أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th August,2000العدد:10197الطبعةالاولـيالثلاثاء 30 ,جمادى الأول 1421

العالم اليوم

الخوف والأمل يعمان الصومال عقب الانتخابات الرئاسية
* جيبوتي من هيندريك جروث رويترز
لقد اثار انتخاب عبدالقاسم حسن رئيسا جديدا للصومال الشعور بالخوف ولكن ايضا بالامل في منطقة القرن الافريقي التي تموج بالحروب الاهلية بين القبائل المتناحرة.
فبعد انقضاء عقد كامل تقريبا على سقوط نظام الديكتاتور محمد سياد بري وما نجم عن ذلك من اندلاع عمليات الاقتتال العنيفة بين القبائل المتناحرة في الصومال يبدو ان الناس تشبعوا من مشاهد القتل والجوع وحالة الفوضى التي عمت البلاد.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه الامال خاصة في منطقة الجنوب بان انتخاب حسن الذي شغل منصب وزير الداخلية في عهد بري سوف يعود عليهم بالسلام وبدولة جديدة ذات بناء جديد يبقى اهالي محافظتي صوماليلاند وبونتلاد الشماليتين اكثر تشاؤما.
وهكذا حدثت الانتخابات الرئاسية: لقد حاول رئيس جيبوتي اسماعيل عمر جويله التوسط لاحلال السلام في الصومال وعلى فترة ثلاثة اشهر استضاف الرئيس الجيبوتي نحو الفي مندوب كان قد دعاهم الى بلدة آراتا التي تبعد 30 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة جيبوتي وكانت الامم المتحدة تدعم جهود الرئيس جويله.
وقد تمخض عن هذه اللقاءات اتفاق بشأن تشكيل برلمان انتقالي وقد قام هذا البرلمان بانتخاب حسن البالغ من العمر 58 عاما رئيسا للدولة لفترة ثلاث سنوات.
ولكن لم يتضح حتى الان الحدود التي سيحكم فيها الرئيس المنتخب اذا سارع زعماء الحرب مثل حسين عديد بالاعلان عن معارضتهم لهذه الانتخابات الامر الذي يبشر بالخطر.
ومن المعروف ان حسين عديد هو نجل زعيم الحرب محمد فارح عيديد الذي كان يبث الخوف في الصومال وقد قاطع اجتماعات آراتا واعلن انه سيوظف الميليشيات التابعة له لملاحقة المندوبين الذين شاركوا في هذه الاجتماعات وتوعد بعدم السماح لاي منهم بالعودة الى الصومال.
ولايشك احد بأن هذه التهديدات جدية فقد كان والد عديد وراء الكارثة التي ادت الى التدخل العسكري عامي 1993 و1994 عندما فشلت القوات الامريكية المدعومة من الامم المتحدة في إحلال السلام هناك.
وقد ناشد حسن يوم السبت الصوماليين قائلا صلوا لاجلي ولاجل الصومال.
ولكن لا يتفق الجميع مع هذه النظرة المتشائمة لمستقبل البلاد, فالمحللون الاكثر تفاؤلا يرون في عدم مشاركة اي من زعماء الحرب لاجتماعات آراته اشارة ايجابية ولكن الاشهر القادمة ستكون كفيلة باظهار اذا ما كان زعماء الحرب قد فقدوا فعلا نفوذهم.
وقد مثل الشعب الصومالي وغالبيته من المسلمين في اجتماعات آراتا كبار القبائل والزعماء الدينيين ورجال اعمال ومثقفون ولاول مرة مجموعة من النساء.
ولكن من الملفت للنظر ان البرلمان الانتقالي قد شكل من ذات البنية القبلية التي دفعت البلاد الى حافة الهاوية وحسن نفسه ينتمي الى مجموعة من الرجال التي لم تكن من مشجعي استثمار بداية جديدة حاسمة للبلاد فقد كان حسن من مناصري بري لسنوات عديدة.
ولكن عملية السلام التي تهدف بالاساس الى تمهيد الطريق امام انهاء عمليات قذف النفايات السامة بطرق غير قانونية قبالة سواحل البلاد واستغلال حقوق الصيد الغنية من قبل اساطيل الصيد الاجنبية تسبب في نفس الوقت المتاعب للسياسيين في محافظتي صوماليلاند وبونتلاد الشمالييتين.
وكانت مقاطعة صوماليلاند وهي مستعمرة بريطانية سابقة قد اعلنت استقلالها عام 1991 عن الصومال التي كانت مستعمرة ايطالية وقد نجح رئيس صوماليلاند محمد ابراهيم ايجال منذ ذلك الحين في نشر الاستقرار في المنطقة بدون مساعدة اجنبية وقد قامت بونتلاند بنفس العملية تقريبا.
وقال ايجال في هارجيزا عاصمة صوماليالاند نحن ننعم بالسلام هنا ولدينا ادارة ولدينا مستشفيات تعمل واعلن انه سيسمح بتشكيل احزاب سياسية قريبا.
وبالطبع يرحب ايجال بعملية السلام في الجنوب ولكنه يقول إن ذلك يجب ان لا يتم على حساب صوماليلاند واضاف اذا ظهر احد بامكانه التكلم عن صوماليلاند نلتقي به.
ولم يستبعد ايجال كليا امكانية دخول صوماليالاند في الدولة الصومالية الجديدة ولكن من الواضح ان هذا الاحتمال لا يبدو بعيدا بالنسبة له.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved