أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

وماذا بعد إجازة الصيف,,؟!!
عزيزتي الجزيرة
وهكذا مضت الأيام وانقضت بسرعة البرق هكذا ودعنا الإجازة الصيفية التي طالما انتظرنا قدومها على أحر من الجمر لأسباب عديدة ومنها الابتعاد عن الضغط النفسي المتواصل خلال أيام السنة وخصوصاً نحن معاشر المعلمين الذين نحمل همّا كبيرا ومتواصلا ومشوارا صعبا مليئاً بالعقبات والمصاعب ذلك لأننا نتعامل مع فئة ناشئة من فئات المجتمع الذي نعايشه فالمسؤولية في هذه الحالة تزيد وتزيد ويبقى المعلم شامخا وواثقا من خطواته وواثق الخطوة يمشي قدما.
ويعتب الكثير من البشر على المعلمين بل ربما يحسدونهم على إجازتهم ولكن هل علم أولئك أن مهنة التعليم من المهن الصعبة والشاقة وهل أدرك أولئك أن المعلم مرتبط بمهنته في أي وقت وفي أي مكان فبمجرد الخروج من المدرسة يأتي همُّ التحضير واختيار الطرق المناسبة لإيصال المعلومة إلى ذهن الطالب، أضف إلى ذلك التفكير الطويل لانتقاء ما ناسب الدروس من القصص الجيدة المستمدة من واقع الحياة التي يعايشها الطالب التي تساعده على فهم ما يتلقاه في اقصر وقت واقل جهد بل وأحيانا إذا لم تتوفر الوسائل التعليمية في المدرسة فان المعلم يقوم بعمل الوسائل وإعدادها إعداداً ناجحا حتى تؤدي الغرض الذي من اجله صنعت هذه الوسيلة.
إن للمعلم حقوقا وواجبات عرفها من عرفها وجهلها من جهلها وفي مقدمة تلك الحقوق ما قاله الشاعر احمد شوقي:


قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

إننا في الواقع لا نطالب باحترام غير الاحترام ولا تقدير غير التقدير ولكننا نطالب بأن نكون كما كنا فلقد كان للمعلم فيما سلف احترام وحب منطقع النظير واذكر يوما وأنا في المرحلة الابتدائية كنت ألعب مع أولاد الجيران في تلك القرية الجميلة فمر بنا أحد المعلمين ولم يكن من هذه البلاد فهربنا ثم اختبأنا خلف إحدى الشجيرات خوفا من أن يرانا ويعاقبنا على تفريطنا في الغد ولا زلت أتذكر ذلك المعلم الناجح وأحبه وأتمنى لو أن الله يجمعنا به أما اليوم فلن يهرب الطالب عندما يرى معلمه بل إن المعلم هو الذي سوف يهرب من أمام هؤلاء الطلاب خوفا من الكلام غير اللائق.
أما السكن فالويل ثم الويل لك إن سكنت بقرب المدرسة فأولياء الأمور لن تستطيع الهرب منهم إلا باستخدام العصا فهذا يطالبك بنجاح ابنه وهذا يتوعد ويهدد وآخر يترجاك ويتوسل إليك لمساعدة ابنه في مادة من المواد وهكذا تدور بك الأيام وأنت على هذا الحال حيث اختلطت عليك الأمور فلم تدر ما تصنع:


تكاثرت الظباء على المعلم
فلم يدر المعلم ما يصيد

إن من أسباب الدعم الصادق للمعلم هو توفير سبل الراحة النفسية له من المجتمع المحيط به حتى يتمكن من أداء رسالته التربوية على اكمل وجه وحتى يؤدي الأمانة العظيمة التي أوكلت إليه بالصورة التي يرضاها ربنا تعالى، فالأمانات إن لم تؤدها على الشكل المطلوب فكيف ستجيب على سؤال رب العباد يوم لاينفع مال ولا بنون؟!
لقد اقترب العام الدراسي ولم يبق إلا أيام قليلة, الكل بدأ الأخذ بالاستعداد لبداية الدراسة وبهذا الخصوص أود أن اقدم نصيحة لأولياء الأمور فانه من خلال متابعتي لاحظت أن القلة القليلة هم الذين يتابعون أبناءهم في الدراسة أما البقية فقد تركوا الحبل على الغارب دون اهتمام ولا متابعة وأقول لهم اتقوا الله في فلذات أكبادكم واعلموا أنكم مسؤولون أمام الواحد القهار عن أبنائكم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وسوف تحاسبون على تقصيركم واعلموا أن الرسول صلى الله عليه قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ,,,, وذكر منها أو ولد صالح يدعو له فاسعوا إلى صلاح أبنائكم بالمتابعة لهم في جميع شئون حياتهم .
أسال الله العلي القدير أن يوفقنا للعمل الصالح الخالص لوجهه الكريم وان يصلح شباب المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا,.
عبدالرحيم بن علي المالكي
معلم رياضيات بالمرحلة الابتدائية الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved