أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th September,2000العدد:10203الطبعةالاولـيالأثنين 6 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة


أمثاله يُفتقدون في الليلة الظلماء
كم يحرمنا التقاعد من مثل هذا النموذج!
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
كثيرون هم المتقاعدون، والتقاعد سُنة نظامية يتكرر سماعها كل عام، ولكن يتفاضل المتقاعدون ويتباينون,, فبعضهم تخفيف ومنحة، وبعضهم خسارة وثلمة، وآخرون تقاعدهم مفاجأة ومحنة,ولعل ابرز المتقاعدين واشهرهم في مجال التعليم في منطقة الرياض رئيس شعبة اللغة العربية في الادارة العامة للتعليم بمدينة الرياض الاستاذ القدير والعلم المعروف سلامة بن عبدالله الهمش.
لم يُثر جدل حول التقاعد ومفاجآته وسلبياته مثلما اثير حينما ادرك التقاعد سلامة الهمش، فلم يكن سلامة هذا فرداً في مؤسسة او عضواً في منشأة، وانما كان مجموعة في فرد ورجالاً في رجل.
لقد كان سلامة الهمش نسيجا وحده، فهو انموذج واقعي للاداري الناجح ومثل يحتذى للقيادة الواعية الناضجة، جمع بين الشدة واللين، طموح جداً ولكنه واقعي مثالي، يجيد المحاورة ولا يحب الجدال، فهو متمكن علمياً وثقافياً وناقد بارع، له حضوره القوي، فارس مداخلات ونجم ندوات، لديه فراسة قوية ونظرة ثاقبة وبديهة سريعة وذكراة قوية، حينما يحدثك لاول مرة يعتقد السامعون انه يعرفك منذ سنين, لم يختلف اثنان في الثناء عليه واجمع الجميع على ان تقاعده يكاد يكون مصيبة.
لقد ترجل سلامة الهمش واجاب داعي التقاعد وهو في قمة العطاء فهو لا يزال يعيش بروح الشباب وبذل المخلصين وابداع الجادين المبتكرين.
لازال عند سلامة الكثير الكثير وقادر بمشيئة الله على ان يقدم الجديد والمفيد، فهو خبير محنك وتربوي قدير وقيادة فذة، وبدهي ان يتنافس على كسبه والافادة من خبراته العديد من المؤسسات التي تفخر بوجود مثل هذا العلم في قائمة مستشاريهم وخبرائهم.
لقد ترك سلامة الهمش فراغاً واسعاً اكاد اجزم ان ملئه يحتاج الى سنين، واكد اجزم ايضاً ان ما كتب عن سلامة وما سيكتب لن يفيه حقه، فلو فسح المجال للذين وقف معهم سلامة ليكتبوا لسطرت الصحف سنوات بالثناء العميق والشكر الجزيل فلا تكاد ترى معلماً او مشرفاً او مديراً او موظفاً في ادارة التعليم بالرياض الا ويعدد لك مواقفه او مواقف غيره مع سلامة الهمش ويختمها بالثناء والدعاء لهذا العلم المميز.
كم نحن بحاجة الى تكرار هذا النموذج وكم نحن بحاجة الى السير كما سار وكم نحن بحاجة الى الافادة من نتائج تقويم الآخرين لموكب المتقاعدين حتى نضع انفسنا في المكان الذي نريد.
واخيراً نحن بحاجة الى المبالغة في تكريم امثال سلامة فهؤلاء يحتاجون الى مزيد من الاطراء وزيادة في العطاء لا نريد لامثال سلامة حفل تقاعد مليئا بالكلمات الرنانة والعبارات الفضفاضة وانما نريد لهم مع ذاك كل ما يقدم للنجوم المميزين.
* اشارة
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
محمد بن شديد البشري
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved