أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

العالم اليوم

زوجات وبنات شهداء طائرة الخليج في الأحساء لالجزيرة:
اللفتة الأبوية من ولاة الأمر خففت من أحزاننا وجسدت تماسك المجتمع السعودي
* الأحساء هدى البراهيم
تفاعل الجميع هنا مع الحادث المفجع الذي أودى بحياة جميع ركاب طائرة طيران الخليج .
وأكد المجتمع السعودي اصالته وتماسكه اثر المشاركة الجماعية لاسر ضحايا الحادث المروع من السعوديين.
وجاءت مواساة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين لأسر الضحايا باتصالاته الهاتفية لتؤكد هذه الحقيقة.
الجزيرة قامت بزيارة لعدد من أسر ضحايا الحادث ونقلت تعليقات زوجات وبنات شهداء الطائرة.
لم نكن وحدنا
وتتحدث أرملة الشهيد محمد خليفة الهاشل السيدة سارة القناص قائلة: الحمد الله على كل حال, وهذا قضاء الله وقدره وبقدر حزني العميق لرحيل أب الأولاد ولكن العزاء ان يكون من الشهداء بمشيئة الله.
وأضافت أم حاتم وكانت دموعها تسبق كلماتها بأنها فوجئت بالحادث المروع, فقد كان آخر اتصال مع المرحوم محمد عصر يوم الخميس حيث اتصل من مطار القاهرة مؤكداً بأنه سوف يستقل الطائرة بعد دقائق على أن يكون وصوله بعد المغرب لمطار البحرين وكان اطفاله وعددهم تسعة بينهم طفلان وسبع بنات على علم بموعد وصوله ولكن حدث ما حدث، وتضيف أم حاتم بان الصدمة كانت قوية ولكن هذه إرادة الله, ولعل ما خفف من هول المصيبة التعاطف الذي لمسناه من قيادتنا الرشيدة, وجميع أفراد المجتمع السعودي وجاء اتصال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين يحفظه الله بوالد وأشقاء الفقيد أكبر الأثر في نفوسنا جميعاً الى جانب الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف نائب أمير المنطقة الشرقية وسمو محافظ الاحساء الأمير بدر بن محمد آل جلوي ونقلهما تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لأشقاء وجميع أفراد الأسرة اشعرننا جميعاً بأتنا ولله الحمد كأسرة واحدة.
وتؤكد الزوجة الثانية للفقيد محمد الهاشل السيدة سميرة الحماد ولديها طفل عمره ثلاث سنوات وتنتظر مولودا آخر بأن زوجها الراحل أكد لها من خلال مكالمة هاتفية عصر يوم الخميس في طريقه لركوب الطائرة على ان يكون موعد وصوله بعد المغرب ولم أدرِ ان هذا الاتصال هو الأخير بيننا, والحمد لله فأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره, ولعل ما هون علينا الفاجعة ما وجدناه من أفراد المجتمع السعودي من تعاطف بدءاً من القيادة الرشيدة حيث حرص ولي العهد يحفظه الله بالاتصال هاتفياً بوالد وأشقاء الفقيد ناقلا لهم تعازي خادم الحرمين الشريفين وتعازيه شخصياً, فهده اللفتة الأبوية الحانية اشعرتنا بأننا لسنا وحدنا في هذا المصاب الجلل.
وتضم أسرة الشهيد محمد خليفة الهاشل زوجتين وله عشرة من البنين والأطفال ويعاني اثنان من الأطفال من الصم والبكم .
أخر أيامه معنا في مكة
ثم انتقلنا لمنزل الفقيد أحمد صالح الحماد, حيث تحدثت زوجته وبكلمات متقطعة تشعر بها بنبرة حزينة قبل سفره للقاهرة كان معنا في زيارة لمكة المكرمة حيث قضينا هنا قرابة الأسبوعين, وكم كانت تلك الزيارة سريعة كلمح البصر وسط النعمة التي كانت تعمنا جميعاً, وبعد نهاية زيارتنا لمكة قرر الذهاب الى القاهرة لإنجاز بعض الأعمال الخاصة هناك وكم كانت فرحتي غامرة عصر يوم الخميس عندما اتصل من مطار القاهرة ليؤكد لي بأنه سيكون على طائرة الخليج التي ستقلع بعد قليل على ان يكون الوصول لمطار البحرين بعد المغرب وفي الوقت الذي كنت اتابع فيه تلفزيون البحرين كانت المفاجأة حيث تم الإعلان عن تعرض إحدى طائرات طيران الخليج القادمة من القاهرة لحادث سقوط، هذا الخبر كان اشبه بالصدمة عندها أحسست بأن مكروها قد حدث لزوجي مما جعلني اسارع بالاتصال باشقائه لمعرفة ما حدث، فالطائرة التي سقطت كانت قادمة من القاهرة ورغم التطمينات الجانبية من قبل عدد من القريبات لي إلا أن الخبر المفجع تأكد عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل, فأحمد لم يصل أبداً!! وسط بحر من الدموع سكبها أطفاله حزناً لفقدانهم أغلى الناس ولكن هذه إرادة الله.
اتصال ولي العهد خفف مصيبتنا
وتؤكد ابنة الفقيد عهود 18 سنة بقدر حزننا العميق لرحيل والدي يرحمه الله إلا أن ما خفف من مصيبتنا هو ما حظينا به من رعاية أبوية كريمة, فقد ساهم اتصال ولي العهد يحفظه الله باعمامي ومواساته لهم في اشعارنا بأننا ولله الحمد نعيش كأسرة واحدة, هذا إلى جانب الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف نائب أمير المنطقة الشرقية وسمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي لمنزل الأسرة ونقلهما تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
كل ذلك أشعرنا بأن الجميع قد شاركونا في أحزاننا فجزاهم الله كل خير.
تجدر الاشارة إلى أن الفقيد له من البنين ثمانية ثلاثة أولاد وخمس بنات أكبرهم خريج ثانوية عامة, لم يسعفه مجموع درجاته للالتحاق بإحدى كليات الجامعة, وساهم رحيل والده في زيادة الأعباء على أسرته.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved