أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st September,2000العدد:10200الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

حائل بين أمير ماضيها وأمير حاضرها
كلما انطوت صفحة عام بما تحمله في طياتها من أعباء، واندسّت في سجلات الأبد، انتشرت ذكراها في آفاق عام جديد تاركة وراءها: أملا يتجدد، وصفحة أنيقة تُفتح، ويقينا يُمرع، ولمحة عابرة تتبلور في جميع أرجاء مملكتنا ومن بينها حائل,, وليس مرد ذلك الى أن الأمس يأبى ان ينطوي بفراق أمير مميز بصفات جُلّى، في أي بلد من كبريات بلدان المملكة,, وليس أيضا ان الغد يأبى الانفصال عن تقليد خلفه او سلفه، ولكن الحقيقة هي ان الجديد لا تظهر جدته إلا إذا كان له مثيل قد أوغل في القدم، أو فرحة أغلقت ليطفو على سطحها طيف جديد، ومعنى ذلك أن البهجة التي رانت على أهداب الآلاف من المواطنين بحائل لمّا تولى سمو الامير سعود بن عبدالمحسن إمارة مدينة حائل، ليست في الواقع إلا امتدادا لمثلها المنطوي في صفحات الأمس، وهذه الذكريات البهيجة التي لا تزال عليها من رقة الأمير السابق (مقرن بن عبدالعزيز) وبقائه في حائل أعواما طوالا كلها حافلة بالطمأنينة والرفاه، هذه الذكريات بَعدها في هذه الأيام وبعد تولي سمو الامير سعود منصبه أميرا على البلاد: جددت مرة اخرى رفّة الأمل المرتعشة وأظهرت على احداق عامنا الحالي تباشير الفرح بتعيين سمو الامير عبدالعزيز بن سعد نائبا لأخيه أمير البلاد، وهذه إطلالة مشرقة جذلى ارتسمت على ثغر كل مواطن في حائل، فهنيئا لهم بسمو أميرين، ساعدين قويين شد عضد كل منهما الآخر وإن هذه الذكريات العبقة لهي تجديد لظل الأعوام السالفة المتلألئة التي لم يطمسها غبار الاعتيادية او تغلفه بعثيرها رياح جامحة تعريه من محاسنه او تمتص إكسير طيبه المضواع,, إنها لأنداء خير (جمع ندى) وأطياب سماحة وظلال يقين هذه الذكريات,, ومنذ وطأت قدما سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن الوطن عرفه أبناء حائل شابا وسيم الطلعة طلق المحيا على فمه ابتسامة عريضة يُطل منها الأمل مشعاً كائتلاقة النور في الفجر الضاحك,, تكلَّم فالتمع العزم في نطقه، وسكت فبقيت عيناه مصبوبتين على رؤاه الجذلى، وأحلامه المرتعشة، حتى كأنه في صمته المهيب أبلغ منه في نطقه، وأخوه الذي شد به عضده دل بمنطقه ان عقله أكبر من سنه تفتر شفتاه عن ابتسامة ملؤها الثقة بالنفس، ومن أشبه أخاه (أباه) فما ظلم، أو ليس أخوه القائل هذه العبارة الرصينة في أحد الاجتماعات؟ (نحن مؤتمنون على مصالح المواطنين وعلينا أن نكون دائما في مواقع العمل) وفي اجتماعات سموه يستقبل الزائرين وعلى رغبته همة لم تطأ حضيض الفتور ليواكب عمله بشغف ليس فيه ما يدل على انقطاع الصلة أو انفصام العُرى بين الأجداد والآباء والأعمام والأمراء، وهذه الصفات تُملي علينا ان نلتمس في بحّة اصدائها ظمأ الى الحفاظ على الماضي وسغبا الى تكبير إطارات تجلاتها وتكريمها، ممثلة في مؤسس هذه المملكة، عبدالعزيز رحمه الله الذي أمده الله بسلطانه وعونه ليؤيد رسالة أو يوحد أمة، وليكشف على يده ما ادخر في هذه الأرض المقدسة المجهولة من ثراء وقوة، وقد أوتي محابّ (1) القلوب، وطواعية النفوس، فله في صدر كل عربي مكانة، وفي عنق كل مسلم ذمة,, ولا غرو فإن مرد ذلك كله قد أعطى دلالة حية صادقة الى ان أبناءه وأحفاده من الأمراء عموما كانوا أصحاب رسالة السماحة الإنسانية، والشعور الرقيق، فلم يتيهوا في مظان رؤاهم ولم يضلوا سبيل الجادة القويم، ومع هذا وذاك، فسمو أمير حائل سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز من بدء عمله السابق بمكة المكرمة عدة السنوات,, حتى تولى منصبه اللاحق في حائل لم يبخل على رسالته التي وُكلت إليه بفضيلة الوفاء لأعمامه، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ونائبه الثاني، ولم ينحرف عن الطريق الذي عبَّده الباني الأول مؤسس هذه المملكة لأنه نداء منه رحمه الله يطالب باقتفاء أثره، وترسم خُطاه وهو امتداد صوته يهيب بأبنائه وأحفاده الى تقوية الصلة بينهم جميعا وبين الماضي العبّاق بذكرياته الحالمة في أجواء الرفق والتضحية ونُبل الفداء,, وإن لهذه التهاويم الفرِحة في جبين عامنا الأغر السعيد بقدوم سمو الاميرين، ولهذه الابتسامة العريضة على شفة كل مواطن في حائل,, أجل إن لهذا كله صدى إيجابياً يربط حاضر سمو الامير/ سعود وشد عضده بأخيه سمو الأمير عبدالعزيز, بماضي سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز، ويعلق أطياف مستقبل أهالي حائل بأذيال يومهم وأمسهم الراسخَين بقوة الإيمان، والاعتماد على الله,, وبذلك وحده قوة الإيمان ستدوم نعمة الإسلام مرفوفة على مملكتنا الكريمة، واحاسيسنا جميعا وآمالنا متينة العُرى باستطلاعاتنا لما هو آتٍ وستطفو على الثغور ابتسامة ينشرها صادق الحب والألفة، ويمدها رباط الشعور الموحَّد بطاقة الإبداع وإمكانية الخلود، وعلى شفة الميلاد لهذا العام ولمستقبلنا الآتي القريب، متمنين على الله جل جلاله أن نقرأ تباشير فجر جديد لأمس مجيد، وفق الله سمو أميرينا لصالح الأعمال، وسدد خطاهما، وأرانا في حامي حَرَمَي مملكتنا وولي عهده ونائبه الثاني بركة عصرنا آمين.
(1) أي ما يحببّه إليها.
عبدالله بن تركي البكر
حائل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved