أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th August,2000العدد:10195الطبعةالاولـيالأحد 27 ,جمادى الاولى 1421

وَرّاق الجزيرة

عالم الوراقين القدامى في نجد
الجزء الخامس
منصور عبدالعزيز الرشيد
القراء الكرام نواصل بإذن الله نشر مجموعة من الحلقات التي تترجم للوراقين القدامى في منطقة وسط الجزيرة العربية من إعداد الباحث الاستاذ منصور بن عبدالعزيز الرشيد وهي جزء من مشروع علمي كبير له جاوزت سنوات العمل فيه ربع قرن وقد آثر مشكورا ان يخص (وراق الجزيرة) بهذه التراجم على شكل حلقات وكلنا امل في ان يجد فيها القراء ما يفيدهم ويجيب على استفساراتهم المعرفية.
ومن العلماء الذين ضرب لهم طلبة العلم في نجد أكباد الإبل، وجثوا للدراسة بين أيديهم ولازموهم واستفادوا من علمهم أولاً، ثم استفادوا من مؤلفاتهم دراسة وتدريساً وكتابة وتداولاً منذ ألفوها وحتى الوقت الحاضر ثانياً.
من هؤلاء العلماء العالم الفقيه محمد بن الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن علي بن إبراهيم بن رشيد الفتوحي، تقي الدين أبوبكر الشهير بابن النجار 898ه/972ه، الذي أعد له شيخنا الشيخ عبدالملك بن دهيش ترجمة واسعة عندما درس وحقق كتابه (معونة أولي النهى) والذي طبع للمرة الأولى عام 1416ه وقد تكونت هذه الدراسة في سبعة أبحاث، إلا أنه أهمل خلال هذه الصفحات عناية أهل نجد بالمؤلف وكتابته.
ولد في القاهرة سنة 898ه الموافق 1492م، ونشأ بها ودرس مبادىء القراءة والكتابة في الكتاتيب، ثم درس القرآن الكريم تلاوة وحفظاً، ثم اتجه إلى العلم والمعرفة بهمة ونشاط ومثابرة، حيث لازم العديد من العلماء وكان من أشهر مشايخه:
1/ والده شهاب الدين أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي الحنبلي 862/946ه، الذي درس عليه الفقه وأصوله ودرس عليه المقنع للموفق بن قدامة.
2/ الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن علي بن إدريس البهوتي الذي هو جد الشيخ منصور بن يونس البهوتي المتوفى سنة 1051ه، وصاحب حاشية منتهى الإرادات.
3/ الشيخ عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر الأنصاري الجزيري 880ه/977ه.
ثم سافر إلى الشام، وأقام بمدرسة أبي عمر بالصالحية مدة من الزمان، ولعل إقامته في دمشق جعلته يتعرف على كثير من طلبة العلم النجديين، الذين درسوا على شيوخه في دمشق، ومن بينهم الشيخ أحمد بن محمد الشوبكي أبو الفضل 875/949ه، والشيخ موسى بن أحمد بن موسى بن سالم شرف الدين أبو النجا الحجاوي 895/968ه.
انفرد بعد وفاة والده الشيخ أحمد 861/949ه بالإفتاء والتدريس، حيث التف إلى حلقته العديد من طلبة العلم حيث درس عليه من علماء نجد العديد أشهرهم الشيخ زامل بن سلطان بن زامل الخطيب اليزيدي الحنفي، ثم بعد وفاة كل من الشيخ أحمد بن محمد الشويكي الصالحي شهاب الدين أبو الفضل 875/949ه، والشيخ موسى الحجاوي 895/968ه انفرد في سائر الأقطار بالعلم والفضل، وتصدى لنفع الناس بالمدرسة الصالحية الواقعة بين القصرين بمصر، وكان مسكنه بخلوة الحنابلة بمصر، واستنابه والده على وظيفة أقضى القضاة بمصر، وحج قبل بلوغه في صحبة والدته، ثم حج سنة 955ه، واستمر حتى توفي عصر يوم الجمعة الثامن عشر من شهر صفر سنة 972ه وقد ألف عدداً من المؤلفات التي اهتم بها علماء نجد نسخاً ودراسة وتدريسا وتداولاً حتى بلغت أعداد نسخها كثيرا وأشهر هذه المؤلفات:
أولا: ]معونة أولي النهى بشرح المنتهى[، وهو أول شروح ]منتهى الإرادات[ تأليفاً، قال في تقديمه للكتاب ما نصه: ]كتبت كتاباً على مذهب الإمام أحمد، جمعت فيه بين المقنع والتنقيح المشبع، وزدت على مسائلهما ما ظهر لي أنه محتاج إليه، لكني بالغت في اختصار ألفاظه، فاحتاجت إلى شرح يبرزها لمن يريد إبرازها من الطلاب فتصديت للكتاب أشرحه شرحاً يبين حقائقه ويوضح معانيه ودقائقه، راجياً من الله جزيل الثواب في يوم المرجع والمآب[ وغالب استمداده في هذا الشرح من كتاب الفروع لابن مفلح.
وقد وقف الدكتور عبدالملك بن دهيش على ثلاث نسخ خطية لهذا الكتاب، بالإضافة إلى الجزء الأول من نسخة خطية رابعة، وهذه النسخ هي:
أ/ مخطوطة موجودة بمكتبة جامعة بريستون، تتكون من ثلاثة أجزاء، وهي لكامل الكتاب، يرجع خطها إلى القرن الحادي عشر تقريباً، لم يذكر اسم ناسخها، ولا تاريخ نسخها، إلا أنه يتضح من الجزء الثاني أن ناسخها صالح القباني الشافعي حيث نسخها سنة 1035ه ويوجد تملكات على أجزاء من الكتاب, ب/ مخطوطة موجودة بالمكتبة الأزهرية لكل الكتاب، وتتكون من أربعة أجزاء وتاريخ نسخها سنة 1284ه، حيث نسخها محمد بن البرعي السقطي الشافعي، ورقمها في المكتبة 574/ 47812.
ج/ مخطوطة موجودة بالمكتبة الأزهرية تتكون من ثلاثة أجزاء تحت رقم 3/4226 لكامل الكتاب، إلا أن الكتاب ناقص من أوله ومن آخره ولا يوجد فيه اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.
د/ مخطوطة لا يوجد منها إلا الجزء الأول، موجودة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة تحت رقم 1431 نسخها أحد علماء نجد الشيخ عبدالله بن محمد بن بسام في سنة 1039ه وهو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن علي بن محمد بن بسام بن منيف بن بسام بن عساكر بن بسام بن منيف بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب الوهبي التميمي، وهو الذي كتب بيده شرح الشنشوري في الفرائض في اليوم السادس من شهر ذي الحجة سنة 1044ه.
وهذا الشرح لمنتهى الارادات اعتنى به أهل نجد وتناسخوه، ودرسوه على مشايخهم، على أنه الشرح الوحيد ]لمنتهى الارادات بين المقنع والتنقيح وزيادات[ منذ أن ألفه ابن النجار واستمر هذا الامر حتى ألف الشيخ منصور يونس بن صلاح العرب بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي 1000/1051ه شرحه.
ثانياً: الكوكب المنير: وهو كتاب في أصول الفقه اختصره من كتاب ]تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول[ في علم أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد تأليف الشيخ القاضي علاء الدين علي بن سليمان بن المرداوي الحنبلي 820/885ه وعلل اختصاره لهذا الكتاب بأنه جامع لأكثر أحكام أصول الفقه وحاو لقواعده وضوابطه وأقسامه، حيث اجتهد مؤلفه في تحرير نقوله وتهذيب أصوله.
ثالثاً: شرح الكوكب المنير ] أو الجني المبتكر شرح المختصر[ في أصول الفقه جاء في متنه ]أما بعد فهذه تعليقة على ما اختصرته في كتاب التحرير في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد[ إلخ وقد طبع الكتاب للمرة الأولى بالقاهرة بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372ه بتحقيق الشيخ محمد حامد فقي، ووزع علينا لما كنا طلبة بالمعهد العلمي بالرياض.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved