أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
أنفاس بريئة!
(1)
* سئلتُ مرةً: ماهي في تقديرك أهم أوجاع الادارة التنفيذية؟
فأجبت: كثيرة جداً,, لكنني سأصرف انتباهي الى نمطين متشابهين من هذه الأوجاع، لأن سلبيتهما تتعدى الادارة,, الى أكثر من اتجاه، تبدأ وتنتهي بالناس المستفيدين بخدمتها!
* فهناك من الموظفين مَن قد يرى أن الادارة غايةٌ يخدمها الناس، لا وسيلة لخدمة الناس، وهذا واحد من المحاذير المسؤولة عن نشوء ظواهر سلوكية خطيرة كظاهرة الرشوة، ففي ظل هذه القناعة المشوّهة خُلقاً وعرفاً، قد تنشأ لدى الموظف الرغبةُ في استثمار منصبه بصورٍ شتى ، كأن يطلب مبلغاً مالياً يسميه حيناًاكرامية وحيناحلاوة مقتدياً في ذلك ببعض أشقائنا في أرض الكنانة، كل هذا لقاء خدمة صاحب حاجة ، مع أن هذه الخدمة لا تخرج في صلبها عن ناموس الواجب الوظيفي الذي يتقاضى عنه الموظف المعني أجراً من الدولة!
* ومنهم من قد يشغل منزلة متواضعةً في الهرم الوظيفي، مكانةً ودخلاً، لكن ظروف التركيبة البيروقراطية قد تمنحه أحياناً منزلة الولاية على مصلحة من مصالح الناس، فيحاول ان يعوِّض مادياً إحباطه الوظيفي والمادي من خلال تعامله المقنن المباشر مع الناس,, ويقع المحضور!
كيف السبيل للخلاص من هذه الأوجاع الوظيفية؟
* هناك الردع المباشر بمحاسبة المسيء، وايقاع العقوبة المناسبة عليه والتشهير به.
* وهناك النصيحة والتذكير بالجوانب الروحية التي تنكر هذا السلوك وتعيبه.
* وهناك الحاجة لتطوير الاجراءات الادارية بما لا يدع مجالاً لتوريط الوظيفة العامة في منزلق المزايدة والاستغلال، تحت أي شعار أو ستار!
***
* وهناك الحاجة للتأكد من نزاهةوصدق الموظف الذي يقوده الركب البيروقراطي الى التلاحم مع مصالح الناس، واخضاع الثقة به للفحص الدوري مرةً بعد أخرى!
***
أقول هذا لأن بعض أبطال الانحراف الاداري ربما كانوا في الأصل يتمتعون بثقة وحُسن ظن أولياء أمورهم الاداريين، ولأننا بطبيعتنا البشرية نميل تغليب حسن الظن في كثير من الاحيان، فإننا قد ننزع الى تكريس الثقة وتأكيدها في موظف ما دون مساءلة، أو سؤال ، أو مراجعة أو تقويم ، وتكون النتيجة انه قد تغشى هذا الموظف او ذاك حالة من الغرور المبطن بالصلف، وتتسرب اليه فتنةالانحراف من ثقب ضيق في جدار غروره، لاتلبث ان تتحول الى سلوك عاصف ومشين!
***
* الرجالُ معادن,.
بعضهم كالذهب,.
لا يبلى ولا يبور,.
ولا تفسده ظروف الزمان او المكان,, او الموقف,.
* وبعضهم كالنحاس,.
تحسبه حين تراه أول الأمر ذهباً,.
لكنه سرعان ما يتغير متأثراً بما حوله من احوال الحياة,, والأحياء!
* وبعضهم كالحديد,.
يظل قوياً مادام منفرداً,.
فإذا اتحد مع غيره من عوامل البيئة والمكان,, غَشَته جرثومة الصدأ، بدءاً باللون ,, وانتهاء بالعظم، ثم يغدو حطاماً!
* تُرى ,, من أي المعادن الثلاثة أنت,, أو مَن تصطفيه ,, قريباً أو خليلاً، او مَن تجمعك به ظروف الجدّ أو اللعب؟!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved