أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th August,2000العدد:10199الطبعةالاولـيالخميس 1 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
متى نساعد أبناءنا؟!
نجلاء أحمد السويل*
كانت تتجول بهمة وقلق في الجامعة لتسأل وتبحث عن تسجيل ابنتها.
تحاول ان تفهم القانون الجامعي للتسجيل,, تحاول أن تتعلم ماهية المواد,, وكيفية موافقتها لوضع ابنتها الدراسي نعم,, إن الحماس ينبض في قلبها ويهز مشاعرها,, ولكن أين صاحبة الموضوع نفسه؟ أين هي الابنة؟!,, اين هي الطالبة التي من المفروض ان تنجز ماتقوم بانجازه والدتها التي طافت عامها الستين!؟, وليست هذه هي الحالة الوحيدة، فمن الملاحظ في السنوات الاخيرة زيادة اتكالية الطالب او الطالبة على من يقوم بتدبير اموره الدراسية التي من المفترض ان يقوم بها هو خاصة ان كان صحيحا غير مريض او يمر بظرف ما مما يدفعه الى الاستعانة بمن هو اكبر منه!!,اعتقد أننا يجب ان لا نعلم أبناءنا الاتكالية!!, اعتقد أننا لابد وان نكون اكثر جدية في رسم طريق النجاح لهم!!.
نحن احياناً نلوم طالب المرحلة التمهيدية وهو طفل عندما ترافقه والدته لمدة طويلة داخل المدرسة ونحاول أن نركز على مساعدة المدرسة له في عملية الاستقلالية نجذبه بطرق تربوية معينة حتى يعتمد على نفسه ويبتعد عن الاتكالية والارتباط (سلبياً) بإمرته!!,لهذا فإننا إذا نظرنا للطالب الجامعي فإننا حتماً نلاحظ أن مثل هذا السلوك يعتبر كارثة على شخصية الطالب الجامعي بشكل عام لأن مرحلة الجامعة هي المرحلة المتميزة والتي تعتبر بوابة الانتقال من مجتمع صغير الى مجتمع أكبر، وخلال سنوات لابد وان يحقق الطالب نوعاً من اثبات الذات وتمحور الشخصية في قالب معين بعيد عن الانطواء والتردد والخوف والاهمال والكسل، لذا يجب ان لا يكون همنا الأول كأولياء امور فقط، الدراسة الجامعية والالتحاق بكلية معينة او معهد معين بل لابد وان نفكر قبل هذا كله في دفع الابن الى تحمل المسئولية وتحفيزه وتشجيعه لاجراء مايلزمه بنفسه واقناعه بأن اي مشكلة تواجهه انما هو قادر على حلها بنفسه وحتى ان احتاج إلى من حوله فلامانع اذا كان اصلاً هو شاعر بموقفه ومقدر وضعه لا أن يكون متبلداً مسيراً من قبل من هم حوله فقط لانهم يطمعون الى حشوه بالمعلومات وتلقينه المواد الدراسية دون اي دافع حقيقي من داخل ذاته لأن يكون عنصراً فعالاً متحركاً ايجابياً في مجتمعه, فهل حقاً نلتفت الى هذه النقطة؟!.
وهل نعطي ابناءنا الفرصة الحقيقية للفشل حتى يقدروا معنى النجاح؟, اظن,, بل اجزم ان الفشل هو من الدوافع الحقيقية فعلاً لنجاح ثابت.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
(قسم علم النفس)

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved