أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st September,2000العدد:10200الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

لما هو آت
تعليم فريد لزمن جديد
د,خيرية إبراهيم السقاف
لم يكن التوجه العالمي في تحميل مسؤولية التعليم يتوقف على إناطتها بالدول وحدها فقط,, فالتعليم ليس مسؤولية الحكومات وحدها,, إلا في الدول المبتدئة ذات الاقتصاد المحدود الذي يقتصر أمرُ توظيف موارده ومصادره عند التنفيذ على السياسات الداخلية، حتى إذا ما انتعش الاقتصاد الداخلي وتفاوتت المقدرات المالية، وعلا سلم الدخل الفردي,, أخذ بناصية الأدوار البنائية أفراد المجتمع من أصحاب رؤوس الأموال,,، وفي الدول الذكية بأفرادها تجد هؤلاء الأفراد يقومون بإنعاش مجتمعاتهم عن طريق توظيف أموالهم، وتفعيل أدوارهم الاجتماعية بالانخراط في تحمل المسؤوليات الكبرى جنباً إلى جنب مع دولهم, وترتقي الدول عادة بمدى شعور أفرادها ومنهم القادرون على وجه التخصيص في مناشطها المختلفة,, فالمشاريع الكبرى التي يقوم بها أصحاب رؤوس الأموال من القطاع الخاص كثيراً ما أسهمت في تطوير المجتمعات وساعدت الدول في بلدانها على النمو والازدهار,.
وقد بدأت حركة التفعيل النشط لذوي القدرات من أبناء المجتمع تتضح جلية في المشاريع العديدة البنائية على مستوى الأرض، والبنائية على مستوى الإنسان,.
ولعل ما يلفت نظري على وجه التحديد تلك المتعلقة بالتعليم سواء ما قبل الجامعي، أو ما بعده في حركة تضافر مع ما تؤديه مرافق الدولة التعليمية في المدارس للجنسين أو في الجامعات، أو في المعاهد والمراكز المختلفة.
وتأخذ المدارس الأهلية في هذا الحيز التعاوني الوطني شكلاً من أشكال الأداء الخِدَمي الواجب عندما يتولى الأفراد القيام بإنشاء وفتح المدارس الخاصة وفق السياسة التعليمية الهادفة إلى بناء الفرد، وتكوينه علمياً ومعرفياً وثقافياً وأدبياً وفكرياً ومهارياً بحيث تكون هذه المدارس بوتقات لصهر كلِّ الأهداف داخل تكوين هذا الإنسان الذي يصدر في النهاية عنها ليلتحم بمجتمعه في أداء مسؤولياته كما يُتوقع لاستمرارية التطوير والبناء والتقدم والابتكار والتحديث.
والمدارس الأهلية الحديثة أخذت تتفاوت وفق مرتكزات تتفق أو تتشابه في أسسها وتتفاوت أو تختلف في جوانب ترتبط بإمكانات أفرادها، ولعل ما تتفق أو تتشابه فيه من الأسس هو الأهداف العامة، فيما تختلف في التنفيذ حسب القدرات وفي تحقيق الأهداف الخاصة بها.
ولقد لفت نظري في الفترة الأخيرة نشأة مدارس حديثة، تتضح أهدافها مما ينشر عنها ومما قدمته عن استراتيجياتها الانطلاقية نحو تحقيق أهدافها، ومن برامجها التي دعت إليها كلَّ من يرغب في الوقوف عليها، ومن الأفراد الذين اختارتهم للقيام بإدارتها أو العمل فيها وعلى الرغم من انتشار المدارس الأهلية وما لوحظ عند متابعتها ومراقبة سيرها اتجاه غالبيتها إلى المتاجرة ومحاولة محاصرة هذا الهدف داخل أسوار الأداء الأوَّل لأهداف التعليم ومن ثمَّ تأتي أية أهداف بعده، قام بهذه المراقبة والمتابعة والمحاصرة مسؤولو التعليم في المؤسستين المسؤولتين وزارة المعارف والرئاسة العامة, إلا أن ما يُستشرف من بعض المدارس الأهلية الحديثة هو التركيز على أسلوب التعليم وفق المعطيات الحديثة الراغبة في النتائج، المتطلعة إلى المحصِّلات النهائية بوصفها ليس فقط نتائج وإنما الأسس لانطلاقات بنائية جديدة ذات أدوار فاعلة متكررة بما ستسفر عنه الأيام المقبلة عند ظهور الابتكار والتحديث والاضافة والتغيير والتجديد في أبنية قوية تتواكب مع العصر قادمة عن عناصر بشرية تكون هذه المدارس بوتقاتها وفق ما تشير إليه طموحاتها.
استوقفني ممَّا لفت نظري شعار مدارس المملكة في الصحف والشوارع وعلى الألسنة: تعليم فريد,, لزمن جديد ,, وهو شعار بعيد الهدف، دقيق التعبير، شامل المخططات والاستراتيجيات بكامل أهدافها وبكل متطلبات العصر، فالتعليم الفريد الذي ينفض الغبار عن متراكمات في كلِّ ما يتعلق بالتعليم ظلّت مع كافة متغيرات العصر وأساليبه تغطي على بصائر الدارسين، وتعيق حركة تطوير التعليم وأساليبه العديدة بما جعل حركة التعليم تتجمَّد في مكانك سر , والتعليم الفريد يعني: المنهج الواضح المدروس الخالي من الرواسب والحشو والاسهاب الذي يركِّز على الخبرات الأساس والمتنوعة التي تواكب حاجة المعرفة الحديثة المترامية والمتجددة,, بكل تقانتها وأساليبها وعناصرها وأدواتها وآلياتها وإداراتها وإشرافها ومتابعتها وتقويمها وتحديثها وتطويرها والاستفادة من نتائجها، بما يواكب الزمن القائم بكلِّ مستحدثاته في المجال نفسه، كي يتحقق الزمن الجديد بما تنضوي عليه مُفرزات هذا التعليم الحديث المواكب لمتطلبات العصر، والعصر الذي يقوم لا يتقبل التقليدية لا في الخبرات التي أكل عليها الزمن وشرب ولا في الأداء، ولا في الوسيلة ولا في أسلوب فحص ما يقدم دون تثبيت وتطوير الموجب منه، وإلغاء وتغيير السالب فيه، بل هو زمن الابتكار والتقبل لكل جديد والتطوير المستمر وفق المعطيات القادمة مع حركة الشمس.
إن هذا الشعار لهذه المدارس بكثافة كلماته وبُعد معانيه يمنح النفس شيئاً من الاطمئنان إلى التعليم الأهلي كي يقوم بدوره في تحريك ساقية التعليم كي تدرَّ آباره بما ينعش تربة العلم ويغذي جذور شجراته للإثمار المستقبلي وفق الطموحات العليا للتعليم في جانبه الرسمي وفي جانبه الفردي المبتكر بالإضافات الإيجابية, ذلك لأن الذين يقفون لهذا الهدف ليسوا ممن يتاجر للربح المادي، وإنما هم من الذين يتاجرون بقدرة من أجل الربح الأبقى وهو التعليم الصحيح للإنسان الفرد الذي سيكون دعامة لهذا الوطن.
التحية لصاحب مدارس المملكة بهذا الأمل الكبير، ولهذه الدافعية المحفزة، ولما يتوقع من هذه المدارس من مواكبة حية لتعليم فريد في زمن جديد، إذ نحن نعيش زمناً جديداً نتوقع له تعليماً فريداً على يد الواعدين به، والعازمين على التفرُّد في سباقهم مع الزمن كما هو شعارهم الفريد المبتكر بطموح من وضعه ولما وُضع.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved