أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th August,2000العدد:10194الطبعةالاولـيالسبت 26 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

الحديث يتواصل عن البروسوبس
سحابة ثقيلة من حبوب اللقاح
التوجيه الكريم الذي وجه به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية والبيئة وإنمائها) بوقف إتلاف شجر البروسوبس وتشكيل لجنة لدراسة ما نسب إليها من التسبب ببعض أمراض الحساسية، لا شك حرص من سموه الكريم على بقاء الشجرة وهو الرئيس لهيئة عليا تعنى بإنماء الشجرة ومكافحة التصحر, هذه البيئة التي تبنى سموه قيامها وتشرفت برئاسته لها والتي لا توجد إلا في بعض الدول المتحضرة بل إن المملكة بعد قيام هذه الهيئة تعد من الدول الرائدة في هذا المجال لما يوليه سموه حفظه الله لها من الاهتمام لأنها العودة إلى الفطرة والمحافظة على ما هو موجود منها من التعدي أوالانقراض سواء كان حيواناً أو نباتاً وهذا يلاحظ في تعدد المحميات الوطنية في مختلف مناطق المملكة.
ولا شك ان إتلاف نوع من الأشجار بعد غرسه ورعايته وما أنفق عليه من أموال وما بذل من جهود لا شك عمل مرفوض وأول من يرفضه من هو معني بمكافحة التصحر وتعميم الاخضرار وإنمائه وعلى إثر توجيه سموه الكريم كتب أصحاب الأقلام في الصحف المحلية بين مؤيد لبقائها ومعارض وإنني إظهارا للحق لأنه كما ورد الساكت عن الحق شيطان أخرس ومستبشراً خيراً بتدخل سمو الأمير سلطان في أمر هذه الشجرة التي ثبت أن ضررها أكبر من نفعها ولأن السنوات التي مضت على زراعة هذه الشجرة في بعض مدن المملكة أثبتت للمختصين بأمراض الحساسية والربو أن التزايد المستمر بأعداد المصابين بهذه الأمراض هو وجود هذه الشجرة وازدياد نسبة المصابين بمنطقة القصيم عامة وبمدينة بريدة خاصة والتي بلغت نسبة كبيرة حسب ما جاء في محاضرة لسعادة الدكتور ناصر الحداد مدير إدارة مراكز الرعاية الصحية بمنطقة القصيم واستشاري امراض الحساسية والربو وازدياد هذه النسبة عاما بعد عام لأن الأعداد المهولة من أشجار البروسوبس والتي فاق عددها عدد السكان في مدينة بريدة وحدها لها إزهار يتكرر مرتين في العام وله قوة في التأثير على الشعب الهوائية وشعيرات الأنف وملتحمة العين فيزداد عدد المصابين بأعراض الحساسية عند كل موسم لقاح وتتضاعف معاناة المرضى بمرض الربو والشعب الهوائية وهذا واقع يعيشه معظم سكان مدينة بريدة.
فالمعنيون بالتشجير بهذه المنطقة صرفوا جل اهتمامهم لهذا النوع من الأشجار دون دراستها مسبقاً فلمؤوا بها الشوارع والميادين مع ما لها من سلبيات يعاني منها المواطن يومياً منها:
1 أشواكها الحادة والتي تؤذي المارة عند تقليمها وتساقط اغصانها كما كانت سببا في انفجار إطارات السيارات.
2 تكسر أغصانها عند هبوب الرياح ونظراً لكثرتها واتساع مدينة بريدة فإن الأغصان تظل ملقاة على الطرقات وقتاً طويلا خاصة عند هبوب الرياح ليلا فتسببت في بعض الحوادث المرورية وهذا مثبت عند إدارات المرور وأقسام الحوادث.
3 تساقط اوراقها طول العام مما يسبب معاناة لأصحاب السيارات بتنظفيها وإخراجها من داخل الثقوب مع ما يعانيه عمال النظافة,وثمة مشكلة أوجدتها شجرة البروسوبس في مدينة بريدة وهي تناثر بذورها في الأحواش والأراضي المحيطة بالشوارع الرئيسية فتنمو هذه الشجرة نمواً عشوائياً نتج عنه تغطية مساحات هذه الأراضي وحرمان أهلها من الاستفادة منها إلا بعد جهد باقتلاعها وصرف الجهد والمال للتخلص منها كما ان نموها العشوائي غير المهذب جعل هذه الأراضي اشبه بالأدغال فنمت الأفاعي والحشرات وتكاثرت آمنة تحت أغصانها الممددة على سطح الأرض, كذلك نموها في بعض الأزقة الضيقة وعدم اهتمام البلديات بهذه الازقة فضاقت على المارة والسكان المجاورين لها.
أما الجانب الصحي المشار إليه فهو الأهم والقاعدة الشرعية تقول (دفع المضار مقدم على جلب المصالح) قال تعالى عن الخمر والميسر فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما وقال عليه الصلاة والسلام (لا ضرر ولا ضرار).
أما ما جاء في مقالات بعض الاخوة الذين كتبوا عنها من أن النخل أكثر تسبباً بالحساسية فلنا مع الاخوة الكرام وقفة وهي: النخلة شجرة مباركة سماها الله شجرة طيبة وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (أكرموا عمتكم النخلة) وقد وجدت مع الإنسان على هذه الأرض الطيبة منذ أن وجد فتعايش معها ولم يشتك منها على مر العصور لأنه هو وهي عاشا في بيئة واحدة مع أن الله سبحانه قد لف لقاحاتها بغلاف سميك لا يتطاير مع هبوب الرياح وجعل أعداد فحولها قليلة جداً نسبة إلى إناثها مع قصر فترة إزهارها ولمرة واحدة فقط في السنة، أما ما قيل عن البروسوبس قبل من أنها تصلح علفاً للحيوان فلو كان الأمر صحيحا لتسابق مربو الماشية وهم الأكثر في منطقة القصيم على الأكداس من أغصانها عند تقليمها فقد مرت بهم سنو جفاف وشح في الأعلاف فما رأينا واحداً استفاد منها علفاً لماشيته واما انها تصلح حطباً كما قيل فقد روجت بلدية بريدة لذلك وجعلت أعوادا منها مهذبة في مداخل البلدية والمديرية العامة للشؤون البلدية والقروية وحثت المواطنين على استخدامها كحطب للتدفئة فجربها بعضهم فإذا هي تطلق أدخنة سوداء تسبب السعال وضيق التنفس لمن يستنشقها وها هي البلدية ترمي بها أكواماً في مرمى النفايات ولو كانت تصلح كحطب للتدفئة لكانت موردا مادياً مربحا.
وأخيرا فأنا أكتب ليس بصفتي مختصاً في على الشجرة فأنا لا أعرف شيئا من ذلك ولكن من واقع المعاناة التي أعانيها منذ ما يزيد على عشرة أعوام أنا وخمسة من افراد أسرتي ولكن أحيل القارئ الكريم إلى ما كتبه الأستاذ / حسين الراشد العبد اللطيف في صحيفة الجزيرة وهو أستاذ متخصص في علم النبات في مقالين متتابعين يومي الخميس والجمعة الموافقين 10 و 11/5/1421ه بأسلوب علمي موثق فبين أضرار هذه الشجرة على الإنسان الذي كرمه الله وخلقه ليعيش سليماً معافى.
في الختام أقول شجرة البروسوبس تطلق في موسمين في السنة أعداداً هائلة من حبوب اللقاح قال عنها خبير زراعي لو رأيتموه بالعين المجردة لكانت أشبه بسحابه من الدخان وأصدق دليل على ذلك آلاف المصابين بأمراض الحساسية والربو المختلفة, ومنذ عدة سنوات وهم يطلقون الصيحات والنداءات بإزالة هذه الشجرة مما سببته لسكان مدنهم وقراهم من معاناة.
وكلنا أمل ورجاء بالله ثم بسمو الأمير الوالد سلطان بن عبدالعزيز الذي شيد الصروح لعلاج المرضى والتخفيف من معاناة المعاقين الذي تدمع عيناه إذا رأى طفلاً عاجزا عن الحركة أو معاقاً حرمته إعاقته من التلذذ بالحياة, كلنا أمل بالله ثم بسموه أن يأمر باجتثاث هذه الشجرة من جميع مناطق المملكة فأطفالنا يعانون ومرضى الربو تتزايد اعدادهم وتتضاعف الأعراض لديهم في كل موسم إزهار وقد أدى ذلك إلى وفاة الكثير منهم, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
محمد بن علي الغضيه
عضو الدعوة والإرشاد بمدينة بريدة

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved