أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st September,2000العدد:10200الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,جمادى الثانية 1421

شرفات

فيما تبقى الإبرة مغروزة ما بين 15 إلى 30 دقيقة
الحقيقة العلمية للمعالجة بالإبر الصينية
بعد أن باتت تقنية الوخز بالإبر تقدم اليوم في الغرب ضمن آراء وعروض مغامرة فعلا في بعض الأحيان، وذلك في الكتب التعليمية واسعة الانتشار والمكتوبة خصيصا للأطباء، فإنه لا غنى عن استعراض هذه التقنية، تقنية الوخز بالإبر بشكل موجز.
يقوم المعالجون الصينيون بالوخز بالإبر منذ 2000 سنة، بتعيين المواضع الدقيقة للنقاط بصورة أكيدة بطريقتين: أولاً باستعمال النسب الطبيعية، وثانيا بالجس الإصبعي.
ومن يتأمل لوحة صينية قديمة للوخز بالإبر سيجدها، من وجهة النظر الحالية، بدائية للغاية, ولكن البشر في الأزمنة القديمة كانوا يستهدون بها على أفضل وجه ممكن, وذلك لا يفترض بهذه الخرائط أن تبين سوى علامات محددة بين الطرق والممرات، ولا يفترض بها أن توضح التفاصيل إلا بقدر ما تخدم كنقاط علام مميزة، ولا يطلب من لوحات الوخز بالإبر غير ذلك.
ويمكن إدراك الكثير من النقاط بالجس ومعظمها يقع على الظهر، على الأطراف وفيما حول المفاصل، وكذلك كتجويفات مرنة محسوسة أو بصورة أندر، كقساوات أو عقيدات في بقعة هي عادة مرنة بصورة منتظمة, ويصح هذا خصوصا عندما تكون الوظيفة الجارية في هذه النقاط غير مستقرة، وإذا أردنا استخدام المصطلحات الصينية نقول:
عندما تتحرك هذه النقاط (Shidong), ثم هناك إحساس المريض أيضا, وتنعكس اضطرابات بعض الدوائر الوظيفية في حساسية مرتفعة على الضغط في نقاط التنبيه الموافقة، وقبل كل شيء في المحثات الظهرية، ويمكن تسخير هذه الحساسية المحددة بدقة على الضغط، من اجل التشخيص والتعيين الدقيق للنقاط.
أما بالنسبة للإبر ذاتها فيستخدم الوخز بالإبر الصيني على الدوام إبرا من الفولاذ فقط دون غيرها, وتتوفر الإبر بمختلف الأطوال والسماكات, والإبرة الأكثر استعمالا تبلغ سماكتها ربع ملمتر تقريباً وطولها من واحدإلى نصف بوصة (بدون القبضة)، أي من 5 إلى 4,2 سم تقريبا.
ولكن هناك إبر تتراوح أطوالها من نصف بوصة حتى 30 سم.
أما فيما يتعلق بتقنية الوخز وعمقه في كل نقطة، فهما مذكوران بدقة بالغة بناء على خبرة ترجع لأكثر من 2000 سنة, وقد يصل عمق الوخزة من جزء من الميلميتر إلى عشرة سنتيميترات في منطقة البطن، إلا أن القاعدة هي عمق وخزة مقداره من واحد إلى اثنين سنتيميتر.
ويجري ادخال الإبرة، تبعاً للتقنية الصينية الكلاسيكية، بشكل مستقيم أو مائل قليلا، حيث يتم بإبهام وسبابة اليد اليسرى توجيه الإبرة، وبإبهام اليد اليمنى إما وخزها بدفعة سريعة، ولكن برقة، أو دفعها ببطء مع التدوير، وذلك تبعاً للغرض العلاجي, وفي هذه الأثناء يكون التلقيم الراجع الشعوري للوخز هاماً: فهو يلاحظ من خلال المقاومة المميزة وصوله بالإبرة إلى العمق الصحيح، والرقابة الأخرى هي إحساس المريض.
وباستثناء نقاط قليلة، في أخمص القدم، أو عند أصابع اليدين والقدمين مثلاً، فإن وخز الإبر، حتى العميق منه، كما هي الحال في الأنسجة، الرخوة للبطن أو عند الشقوق المفصلية على سبيل المثال، والمنفذ بشكل صحيح، غير مؤلم عمليا ولا يظهر ما يسمى بإحساس ملاقاةqi أي الطاقة الملاقاة (degil) ، إلا في المكان الذي يتم فيه بلوغ العمق الأمثل وهذا الشعور قليل الألم، والأقرب إلى كونه شعوراً لطيفا بالنسبة للمريض والمترافق غالباً بتخفيف فوري للأعراض الأخرى، يفتر بعد مضي خمس إلى ست دقائق من وخز الإبرة، وعندئذ قد يكون من المستحسن إعادة دفع الإبرة لاستعادة هذا الإحساس ثانية.
تبقى الإبرة مغروزة في مكانها لمدة تتراوح عادة بين 15 إلى 30 دقيقة، وبعد ذلك يمكن رفعها دون ألم، أو أنها ستسقط من تلقاء نفسها.
* التسكين بالوخز بالإبر:
لا يدري الكثير من الأطباء والمرضى أي فارق بين الوخز بالإبر العلاجي والتسكين بالوخز بالإبر، لا بل يعتبرون إن هذا التسكين بالوخز هو الوخز بالإبر بالمطلق, وذلك خطأ ما بعده خطأ, فالتسكين بالوخز بالإبر تلك هي الترجمة الدقيقة للكلمتين الصينيتين: Zhehci Masui، لا يشترك غالباً مع الوخز بالإبر الكلاسيكي المستخدم لأغراض علاجية فقط، دون غيرها، سوى بأنه يتم فيه أيضا وخز إبر.
وما يميزه تنبيه أشد للإبر بما لا يقاس عادة، وكذلك الاستقلالية المتزايدة باستمرار، في اختيار النقاط، عن علم الثقوب الصيني، وأخيراً النقاط الذي لا يمكن تعليله بأية نظرية أو خبرة صينية, وفي بدايات التسكين بالوخز بالإبر، كان تنبيه الإبر في الصين يتم باليد، أي بتدويرها أو بادخالها وإخراجها بشكل متواصل، ومع تهذيب التقنية وتوسيع إمكاناتها سرعان ما استبدل المرء التنبيه اليدوي بالتنبيه الكهربائي, حيث يطبق على الإبر تيار مستمر، ضعيف أو معدل التواتر، منتظم الشدة، والتنبيه الحاصل على هذا النحو يعادل دوماً أضعاف مضاعفة، تصل في الحالات القصوى إلى مئات الآلاف أضعاف التنبيه المنطلق من إبرة موخوزة بشكل عادي.
ومن طرق الوخز بالإبر: الوخز بالإبر الأذني والوخز بالإبر الكهربائي، الليزر، النقطي، والضغط النقطي.
إذاً تلك كانت لمحة موجزة عن آلية استخدام تقنية الوخز بالإبر الصينية التي استخدمها الصينيون منذ 200 سنة، كما ذكر سابقاً والتي تطورت على مر السنين وأصبحت اليوم تطبق بتقنيات رفيعة المستوى للاستشفاء من أمراض كثيرة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved