن التدخين.
كما أن بديل النيكوتين يكلف حوالي 160 جنيهاً على مدار عشرة اسابيع وهي تكلفة واقعية، إذا ما قورنت بعدد الأرواح التي تذهب ضحية التدخين , والمدهش في الأمر ان طبقة الموظفين تنفث وزنها خلف بديل النيكوتين، فيبقى السم محافظا على لياقته وجماله.
في غضون ذلك، يبدو ان شركات التبغ مسترضية تجاه الحلف المقام ضدها من قبل الشركات الدولية والأطباء والوكالات الصحية ولعلّ ان حشد سحب الرفض هو أقل اسودادا في خارج كل من اوروبا وشمال أمريكا، حيث الأسعار المخفضة وسهولة البيع يضمان مستقبلا مشرقا بتجار التبغ.
ويكفي ان نذكر هنا ان شركات التبغ في الفليبين تساهم ب 10 بالمائة من وارد شركة التلفزيون هناك .
* عن الفايننشال تايمز ووكالة الصحافة الفرنسية .

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved