أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st September,2000العدد:10200الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحم الله القلوب التي بالصدور
قصور الأفراح بين الابّهَةَ والاستغلال
قصور الأفراح نعمة من الله أسبغها على القادرين على جعل أفراحهم بالقصور, فأسعار القصور متفاوتة بين العلو والمتوسط, والرواد يسارعون بالحجز من وسط الشتاء، اي قبل حضور الصيف بأشهر ثم يبدأ حديث الناس من (زواجه بقصر كذا) المبالغ لتلك القصور حديث الناس, (ما هو مهم) لأن الطول والمبالغة محتلة اذهان أهل الحفلات, ولم يأبهوا بالعروسين ليلة عرسهما, هل العريس في جيبه ريال أو ألف؟ وهل العروسة مكتملة الاستعداد المادي والتأهيلي؟ وهل الإقدام على استئجار القصر من أهل العروس أو العروسة من احتياطي مال دسم؟ أم أسلاف وتركيبات سلبية مزهقة ولربما مغرقة؟ يدفعون لقصور الأفراح الآلاف والزمن ساعتان أو ثلاث!! ويهملون العريس والعروسة مادياً, ثم اذا انقضت ليلة العرس, وجاءت الفكرَة صاروا يتحسسون,, أهل العريس عريسهم واهل العروسة عروستهم, واذا اتضحت النتائج صار القصر مهميناً مادياً على جيوب أهل العروسين, ولربما حل الندم والهجوم على القصر لكونه نهب منهم وهم بأمس الحاجة لما هو قد نهب, أمَا لنا عقول نفهم بها وعيون نبصر بها وجيوب نحفظ بها أموالنا, فقط لزمن ساعة أو ساعتين نبر القصر بعشرين أو خمسة من الآلاف, والعروسان أشد حاجة لذلك المبلغ, يغدقون على ليلة لقصر الألوف وكأنهم لايدركون ولا يفهمون ولا يزِنون ولا يعدلون, اللهم لا شماتة فأنا منهم ومعهم على الموّال, لأنني أندب نفسي قبلهم وبعدهم.
لماذا نحن مع الهبايب طافحون؟ زواجي عام 1399ه بشارع عرضه (ستة أمتار) وطوله (400 متر) صدق او لا تصدق, والانارة ماطور معار لنا من إمارة المنطقة, لانه في زمن زواجي ممنوع سحب عقود كهرباء الزواج من حطبات!! الكهرباء, وصار الزواج وتتالت الافراح ولله الحمد وطربت النساء بليلة طعمها إلى اليوم, وعرضت العرضة السعودية والسامري السعودي على شريط كاسيت إلى اليوم وهو يصدح بالنجاح ولله الحمد, وانقضت ست ساعات فرح على أعلى قممه, واليوم, بذل وبذخ وخسائر لا محمود فعلها وخاسرٌ منفقها, وباكٍ العروسين فيها لكون جيوبهما خالية والقصر مشبع ومثخن بالاموال الواهية والهدايا لحضور الحفل (البايخة) صرائر وحرائر وحلويات لا مبرر لها ولتوزيعها, ام العروسة ليلة عرس ابنتها كالأم التي فقدت جنينها وسط الزحمة, وبنات التشريف كالذي نهب ماله من جيبه ويبحث لعله يحصل على ما فقد, وأبو العريس ليلة الزفاف فئة المائة بالجيب اليمين والشيكات باليسار ان هو ثري غني بطران وإن كان والد العريس فقيراً ليلة عرس ابنه, فعلى القارىء العزيز تكملة ما سأقوله,,,,.
القصور سلبيات العصر والدعوة عامة, الانفاق عليها للطول والفخر خسران واضح لا داعي لحضور الشهود لقضيته, ساعتان للرجال واربع للنساء ثم الانصراف, خسر المنفق وربح الراصد.
لماذا لا يصير للقصر حدود تأجيرية ترحم بها جيب العريس الذي طيلة حياته يرقب هذه الليلة الوحيدة بعمره وزوجته معه, لربما كثر خلافهما والسبب سحرية القصر وسلبياته, فهل فكر الوالدان من العروسة والعريس بسعادة ابنيهما,وجعل ما يأكله القصر مدخراً لهما لاسعادهما اياماً لا مدعوين فيها ولا نفقات شيطانية مؤسفة نهايتها الندم والملامة على المتسبب, أنتم أيها المعالجون لجروح القصور هل تذكرتم أن سعادة عروسكم وعروستكم بتوفير المال لهما لا سلبه؟ وهل فكرتم ان القصور شر سلطته على ما جمعتموه من أجل سعادة عريسكم, حقاً ان التيار جارف, والجمع لحبه صارف, والمغبون بعد هدوء عاصفته باكٍ وهالك فرحم الله القلوب التي بالصدور, والافكار المظلمة وتحسب أنها منورة, والله المستعان.
علي السّاير
حائل
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved