أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

شدو
الطفل (الكبير!)
د , فارس الغزي
هل تعتقد أن لما يقولون عن (طفولة!) الرجل أي نصيب من الصحة؟ ما مدى صدق هذه الدراسات (نصف الكم!) والتي ترى أن الرجل يظل (طفلاً كبيراً) حتى ولو بلغ من العمر (عتياً؟), هل من الصواب أخذ قولهم (على علاته!) حين (يقولون!) بأن اعتماد الطفل على أمه (ودلعه!) وعبثيته ليست سوى غرائز تكبر معه وتتأصل بنموه بغض النظر عما يوحي به ظاهر الرجل من (مظاهر؟!), انها غرائز لا تنقرض بانقراض مرحلة الطفولة؛ بل إنها (تتطور بيولوجيا) لتتمترس خلف (ستائر) البلوغ والحكمة والعقل في الوقت الذي (لو فتشت!) لوجدت طفلاً وديعاً بغض النظر عن (تفتيله لشنبه!), كما ان هذا التطور البيولوجي لهذا (الطفل الكبير!) يفقده أشياء فهو أيضاً يعوضه عنها بأشياء وأشياء؛ فعلى سبيل المثال، ان انتقال الرجل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة (اجتماعياً) يفقده، بالطبع، اعتماده الكلي على أمه ولكنه في نفس الوقت (يعوضه) عن فقد أمه بزواجه بمن يشبه أمه! وعلى نفس المنوال: فعبثيته (وحوسته!) ترافقانه (زمنياً) بغض النظر عن نجاح الخادمة في اخفاء دلائل هذه العبثية.
انهم (يقولون) كذلك ان من أدلة طفولة الرجل ما يتمثل في ضرورة (إلهائه) ليظل (رجلا) وإلا,,! والدليل على ذلك احتلال سبحته أو جواله أو,,, سيجارته ان كان مدخنا لمركز (مصَّاصته، أو رضَّاعته: وكما تُسمى بالزلفي!) والتي طالما أسقته حليب (التعلل وهماً!) وهو طفل (صغير!), حتى سيارته، في الحقيقة، لا تسلم من (غريزة) اعتماده عليها (كبيراً!) قدر ما اعتمد على (مشَّايته!) صغيراً!.
ماذا عن تجلي طفولة الرجل هذا بمجرد أن يحس (بزائرة المتنبي): الانفلونزا والتي، بالمناسبة، أبكت الطفل/ المتنبي (شعرا) عندما داهمته وحيدا في مصر, بل انني أذكر أيام الدراسة بالخارج ان زميلي الأمريكي وعندما علم ذات مرة بأنني مصاب بالانفلونزا بادرني بالقول: طفولة الرجل تؤكدها الانفلونزا!,,,, الغريب أن البدوي يأنف من أن يستسلم للانفلونزا، بل انه في الحقيقة يرى في الاستسلام لها ضعفاً في الرجولة، فلا غرو إذن اطلاقه عليها مسمى: (علة الرخوم!)؛ فعيش هذا البدوي في الصحراء قد جعل من مناعته سدا منيعاً أمام مثل هذه الأمراض، وذلك على عكس مناعة سكان المدن المعرضة للتلوث والزحام والضجيج (وشين النفس!) وكل ما من شأنه (إضعاف المناعة)، بل وانقاصها!* * *
*خاص:
- أخي الشيخ: عبدالله بن سعد المهنا/ شقراء: أوافقك الرأي بخصوص ما استعرضته في رسالتك الكريمة من حلول صائبة (للمشكلة المعنية), في نفس الوقت، أعتقد انك توافقني الرأي في أن المشاكل ذات الأبعاد أو المراحل الزمنية (كالتنشئة الاجتماعية، مثلاً) تتطلب حلولاً تناسب ظروف كل مرحلة من مراحلها: ابتداء من الوالدين، فنمواً إلى المدرسة، فجماعة القرناء أو النظراء، فوسائل الاعلام والترفيه,, وهكذا, شكرا على اقتطاع جزء من وقتك تواصلاً مع (شدو).
- أخي الاستاذ (المحامي): عبدالعزيز اسماعيل أحمد: الحسكة؛ سوريا: أشكرك من الأعماق وأتمنى أن أكون ولو بعضاً مما قلت, تكرمك بالثناء على شخصي المتواضع أعتبره (وأعني ذلك) تكليفاً بقدر ما هو تشريفاً,,, أما بخصوص المؤلفات التي أشرت اليها فهي في الحقيقة متناثرة بدوريات علمية في أمريكا, على العموم، هناك ثلاثة كتب باللغة العربية (تحت الطبع) الآن؛ وأعدك بارسال ما يتوافر لدي منها أولاً بأول إن شاء الله, واسلم لأخيك.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved