|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تجري الاحداث حول الانسان وفي خاصة نفسه من مولده والى مماته.
بعضها أحداث كونية كالليل والنهار وتعاقبهما المستمر، وطلوع الشمس وغروبها وطلوع القمر وتدرج اوجهه من أول الشهر حتى يكون بدراً ثم يتضاءل حتى يختفي، والسحاب والمطر والبرق والرعد وتعاقب الفصول,, الخ، وبعضها أحداث في محيط البشر من ميلاد وموت وصحة وضعف وطفولة وشباب وكهولة وشيخوخة وغنى وفقر وعز وذل,,الخ
فالحياة دروس وعبر فهي اكبر مدرسة للانسان يتعلم منها ما يشاء,, فليس أمراً ضروريا أن نحكم على الانسان انه متعلم بمجرد دخوله المدرسة، فكم من جاهل علمته الدنيا دروب الحياة فيصبح كأنه قد حصل على أعلى الشهادات، وكم من متعلم يتضح لك من خلال سلوكه وتصرفاته وسوء تصرفه في المواقف وكأنه لم يدرس حرفا واحدا ولم يتعلم أي شيء يفيده في الحياة, فالغافل المتبلد الحس يمر بهذه الاحداث، سواء من الأحداث الكونية او الاحداث التي تقع في محيط البشر دون ان يتنبه من غفلته ودون ان يتيقظ لما فيها من دلالة على وجود الله وتفرده بالملك في هذا الكون وتفرده بتدبير الأمر كله، ومن ثم تمر به الأحداث وهو سادر في غفلته لا يفيق!!
إن كل أبحاث العلم حتى هذه اللحظة قد عجزت ان تقول لنا كيف يفكر العاقل وكيف يتذكر واين تكون الأفكار وأين تختزن المعلومات وكيف يستدعيها الإنسان حين يريد استدعاءها وكيف تخطر على باله أحياناً بغير استدعاء!!
والصفات النفسية كذلك ما هي؟ كيف توجد؟ واين توجد؟ كيف تتكون في النفس صفة الكرم أو البخل أو الشجاعة او الجبن؟ وفي اي مكان تكمن هذه الصفة في الإنسان؟ في جسمه؟ هل هي شيء معنوي ام مادي؟ وفي كلا الحالين كيف تؤثر في تصرفات الإنسان وسلوكه؟
وأعجب من ذلك كيف تورث؟! ولو مضينا نتتبع خصائص الانسان، وآيات الله في الأنفس، لما انتهينا من العجب لكل خصيصة وكل آية، ولأدركنا أن هذا كله لا يمكن ان يحدث من تلقاء نفسه بهذه الدقة المذهلة، لابد له من مُوجد، ولابد أن يكون هذا الموجد حكيما غاية الحكمة وقادراً الى حد الإعجاز، وإلا ما استطاع ان ينشئ هذا الخلق الدقيق المعجز، الذي تحتوي كل جزئية منه على عجائب لا يحصرها العقل.
ومن اجل ذلك يقول القرآن بحق قال الله تعالى: وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون .
منيرة عبيد التميمي حائل
|
|
|
|
|
