أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات اخرى
الصندوق الأسود
فاطمة العتيبي
** كلنا نتطلع إلى هذا الصندوق,.
وكل فلاشات التصوير تقف في مواجهته,.
ويهرول الناس خلف حامله,.
ويحملون على أعناقهم من يقوى على فك رموزه,.
ويرحل الصندوق,.
وترحل الأضواء معه
تهرب من الكارثة,.
تستجير بالصندوق لعله ينسيها عدد الموتى
وحطام الطائرة!!
** ويتلو الصندوق
علينا تفاصيل الفاجعة,.
أو ربما يلقاها
حكايات صامتة,.
لا حياة فيها ولا تحمل عن الموت
أي لافتة,,.
** وتبقى الجثث
وأصوات البكاء
ودموع الشيوخ والثكالى
رهينة الذاكرة,.
** ويغيب الصندوق,.
وتغيب معه تفاصيل الحكاية,.
وتنطفئ الفلاشات
تباعاً
وتغيب عن الصندوق
أضواء المواجهة!
** ويعود الركاب لصمتهم
وربما صخبهم
يرحلون ويسافرون
ويعبرون ويعبرون
وينسون الصندوق
وحكايته الساخرة!
** وبالرغم من أن صناديق الطائرات السوداء لم تعد تحمل ذات الهيبة التي كانت عليها قبل سنوات,.
ربما الخلل فيها,, وربما كان الخلل فيمن يفكون رموز الصناديق.
أو ربما كان الخلل فيمن يذيع علينا أسرار الصندوق,.
المهم بالرغم من تدني أسهم صناديق الطائرات في عالم تسريب الأسرار وفك رموز الغموض,, إلا أننا نتمنى ان يكون لكل مريض صندوق أسود في المستشفيات,, تظهر فيه الأسرار المبطنة في كيفية التعامل مع مرضه ومعاناته,.
وكيفية اداء الطاقم الطبي والتمريضي معه إلى آخر لحظة في حياته,, وأتمنى ايضاً
أن يكون لكل شركة مشغلة لأحد المستشفيات الحكومية نظير عقد باهظ الثمن,, أن يكون لها صندوق أسود يعلن لنا أسرارها في كيفية خفض مصروفاتها إلى الحد الأدنى الذي يكاد يضر بصحة المواطنين.
وبالرغم من كل وارداتها الباهظة من الوزارة إلا أنها تعلم المرضى كيف يكون البخل وكيف يكون الإخلال بالأمن الصحي من أجل جمع دراهم معدودة في البنوك,.
ولكنني أيضاً أتمنى ان يحتفظ الصندوق الأسود بمهابته وأن يقرأ رموزه ويزيح الستار عن معلوماته رجال ثقات لايغمضون أعينهم عن مخالفات حقيقية مضرة ومخلة خوفاً أو طمعاً بدراهم معدودة!!
*عنوان الكاتبة البريدي 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved