أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله يا أبا عبيد
الموت حق كتبه الله على جميع الخلائق وهو سنته في الكون، والبقاء لله وحده تفرد بهذا الأمر دون سواه، وفي كل يوم بل في كل لحظة يغيب الموت عزيزاً على أهله ولا يملكون إلا الأسى والحسرة والألم واللوعة ثم لا يلبث ان يصبح أثراً بعد حين لا يلبث الأحباب ان يتفرقوا ليل يكر عليهم ونهار,حتى الأحباب والأهل والخلان تنسيهم الأيام رويداً رويداً أسى الفراق وكمد الجراح ولوعة الفقد, قبل أيام فقدت الجامعة (جامعة الملك سعود) أحد أساتذتها وهو الأستاذ الدكتور محجوب عبيد طه من قسم الفيزياء وهو من المشهود لهم بالخير في سيرتهم وبالتميز في علمهم وبالخلق الرفيع في تعامله مع الآخرين كبارا وصغارا, تعرفت عليه وجمعني به خير مكان وهو المسجد فكنت أقابله دائما وكان له طريقة ينفرد بها في مصافحة الناس فهو يقبل على من يقابله بابتسامة عريضة ووجه بشوش وتراه يأخذ كفك بكلتا يديه ويشد عليك بمودة ورحمة، وكنت أقول له طريقتك هذه لطيفة لكنها لا تخلو من شدة فكان يقول هكذا تربيت وتعودت ولعله يستشهد بقول الشاعر:


وينشأ ناشئ الفتيان فينا
علىما كان عوده أبوه

يشهد له زملاؤه بعلمه وتفرده في عطائه ومؤلفاته وأبحاثه ويشهد له يوم جنازته حيث قد سار معها حشد كبير من الناس وتشهد له ايام العزاء فقد كان الواقفون أكثر من أن يسعهم المكان وبكاه أحباؤه ،اصفياؤه وأصدقاؤه وخلانه وزملاؤه وطلابه وترحم عليه حتى من لم يعرفه بشهادة الجموع التي واكبت جنازته وأيام عزائه الثلاثة, كان نظيفا في خلقه كريما في طبعه متفرداً في علمه متميزاً في تخصصه أنيقا في لبسه، زرته في أيام مرضه ومحنته فوجدته كما هو في أيام عافيته وصفائه بشوشاً في وجهه كريما في خلقه محتسباً آلامه وعذابه عند الله داعيا لمن يزوره بالسلامة والعافية.
وقد رأيت في زيارتي له قوة الإيمان وبرد اليقين واحتساب الصابرين، وكان يسعد بزيارة الأصدقاء وقرب الأحباب وفي أيامه الأخيرة زادت آلامه ودخل في غيبوبة تعذر معها زيارته وبقي له حب الأحباب ودعاء الأصحاب ثم بعد ذلك تجلت بفراقه لوعة الفراق وافتراق الأحباب أخيرا أقول:رحمك الله يا أبا عبيد وأسكنك واسع جناته وجعلك في جنات الخلد بقدر ما أعطيت وما علمت وما أسديت وعوضك الله بأبنائك عبيد وأخيه وأخواته وألهم أسرتك الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون .
أ,د, عبدالعزيز محمد العقيلي
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved