أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

ثرمة كلب الست!
عزيزتي الجزيرة,.
ذكرت صحيفة الانكوايرر الأمريكية مؤخرا ان النجمة العجوز اليزابيث تيلور انفقت أكثر من ألفي دولار أي ما يقارب سبعة آلاف ريال وذلك فقط لتحسين ابتسامة كلبها المدلل روكي حيث لاحظت النجمة الامريكية عندما يبتسم تظهر اسنانه وكأنها مشرمة فقررت اخضاعه الى سلسلة عمليات تجميلية لإصلاح اسنانه الامامية وجعلها براقة حتى ان النجمة أبدت سعادتها بابتسامة كلبها روكي التي تضاهي ابتسامات أكبر النجوم على حد قولها.
هنا يتبادر الى ذهني الوضع الحالي الذي تعيشه كلابنا نحن العرب ففي السابق كان آباؤنا وأجدادنا يحرصون على تربية وتدريب الكلاب وذلك لحراسة الماشية من الذئاب او تنبيههم حينما يكون هناك ما يسمى في ذلك الوقت بالحنشل ومع التطور وانتقالنا من حياة الى أخرى أصبحنا نترفع ولا نطيق رؤية هذه الكلاب: ومقارنة بالكلاب الاجنبية حتما فان كلابنا المسكينة نراها تتسكع من مكان الى مكان وكم شاهدناها مدهوسة على جنبات الطرق بل هناك من يتعمد ذلك لإيذائها والتنكيل بها,, وكم شاهدنا بين تلك الكلاب الأثرم والأعرج والمحرول والضعيف والمريض دون ان نتساءل حول امكانية مساعدة هذا الحيوان الوفي الذي هو جزء من هذا الكون الفسيح ولا ننسى انه امتداد لتلك الحقبة التي كانت بها هذه الكلاب تخدم آباءنا وأجدادنا ولم يتورع الشاعر في مدح الخليفة حين قال: انت كالكلب في حراسة الصيد .
وفي هذا السياق أتذكر واقعة حدثني بها أحد الأصدقاء قبل أشهر حيث ذكر انه في دولة خليجية كان هناك مجموعة من الشباب يتسامرون في استراحتهم خارج المدينة وأثناء سهرتهم لفى عليهم كلب أنهكه الجوع وأخذ يدور على استراحتهم بقية الحصول على أكل وقاموا بطرده بالحجر والطوب لكن الكلب من شدة الجوع لم يذهب بعيدا وبقي على مد النظر عن الاستراحة على أمل ان ينفض هؤلاء الشباب من سهرتهم ليجد على أثرهم ما قد يسد به جوعه وفي هذه الأثناء تحركت الشفقة والرحمة في وجدان أحد هؤلاء الشباب الذي أحزنه عواء الكلب وحالته المتردية وقام بفتح علبتين من السمك ورماهما للكلب الذي طار من شدة الفرح,, وذكر الصديق ان هذا الشخص الذي قام باطعام الكلب ربح في الصباح مبلغاً من المال يقدر بمليون ريال حيث اتضح انه كان مشتركاً في احدى المسابقات والتي كانت جائزتها الاولى من نصيبه علما ان أغلبية الشباب الذين كانوا معه في تلك الليلة مشتركون في نفس المسابقة ولكنهم فشلوا في الحصول على أي جائزة وحينما علموا بذلك أخذوا يبحثون عن أي كلب داخل وخارج المدينة وذلك لإطعامه على أمل ان يربحوا في المسابقات القادمة.
ولنا في هذا السياق ان نتخيل لو شحنت كلابنا بما فيها ثرمانها وعرجانها ورميت في شوارع البلدان التي تتخذ العوائل بها من الكلاب أصدقاء لها او لحراسة منازلهم,, ماهي يا ترى الحال التي ستكون عليها هذه الكلاب؟.
منيف الشمري
الدمام

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved