أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 30th August,2000العدد:10198الطبعةالاولـيالاربعاء 30 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
شمس بيني وبينك!
فوزية الجارالله
يبقى الكاتب دائماً وأبدا بحاجة ماسة إلى آراء قرائه فيما يكتب ويقول سواء كانت هذه الكلمات همساً أو صراخاً أو بكاء,, وسيان إن كان سخرية وهزلاً أوكانت ذات سمةجادة حكيمة في إطار ما يفرضه العقل والمنطق.
لابد من تلك الآراء لكي لا يشعر الكاتب بأنه يكتب لنفسه بمعنى انه يصرخ في صحراء مقفرة لا يعبرها أدنى دبيب لكائن حي!!
ولكن أي آراء يريد وأي قارئ ذلك الذي يستطيع استيعاب ما يقال والدخول في حوار موضوعي يضيف من خلاله أفكاراً أخرى.
تختلف فئات القراء من حيث التلقي والفهم والاستجابة وهم من وجهة نظري كالتالي:
قارئ مثقف واع يستوعب تماما ما أمامه ويضيف إليه أفكارا أكثر حراراة وتوهجاً تثري القضية أو الموضوع.
قراء التأويل وهم أولئك الذين يقرؤون الكاتب لاحبا في سواد عينيه وإنما للتمسك بأدنى كلمة او عبارة بغرض إدانته سواء كان ذلك حقا أو باطلاً,, بينما لا تكفي العبارة أبداً ولا الكلمة لفهم مقال كامل,, ويندرج ضمن أولئك قراء العناوين والهوامش وهم أولئك الذين يقرؤونك غالباً من مقال واحد وبناء عليه يطلقون حكماً عليك,, يختصرون من خلاله مسافة سنوات من الكتابة!
ورغم ذلك,, نبقى متفائلين في وجود من يفهم ويعي ما يقال!
يحدث ان تواجه الكاتب مواقف طريفة من البعض,, أذكر منها على سبيل المثال ذلك الموقف الذي مر بي منذ فترة حيث حدثتني إحدى الفتيات من معارفي قائلة: إنها تقرؤني,, وقد سعدت لانها المرة الاولى التي تحاورني في شأن الكتابة,.
سألتها: ماذا قرأت؟!
قالت مؤكدة: أكثر من مقال ولكني أذكر أحدها,.
سألتها: ما هو؟!
أجابت بسرعة: أوه,, لا, بل أذكر كلمة واحدة,, شمس !
قلت: وماذا كانت تلك الشمس تفعل داخل المقال؟!
قالت: لا أدري لكنني أذكر الكلمة بقوة!
أجبتها بدهشة: حسنا سأحرص على ان تتضمن مقالاتي كلمات تبقى في الذاكرة وسوف تبقى الشمس مزروعة في صدر كل مقال ما أمكنني ذلك!!.
بريد إلكتروني: Fowzj@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved