أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

الدين المعاملة
عزيزتي الجزيرة
لقد دعا الإسلام المسلمين الى نبذ كل الصفات التي تضعف من شأن الاخوة ورعى حقوق الاخوة الاسلامية ووضع الأساس السليم للتعامل من شأن الاخوة الإسلامية الصادقة فقد قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، فإن مجد المسلمين وسعادتهم وانتصارهم رُهنَ باتباع شريعة الاسلام وأحكامه وان ضعفهم واضطرابهم وانقسامهم وانهيار حضارتهم إنما حدث نتيجة لإعراضهم عن أمر دينهم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فعلى المسلم ان يعمل على الأخذ بتعاليم الدين التي تمكنه من اللقاء بأخوانه المسلمين على المودة والمحبة ومشاركتهم في السراء والضراء، والشدة والرخاء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقال تعالى في الحث على التعاون والترابط بين المسلمين, (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فتشبيه المؤمنين في الحديث الأول بالجسد الواحد يدل على عمق الفهم التعاوني في التعامل فيما بينهم وهو تأكيد بأن الفرد عضو في المجتمع الاسلامي يحس بأحاسيس الآخرين، ويتاثر بمشاعرهم ويعمل لمصلحتهم, فقد أوضح الرسول الكريم في حديثه الشريف كيف يفضل المسلم اخيه المسلم على نفسه:
فقد قال عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ففي هذا الحديث دلالة على تأكيد المشاعر الأخوية بين المسلمين اذ ان محبة الخير للآخرين والحرص على مصالحهم مبدأ اساسي في التشريع والتربية الاسلامية فقد حذر الرسول من المشاكل التي تقع بين المسلمين بعضهم من بعض بقوله: (ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا) وقد ورد في القرآن الكريم في الحث على التعاون الشيء الكثير منها قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) فالمؤمن يشد ازر اخيه المؤمن فقد قيل (اليد الواحدة لا تصفق) أما الجماعات المتعاونة فتستطيع ان تصفق وتصفق من غير انقطاع ولهذا قيل (المرء قليل بنفسه كثير بأخوانه) فهم يشدون بازره، ويحمون ظهره، فيقوى بهم فمصدر هذه القوة إنما هو التضامن والتعاون الذي يجمع بين الناس في الرأي والعمل فالمسلمون اليوم لا أمل في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم واستقامة أمورهم الا بالعودة الى أحكام الإسلام، ورحم الله إمام دار الهجرة مالك بن أنس حين قال: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها) وكما قال أبوبكر رضي الله عنه (كنا خير أمة أخرجت للناس).
منيرة عبيد التميمي
حائل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved