أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th August,2000العدد:10194الطبعةالاولـيالسبت 26 ,جمادى الاولى 1421

الاقتصادية

رؤية اقتصادية
كفانا عمالة أجنبية في وكالات السفر
د, محمد الصالح
ذهب أحد الأصدقاء خلال الأيام الماضية إلى إحدى وكالات السفر والسياحة بهدف شراء تذاكر سفر له ولعائلته إلى العاصمة البريطانية حيث كان هذا الصديق عازماً على اتخاذ الخطوط السعودية وسيلته الناقلة في تلك الرحلة وحيث ان الموظف المختص بانهاء اجراءات إصدار تلك التذكرة هو ممن يحملون الجنسية الهندية كغيره من بقية الموظفين العاملين في الوكالة (حتى ليخيل للشخص بأن موقع تلك الوكالة هو خارج المملكة لانعدام تواجد الموظفين السعوديين) لذا لم يتردد هذا الموظف الأجنبي في محاولة اقناع صاحبي بأن يستبدل الخطوط السعودية ويتخذ بدلاً منها الخطوط البريطانية حيث ذهب إلى سرد ما تتميز به الخطوط البريطانية من خدمات ومزايا, وقد ذهل صاحبي من الطريقة التي كان يسوِّق بها هذا العامل الأجنبي لخطوط الطيران البريطانية وكأنه معني بالتسويق لتلك الخطوط الأجنبية على حساب خطوطنا الوطنية.
نعم إنه لشيء مخجل بالفعل ان تقوم بعض وكالات السفر بالمملكة من خلال ما تغص به من عمالة أجنبية فيها بالتسوبق للخطوط الأجنبية في الوقت الذي تدعي فيه تلك الوكالات بأنها وكيل معتمد للخطوط السعودية.
ومما لا شك فيه أن تلك الحادثة تقودنا إلى قضية في غاية الأهمية ألا وهي خلو الكثير من المقاعد على رحلات الخطوط السعودية المتجهة إلى اوروبا (في غير أوقات الذروة) في الوقت الذي يصعب أن نجد فيه مقاعد متاحة على رحلات الخطوط الأجنبية,, حيث نشرت صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 27/6/2000م ان أحد الركاب السعوديين قد فوجئ بإقلاع رحلة الخطوط السعودية رقم (111) بتاريخ 30/4/2000م من الدمام إلى لندن وعلى متنها ستون راكباً فقط في الوقت الذي لم يتمكن من إيجاد حجز مقعد له على الخطوط الأجنبية الأخرى في نفس ذلك اليوم بسبب حجز كامل المقاعد منذ فترة ليست بالقصيرة, كما تكرر نفس المشهد حين عودته من لندن إلى الدمام على رحلة الخطوط السعودية رقم (110) بتاريخ 14/5/2000م حيث فوجئ بأن عدد الركاب في كافة الدرجات على طائرة البوينج 777 لم يتجاوز ثلاثين راكبا في الوقت الذي لم يتمكن ايضا من العثور على مقعد في الخطوط الأجنبية بسبب حجز كافة المقاعد,, ومما لا شك فيه ان تعجبي من ذلك سيزول إذا ما علمنا بان وكالات السفر الوطنية لدينا بما تغص به من عمالة أجنبية تقوم بالتسويق لخطوط الطيران الأجنبية على حساب خطوطنا الوطنية والأدهى والأمر من ذلك ان تلك الوكالات الوطنية دائما ما تردد بانها وكيل معتمد للخطوط السعودية.
الجدير بالذكر ان إحدى الصحف قد نشرت قبل فترة تحقيقاً حول العمالة التي تعمل في وكلات السفر والسياحة بالمملكة حيث تم الإشارة إلى أن أعداد العمالة الأجنبية في تلك الوكالات تبلغ (26000) موظف وعامل أجنبي, وبالتالي فإن التساؤل هنا يتمثل في ماهية المهارات الخارقة التي لا يمكن توافرها في الشاب السعودي والتي يصعب معها لهذا الشاب أن يجد فرصة عمل في إحدى تلك الوكالات التي تعج بموظفين وعمالة من مختلف الجنسيات ما عدا الجنسية السعودية؟ ومتى ستقف الخطوط السعودية وبقية الأجهزة الأخرى ذات العلاقة موقفا حازما في سبيل سعودة جميع الموظفين والعمالة في تلك الوكالات؟
أليس بإمكان الخطوط السعودية ان تحدد خطة لا تتجاوز مدتها الخمس سنوات لسعودة كافة تلك الوظائف؟ أليس بإمكانها عقد دورات تدريبية مكثفة لا تتجاوز مدتها الستة أشهر (وبمقابل مادي) بحيث يمكن من خلالها تهيئة الشباب السعودي للعمل في تلك الوكالات؟
أليس بإمكان الخطوط السعودية ان توقف إصدار التذاكر للوكالات التي لا تلتزم بإحلال موظفين وعمالة سعودية وفق خطة ونسب معينة تحدد من قبل الخطوط السعودية؟
ألسنا جميعا مقتنعين بأنه في الوقت الذي نجد الآلاف من الموظفين والعمالة الأجنبية تسرح وتمرح في تلك الوكالات وغيرها من الأنشطة التجارية الأخرى في الوقت الذي ندرك فيه أن أعداداً كبيرة من شباب هذا البلد تعيش حبيسة منازلها دون عمل ولسنوات طويلة؟ أطرح هذه القضية الهامة والتي لا تحتمل التأخير امام مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط السعودية لدراستها والخروج بتوصيات فاعلة يتم تنفيذها في القريب العاجل، وأنا على يقين بان تلك القضية ستحظى بالاهتمام اللازم من قبل مجلس إدارة المؤسسة كيف لا والمجلس يتشرف برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط السعودية، والذي لا يتردد حفظه الله في الاعتناء بمثل تلك القضايا الوطنية التي تصب في مصلحة شباب هذا الوطن.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved