أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
لله ,, يا (ماجديين,,)
عبدالله الضويحي
عفواً,, أولاً وقبل كل شيء,, لهذا العنوان,, فأنا وأعوذ بالله من الأنا لا أقصد الاساءة كما يمكن ان يفسر البعض,.
ولا أتشمت,, كما يظن البعض,.
ولا اسخر ,, كما يعتقد البعض,.
ولا أهزأ,, كما يمكن ان يرى البعض,.
لكنني أرى وبكل أسى ان هذا أقرب وصف يمكن ان ينطبق على الحالة التي وصل إليها وضع لاعبنا الكبير ماجد عبدالله,, إن لم يكن الأصدق,.
وبغض النظر عن البيان الأخير الذي صدر عن ماجد عبدالله (كما قرأنا) بفتح حساب بنكي ودعوة جمهوره ومحبيه للتبرع من اجل حفل اعتزاله,, ثم نفيه لهذا البيان وأنه (مدسوس) ومن فئة هدفها الاساءة لماجد وتاريخه كما قال ثم تأكيده,, انه أصدر فقط البيان الأول المتعلق بفتح الحساب,, فإن مجرد ذلك البيان (فتح الحساب) في حد ذاته,, يدعو للأسى,, في ان يصل الأمر إلى هذا الحد في بادرة غير مسبوقة في تاريخ الكرة السعودية,,!
وحتى البيان الأخير,, أياً كان مصدره,, وأياً كان موقف ماجد منه,, فإنه هو الآخر لا يقل حسرة,, وألماً من ناحيتين.
ان كان صادراً من ماجد نفسه,.
أو كان منسوباً إليه,, و(مدسوسا),, بهدف الاساءة له.
ففي الاولى,, لا يحتاج الأمر لتعليق,.
وفي الثانية,, ان يصل الأمر إلى ان يصبح ماجد عرضة لمثل هذه المواقف,, وهدفا مباشرا للنيل من تاريخه وسمعته,.
لقد قرأنا,, وسمعنا كثيراً من الروايات والقصص عن بعض نجومنا,, الذين صنعوا مجد وتاريخ الكرة السعودية,, ووضعوا لبنات التفوق الاولى,, وصنعوا مجد وتاريخ انديتهم,, ثم تواروا خلف جدران النسيان يئنون تحت وطأة الديون,, وتجلدهم سياط المستأجرين وتثقل كاهلهم الهموم,.
بعضهم أنقذته الصحافة بعد اهانة,, وأعزته,, بعد هدر الكرامة,.
وآخرون منعتهم العفة,, وعزة النفس عن تجاوز تلك الحواجز,.
لا أود أن استرسل,, فالحديث عن هؤلاء يطول,, وهو ذو شجون وسيكون له وقت آخر بإذن الله,, وأعود للموضوع الرئيسي,, وهو ماجد عبدالله,.
,, أقول لقد قرأنا قصص أولئك,, لكن قصة ماجد تختلف.
فماجد عبدالله,, حسب معلوماتي,, ومعلومات الآخرين لا يحتاج إلى دعم مادي فحاله ميسورة زاده الله من فضله والغني هو الله سبحانه وتعالى,, ولكنه في حاجة إلى الدعم المعنوي وهذه حالة الفقر التي يعانيها ماجد الآن,, بعد ان عاش فيها طفرة لم يعشها أحد كما عاشها هو,.
وإذا كان الفقير ماديا,, لابد ان يجد طريقة لحل مشكلته,, اما بالتكيف مع الظروف,, أو وفق أساليب اخرى,, فإن الفقر المعنوي,, مشكلة أكبر,, إذ يصعب التعايش معها,, لمن لا يملك القدرة على ذلك,,!
نعم,.
ماجد عبدالله,, الذي كان يجبر الجماهير ان (تقف) مع كل هجمة يقودها,, ثم (تقعد) جذلانة,, فرحة بعد ان زرع على وجهها الابتسامة,, وفي قلبها الفرح,.
ماجد,, الذي كان يجبر اخرى ان (تقف) مع كل هجمة يقودها,, ثم (تقعد) منكسرة الخاطر,, مرتدة البصر,, بعد ان قتل في نفسها الفرحة,, ونزع منها الابتسامة,.
ماجد,, الذي اجبر هؤلاء,, وأولئك على التصفيق له,, والتمجيد به,.
هذا ال(ماجد) لم يجد اليوم من اولئك من يقف معه,, ويكرمه,.
حتى الذين صعدوا على اكتاف ماجد,, وعرفهم الآخرون بسبب ماجد,, واشتهروا من خلال ماجد,, وعاشوا في الميدان على حساب ماجد,, بدأوا يبتعدون عنه عندما شعروا بقرب اسدال الستار,, وكأنما كانوا يمارسون دورهم في مسرحية ما,, او يتفرجون عليها.
لقد عاش ماجد,, حياة كروية امتدت حتى الآن الى ما يقارب نصف قرن كان نجما لامعا خلال هذه المدة,, وان اختلف الموقع,.
نصفها الأول,, كان نجما لامعا,, في الميدان.
ونصفها الثاني,, كان نجما لامعاً,, على الورق,.
والذين عايشوا بدايات ماجد,, وتاريخه,, يدركون بالفعل كيف كان,,؟! منذ ان بزغ نجمه في دورة تبريز للناشئين في طهران,, ثم الدوري الممتاز,, ومروراً بكأس أمم آسيا في سنغافورة 84 وقبلها تصفيات أولمبياد لوس انجلس 84 ثم النهائيات,, ودورات الخليج,, وانتهاء بكأس أمم آسيا العاشرة في الدوحة عام 1988م.
تلك كانت الفترة الذهبية في حياة ماجد عبدالله وبغض النظر عمن يقول بأن الكوكبة التي عايشت ماجد هي التي صنعت نجوميته,, فإن المؤكد,, ان مهارات وقدرات وذكاء ماجد هي التي استطاعت استثمار تلك المساندة بالصورة الصحيحة التي تؤكد موهبته وكفاءته,, وهي مساندة لو توفرت لغيره,, ممن لا يملك تلك الموهبة لما استطاع استثمارها بتلك الصورة,.
** أما النصف الثاني من حياة ماجد الكروية,, فهو الذي شهد انحسار نجوميته الفنية,, بسبب الاصابة في البداية ثم لاختلاف المرحلة,, لكن (ماجد) ظل نجما لامعا,, شاغلا للاعلام,, ومشغلا للجماهير,.
وأعتقد ان هذه المرحلة,, هي اخطر وأصعب مرحلة في تاريخ ماجد عبدالله,, حيث تحول ماجد الذي كان يتلاعب بالكرة,, مطوعا اياها لسيطرته,, ومطربا الجماهير بادائه, إلى كرة يتلاعب بها الآخرون,, ويطرب (البعض) من المتفرجين على هذا التناقل.
لقد كان ماجد خلال هذه الفترة عرضة لتيارين او فئتين:
الأولى : فئة احبت ماجد لدرجة العشق,, فهي لا ترى امامها سواه,, تنام على ذكراه,, وتصحو على امله,, وتتنفس من خلاله,, لهذا اصبح ماجد بالنسبة لها (منطقة محرمة) يحرم على غيرها الدخول اليها,, أو الاقتراب منها,, وترى في اي نقد او وجهة نظر تجاه ماجد,, من غيرها هدفه النيل منه,, والاساءة له,.
الثانية : فئة وجدت في غياب ماجد الفني وتأخر اعتزاله,, فرصة للتشفي منه,, والتقليل من قيمته ليس على المستوى الفني فقط,, بل وحتى على الصعيد الشخصي.
وبناء عليه,, أصبحت الفئة الاولى ترى في استمرارية ماجد,, والمحافظة عليه نوعا من (الحرب) ان صحت التسمية ، ولو المعنوية على الفئة الثانية,, وتولدت فئة اخرى ترى في استمراريته وبقائه في الصورة والاعلام استمراراً لها هي,, وتحقيقا لذاتها,, وان غياب ماجد هو غياب لها,, او بلغة اخرى يؤدي بصورة غير مباشرة إلى تغييبها.
وفي ظل هذه التيارات,, اختفى صوت العقل واصبح الصوت الذي يحب ماجد عبدالله حبا حقيقيا,, كمواطن ساهم بجهده وعرقه في صنع مجد للكرة السعودية بغض النظر عن انتماءاته,, وميوله,, الصوت الذي يقدر موهبة ماجد,, ويعترف بكفاءة ماجد,, ويحترم قدرات ماجد,, هذا الصوت,, أصبح خافتا,, ولا تسمع له إلا همساً,,!
أما الذي دفع الثمن باهظا,, فهو ماجد عبدالله الذي ادرك أخيراً,, وباعترافه في آخر تصريح صحفي له (أمس الأول),, ان الكلام لا يفيد,, وان مشاريع الورق لا تنفع وانه سيتولى الأمر بنفسه,.
نعم,, لقد دفع الثمن ماجد لوحده,, إذ ان استمراريته (معلَّقاً) جعلته يخسر اسهما كثيرة,, كانت تتعاطف او ستتعاطف معه لو اتخذ قرار الاعتزال في الوقت المناسب,, حتى التاريخ الذي أراد (محبو) ماجد,, ان يجعلوه مميزا وعلامة بارزة في تاريخ النجوم و,,,و,,, الخ 9/9/1999م,, وان يشارك فيه بطل كأس العالم (فرنسا) وان يطوف ارجاء المملكة,, الخ هل فكر ماجد,, أو غيره في منطقيتها,, وملامستها للواقع,,؟!
وهل ظروف المنتخب الفرنسي,, او حتى الفرق العالمية,, والمحلية,, ستكون متوافقة معه,؟!
وهل يمكن اجبارها للخضوع لهذا التاريخ,,؟!
ومن الذي يجب ان يكيف ظروفه مع الآخر,؟!
كلها تساؤلات لو تم التفكير فيها بمنطق وعقلانية لادركنا صعوبة التنفيذ وفق التصورات التي نرى او رأى القائمون عليها انها تتفق واسم (ماجد عبدالله).
انني هنا لا اشكك في محبة هؤلاء لماجد وحرصهم عليه,, ولكن (من الحب ما قتل) في بعض الاحيان والاجتهاد ليس شرطا ن يكون في الطريق الصحيح دائما,, لكن يظل ماجد يتحمل جزءاً من الخطأ.
لقد كان التوقيت المناسب لاعتزال ماجد عبدالله قبل عشر سنوات,, وبعد فوز النصر بكأس مجلس التعاون,, في ذلك التاريخ كان سيتحقق له ما يريد وربما أكثر,, فقد كان الاجماع على احقيته بالتكريم والتعاطف كان موجوداً,, وإذا كان هناك من لا يرغب تكريمه في حينه,, فإنه سيجد نفسه مجبراً على المشاركة او على الاقل البقاء وحيدا خارج الاجماع وفي جميع الاحوال فالكاسب الوحيد,, هو ماجد عبدالله.
إن افتقاد ماجد للجرأة في اتخاذ القرار وهو قرار يخصه بذاته,, ادى إلى دورانه في فلك اولئك,, مما جعله يخسر اشياء كثيرة,, فلا هو الذي أرضى هؤلاء,, ولا هو الذي ارضى اولئك,!بقيت نقطة هامة,, ان الوقت الآن ليس وقت الملامة,, وتفنيد الاخطاء,.
وإذا كان الخطأ هو في تأخير مهرجان اعتزال ماجد ايا كانت الاسباب,, وأيا كان المتسبب,, فإن الخطأ الاكبر يكمن في عدم تكريمه تكريما يليق به,, وبما قدمه للكرة السعودية من عطاء لا ينكره إلا جاحد,, وكما قال ماجد,, ونقول ايضا:
ان مجرد الكلام,, ورفع الشعارات,, وتحميل جهة ما,, او غيرها مسؤولية الاحتفال,, امور كلها لا تجدي ما لم تكن مدعومة بعمل صادق,, وبناء,, وخطوات ملموسة تتناسب ومكانة ماجد عبدالله.
***
على هامش الاعتزال
** حتى في تصريحه الأخير يبدو عدم الدراسة والدقة,, إذ يقول ماجد,, (ان تفكيره منصب الآن على الاتفاق لاقامة مباراة تجمع المنتخب السعودي مع منتخب اوروبي سواء فرنسا أو ايطاليا او هولندا,, كون فكرة التنسيق مع منتخب عالمي او ناد شهير صعبة للغاية)!!
** بغض النظر عن كفاءة وقدرات كل منهم,, ونجوميته لكن يبدو لي وبوجهة نظر شخصية ان ماجد عبدالله هو نتاج محسن بخيت,, وان سامي هو نتاج ماجد,,!
** تساؤل,, بريء,,.
ترى ماذا لو اعتزل النجمان صالح النعيمة وماجد عبدالله في يوم واحد,, وفي لقاء جمع الهلال مع النصر,, وشاركهم نجوم 1984، 1988م,؟! مجرد تساؤل,,؟!
والله من وراء القصد.
raseel@la.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved