أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st September,2000العدد:10200الطبعةالاولـيالجمعة 3 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

ندوة تنسيق المواقف الإسلامية تدعو إلى تفهم أكبر للإسلام من قِبل الغربيين
نصح المسلمين إلى معالجة الرأي الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة وتصحيح الصورة المغلوطة عن المسلمين
* جدة واس
دعا المتحدثون في ندوة تنسيق المواقف الاسلامية التي عقدتها رابطة العالم الاسلامي مؤخرا في مقر مكتبها في نيويورك عشية انعقاد مؤتمر القمة لزعماء الاديان عام 2000م الى تفهم اكبر لدين الاسلام من قبل الغربيين وشارك في هذه الندوة عدد كبير من مسؤولي المنظمات والجمعيات الاسلامية في الولايات المتحدة الامريكية تلبية للدعوة التي وجهها مدير مكتب الرابطة بأمريكا والامم المتحدة لتنسيق المواقف وتبادل الرأي حول برنامج الامم المتحدة في قمة زعماء الاديان.
ففي كلمته التي افتتح بها الندوة اكد معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد على عدد من الثوابت الاسلامية في مجال الحوار بين الحضارات مشيرا الى الدور الذي لعبته رابطة العالم الاسلامي عبر لقاءات اتباع الاديان وما حققته على طريق تعريف المؤسسات والمنظمات الدينية الاخرى بتعاليم الاسلام وما أتى به دين الاسلام الحنيف من مبادئ ونظم تشمل حياة الفرد والمجتمع كما تشمل ضبط العلاقات الدولية وتنظيم التواصل بين الانسان عبر علاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية منظمة.
وابان ان كثيرا من الغربيين وعددا من المؤسسات الغربية انصاعت الى الحق وشهدت بما في الاسلام من فضائل في المجالات الاجتماعية والحقوقية والقانونية وغيرها مشيرا الى قبول عدد من الهيئات الدينية الغربية لفكرة ربط الحق بالواجب في مجال حقوق الانسان وهي الفكرة المبدئية التي قررتها الشريعة الاسلامية.
وفي ختام كلمته دعا الدكتور العبيد ممثلي المنظمات الاسلامية في امريكا الى وعي المرحلة والتعايش معها من خلال معالجة الرأي الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة وتصحيح الصورة المغلوطة لديه عن دين الله موضحا ان الرابطة دأبت على عقد الندوات في عواصم العالم حول قضية حقوق الانسان في الإسلام وتصحيح صورة الاسلام في الغرب وذلك للعبور الى الذهنية الغربية ومحو الاخطاء التي استقرت فيها عن الاسلام وتثبيت المفاهيم الصحيحة عن الاسلام لديها.
ثم ألقى ممثل المملكة العربية السعودية لدى الامم المتحدة فوزي بن عبدالمجيد شبكشي كلمة شكر فيها رابطة العالم الاسلامي وأمينها العام ومكتبها في نيويورك على ما تم بذله من جهود لتنسيق العمل الاسلامي ازاء القضايا المطروحة.
واستعرض بعض الافكار والعلاقات الدولية والموقف من الاسلام والمسلمين موضحا ان معظم هذه الافكار وتلك الآراء انطلقت من محاولة البحث عن نوع الصراع الذي يفترض ان يسود الساحة الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة انطلاقا من اعتقاد الغرب بضرورة وجود الصراعات لأنها تساعد على استمرار حركة التطور ودفع عجلة التقدم, مشيرا الى ان البعض ينظر ان العالم مقبل على صراعات حضارية تحل محل الصراع الايديولوجي الذي انتهى بسقوط الماركسية وزعموا بأن الاسلام بات يشكل خطرا رئيسيا على الغرب وعلى قيمه ومبادئه وألصقوا بالمسلمين تهمة الارهاب وادعوا ان التمسك بالدين هو سبب التخلف والجمود والانغلاق.
وقال انطلاقا من مفهوم سيادة القيم الغربية وانتصار النظم الغربية السياسية والاقتصادية والثقافية: درج الغرب على تسييس حقوق الانسان واستخدامها كوسيلة للضغط والتهديد بهدف السيطرة والهيمنة على الدول الاخرى واستغلال الزعم بحماية حقوق الانسان ذريعة للتدخل في شؤون الدول التي لا تتفق مع توجيهاتها ولا تقبل كل قيمها وتخالف بعض اساليب حياتها .
وتحدث عن موقف الاسلام من الانسان وحقوقه مبينا ان الاسلام ضمن حق الحريات بجميع انواعها ومن بينها حرية العقيدة فلا اكراه في الدين واجاز كل من يوجد في ديار الاسلام على دينه ان شاء كما اعترف الاسلام بالديانات السماوية كلها وتعايش معها لكم دينكم ولي دين وضمن للمشركين من يهود ومسيحيين حقوقهم في الدستور الذي اعلنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استقر في المدينة المنورة وسمي بالصحيفة وهو اول دستور مكتوب في العالم ولم تفرض الجزية على الذميين الا للتقريب بين المواطنين في الواجبات والاعباء العامة.
وقال ممثل المملكة لدى الامم المتحدة: ان الشطط في المطالبة بحقوق الانسان ادى الى تبدل مفهوم الاسرة وغيّر من منطق العلاقة بين الرجل والمرأة فالحركة الطلابية في فرنسا عام 1968 اعلنت رفضها للاسرة بسبب الضرر الذي تلحقه بالاطفال من حيث إنها تقهر هويتهم الحقيقية وتحولهم الى افراد ملتزمين بالتقاليد, وفي السبعينات اخذ الشباب في الغرب ذكورا واناثا يقيمون معا كأزواج ولكن بدون زواج وانتجت هذه العلاقة الكثير من الاطفال اعترف ببعضهم ولم يعترف بالآخرين وفي منتصف الثمانينات نشأت اسر جديدة غير تقليدية اطلق عليها الاسرة الترابطية اهم ما يميزها الاحترام المتبادل بين كل عناصرها, وفي خريف 1999م وبعد مناقشات طويلة تم في فرنسا اقرار قانون اعترفت الدولة بموجبه بنوع جديد من عقود الزواج بين رجل ورجل او بين امرأتين اي الاعتراف باللواط والسحاق واعتبار ذلك من انواع الالتزام العام.
التطور السابق لمفهوم الاسرة والعلاقة بين الرجل والمرأة وبين الجنس الواحد حدث في اكثر من دولة اوروبية .
واضاف: في المؤتمرات الدولية تعالت المطالب بمساواة الجنس وبالحرية الجنسية وحق المرأة في انشاء ما ترغبه من علاقات جنسية مع من تشاء وحقها في الاجهاض لأن هذا من قبيل حقوقها الانسانية اي ان الزنا الذي حرمته جميع الشرائع السماوية ورفضته الاخلاق اصبح مطلبا من مطالب الحقوق الانسانية .
واشار الى انه تحت ذريعة حماية حقوق الانسان تسعى الدول الاوروبية وجماعات الحقوق الانسانية الغربية الى الغاء عقوبة الاعدام ومطالبة المجتمع الدولي بتغيير قوانينها ونظمها الخاصة بعقوبة الاعدام بحجة انها شديدة القسوة وتتنافى مع حق الانسان في الحياة ايضا واعتراض منظمة حقوق الانسان على عقوبة الاعدام ليس قاصرا على الجريمة السياسية وانما في الجريمة الموصوفة ايضا واستندت في ذلك الى قاعدة واحدة وهي ان التهمة توجه احيانا خطأ او زورا وهي حالات نادرة الوقوع الا انها كانت حججا كافية لالغاء عقوبة الاعدام في معظم دول اوروبا وبعض الولايات المتحدة الامريكية.
وقال فوزي شبكشي: اننا نتساءل ماذا يفعل المجتمع ازاء القاتل الذي اعترف بجريمته وبالتالي انتفت تهمة الخطأ والزور وكيف يتصرف المجتمع اذا كان القاتل قد ارتكب مجموعة من الجرائم الشنيعة قبل ارتكاب جريمته الاخيرة وكيف يمكن للمجتمع ان يتساهل اذا كانت جريمة القاتل مصحوبة بالاكراه والتعذيب وكيف يمكن للمجتمع ان يغفر ويتسامح مع جريمة التآمر والخطف والارهاب ثم اين هو العدل أليس من العدل ان تكون قسوة العقوبة على قدر شناعة الجريمة والعدل صفة من صفات الله عز وجل واسم من اسمائه, قال الخالق عز وجل ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب .
مئات الطلاب يتظاهرون أمام المحكمة مطالبين بإعدامه

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved