أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

ونحن نعيش انطلاقة الحملة التوعوية
المهم بناء القناعة بأهمية السلامة المرورية
سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, تحية طيبة,, وبعد:
لاشك ان التمعن ولو لبرهة بسيطة من الزمن في الارقام التي تصدرها الادارات العامة للمرور في وزارة الداخلية عن حجم الخسائر البشرية والمادية في السنوات الماضية جراء الحوادث المرورية لهي دليل صادق وكبير على اننا نحتاج بالفعل لتوعية تقينا هذا الداء المحدق بنا دون ان نعلم,, وتجعل من تلك النعمة الالهية العظيمة نقمة تهدد حياتنا وحياة ابنائنا، فوفاة اكثر من 784 ألفا واصابة اكثر من 588 ألفا باصابات منها اعاقات دائمة وخسارة أكثر من 21 مليار ريال خلال السنوات الثلاثين الماضية,, لهي بلاشك دليل كبير على ما تسببه هذه الحوادث من مآس ومصائب يتيتم بسببها الآلاف من الاطفال وتترمل معها آلاف النساء، وهذه الحوادث بحاجة إلى حملات وحملات حتى يتحقق الامن المروري، ولعل وقفة بسيطة مع بعض هذه الارقام تبين لنا بجلاء نوعية من النهج التوعوي الذي تنتهجه ادارات مرورنا الكريمة، ذلك ان الارقام اشارت إلى ان معدل المخالفات المرورية تتجاوز 250 ألف مخالفة مرورية في العام الواحد!! وهو رقم مهول حقيقة,, ويبين لنا بجلاء ان هناك سياسة خاطئة كانت تسير عليها الادارات المرورية,, وربما حتى الآن,, وهي رغم ذلك لم تثمر عن قلة في الحوادث,, او تحسن ملحوظ في انضباطية السائقين,, بل ان الذي يحدث,, انه في مخالفات السرعة مثلا,, ينضبط السائق في السرعة المقررة حال مروره في منطقة الكشف الراداري!! ويتخطاها بسرعة خطيرة في حال تجاوزها,, وحتى لو تم ايقاف ذلك المخالف للسرعة المقررة,, لم يتم التعامل معه على انه ارتكب جرما بحق نفسه وحق من معه,, بل انه تجاوز نظاما,, لا أكثر!! وهنا,, نسأل اين التوعية المنتظرة في مثل هذه الحالات؟؟ لماذا تصرف الطاقات والجهود في سبيل ايقاف المخالف بغية مخالفته ماليا,, دون النظر لمدى اتعاظه واحساسه بجرم ما ارتكبه؟؟ وهنا نشير إلى حدث طريف,, حينما نشاهد المركبات المختلفة تساعد ذلك المسرع في تنبيهه لوجود راصد للرادار,, كجميل ومساعدة يتكرم به عليه,, دون ان يعي ان هذه السرعة خطر عليه,, وما هذا إلا لأن الجميع نظر للأمر من زاوية المخالفة المالية!! ولعل مئات الآلاف الذين تمت مخالفتهم خلال العام الواحد,, لو سألت احدهم,, هل حصل على كتيب ارشادي,, او توجيه لبق بخطورة ما ارتكبه من خطأ,,؟؟ اعتقد انهم يجمعون جميعا على حصولهم على قسيمة بالمخالفة,, وعدد قد لا يتخطى اصابع اليد الواحدة لقي ما ذكر آنفا!! وهنا,, أشير لحادثة حصلت لي قبل أيام,, حيث استوقفتني دوريات امن الطرق اكثر من مرة في رحلة للمنطقة الشرقية,, وتم ايقافي,, وتحرير المخالفة,, وأنا لا أعرف ما سببها,, إلا بعد الحاحي على كاتبها الذي ابان ان رخصة القيادة الخاصة بي منتهية منذ 17 يوما!! وكان بجواري شخص تمت مخالفته لتجاوز السرعة النظامية,, وحينما شاهدتها في ورقة المخالفة كانت 124 كلم في الساعة,, يعني بزيادة 4 كيلومترات في الساعة!! وأنا,, ومن توقف معي في تلك اللحظة لم نسمع كلمة واحدة,, سوى يد الشخص الجالس في السيارة وهو يكتب بيانات المخالفة!!
وحقيقة لم أود الاستشهاد بما حصل لئلا ينصرف هدفي من الموضوع لموضوع شخصي بحت، ولكنها صورة يمر بها الآلاف ممن كونوا في عام واحد ذلك الرقم الكبير (250 ألف مخالفة في عام واحد),, وهي تعطينا بجلاء,, نمط سياسة مرورية خاطئة في البداية ولدت في أنفس المواطنين عدم الخوف الذاتي والمراقبة الذاتية فهو لا يتورع عن قطع الاشارة المرورية او يخالف اتجاه الطريق حينما لايجد رجل مرور يقف بسيارته!! ولو عمل على تربية الحصانة الذاتية في نفوس السائقين,, وتمت توعيتهم بطرق اكثر حضارية عن الاخطار التي ربما يعرضون لها انفسهم ومن يحملون معهم بتجاوزهم الخاطئ,, لوجدنا ان المواطن ذاته سيقوم بدور رجل المرور,, ويناصح المخالف,, والاهم انه سيساهم بتربية ابنائه من الجيل الجديد وفق سياسة مرورية راشدة، هذا مع الاشارة إلى ان المواطن يفتقد هذه التوجيهات منذ نعومة اظافره لخلو المناهج الدراسية من ذلك,, والنظرة المكهربة بين رجل المرور والمواطن الذي هو الاب والمدرس والسائق!!
وبعد,, أتمنى ان تكون الحملة ذات هدف توعوي بناء,, كما تشير إليه,, بعيدا عن القسائم الحمراء والصفراء,, وتبني فيما تبنيه اقتناع المواطن بأن السلامة المرورية هي مطلب ملح,, له ولأهله ولمجتمعه قبل كل شيء، ولعلي لا ابالغ ان قلت اننا بحاجة مع هذه الحملة الى حملة توعية اخرى تقتصر على رجال المرور والدوريات بكيفية التعامل مع المواطن وبناء جسور الثقة والمحبة بينهما,, وان الاول هو مجند ومسخر لخدمة الأخير,.
أتمنى ,, ان يكون هذا الرأي قد أصاب الطرح,, ووافق الوجهة التي اردتها,, راجيا المولى عز وجل ان يأتي العام القادم ونرى تلك الارقام قد خفت وتناقصت بشكل مفرح ومبهج,.
وتقبلوا خالص التحيات وأصدقها.
تركي بن منصور التركي
الكلية التقنية في بريدة




أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved