أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th September,2000العدد:10205الطبعةالاولـيالاربعاء 8 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

رموزٌ في نقطةِ الدائرة,,!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
1
** إن تقل عني جميلاً فأطِل,.
فأنا رقمٌ مهمٌّ ومثل
وأنا روح البطل
وأنا من لم يَمِل
أو يزلّ,.
لا تدع للمرجفين القول
إني قد أضِلّ
أرأيت العُمَر
نجماً قد أفل
أكذا تهجو زحل ,,؟
أبذا ترمي الجبل ,,؟
أعدِ الموّال
أسمعني,, ودع
صوت الخلل ,.
***
2
** لو لم يقدر فيه بُعدَ المستقى
عند الورود لما أطال رشاءه
ابن الرومي
***
** أكبروا شأني ولكن دلّلوا
فيّ طفلاً خالداً لا يكبرُ
العقاد
***
** من الكلمات ما يحيل الأرقى إلى أدنى.
عبدالله الشيخ موسى
***
3
** توني موريسون 1930- روائية زنجية أمريكية حصلت على جائزة نوبل عام 1993م ، ولقيت روايتها الفردوس جانباً من الانتقاد كما القبول وأجابت عن ذلك بأنها لا تبالي، وأن الكاتب يخاطر بنفسه كلما أمسك قلمه وراح يكتب، وأضافت انها ستشعر بالضيق حقّاً إن أثار قلمها استحسان طائفةٍ من النقاد,.
الطبعة الأولى المترجمة
/ دار المدى/ 1999م
** أما لماذا,, فذلك شأنها,, وأما أن يشاركها آخرون في رؤيتها فأمرٌ لا يقبل الجدل,,! وكما يسعى كثيرون لاستجلاب المديح فإن آخرين يضيرهم أن يتلقَّوا ثناءً من أُناسٍ بعينهم، ففيه ما يشوب من شُبهة المجاملة أو المصلحة أو الهامشية مما يحيل الايجابيات إلى سلبيات ,,!
** وأما ما ترمز إليه هذه التوطئة فموضوع يتجاوز البُعد الأنويّ المتعلق بحاجة التقدير ورغبة الاحتواء التي يُحسُّ بها أو يحتاج إليها الفرد في مرحلة معينة أو بعد انجاز محدد,,!
***
4
** في داخل كلٍّ منا شخصية ذات ملامح متغيرة تُجامل وتُصارح وتلطف وتعنف ، وتصدق وتراوغ ، وتعتدل وتميل ، وربما غلب جانبٌ على سواه، فاتّسم الواحد فينا بصفةٍ أقرب إلى حدَّي المعادلة واشتهر بها وإن خالفت شيئاً من طباعه المستترة أو التي يحاول سترها ,,!
** وإذن فهما شخصيتان أو هي شخصيات تهتمُّ إحداها بالخارجي، وتنكفئ الثانية إلى الداخل، وتتماثل الأخريات مع هذه أو تلك، وهنا يتولد موقفنا من ذواتنا ، ومن ذوات سوانا، ويصنعون الشيء نفسه معنا، فتنشأ مواقفنا منهم، ويبرز حدٌّ سلوكي متصل بما تمليه طبيعة الشخصية المستيقظة حينذاك,,!
***
5
** في مشهد تمثيلي غبيّ جمع صدام حسين ثُلّةً من شعراء العراق ليتنافسوا في مديحه، وليخلعَ عليه بعضهم سمات الإبداع والشاعرية لدرجةٍ جعلت لؤي حقي يقول له:
* سيدي: كنت شاعراً عظيماً في كل شيء، وفي خطابات سيادتك الأخيرة التي هدد فيها المملكة والكويت!! كانت الشعرية تطغى بطريقة أذهلت الشعراء,, أنت تسمّيه سيادتك نثراً، ولكنه شعر حقيقي,,,
** وإذ طال زمن المرائين فقد رأى سيادته ان يكتفي كل شاعر من بقية الجوقة بأربعة أبيات، وهكذا,, ابتسر أكثر من (عشرين شاعراً) قصائدهم بعدما أسهب أربعةٌ في معلقاتهم ,.
** انتهى سيادته بنفاق شعرائه إلى أن شهادات الشعراء التي رفعته ليتفوق على أمريكا أهم من شهادات كل دول العالم ,.
** امتدت النشوة فأخذوا استراحة قصيرة ليعودوا لوصف مسبح القصر ويستعيدوا ما تغنى به البحتري حول البركة الحسناء إلى آخر التمثيلية,.
** مشهدٌ فضائيٌّ رآه الكثيرون وأشارت إليه الصّحافة وضحك على العرب بفضله الملايين ,.
** لا تثريب على سيادته فليس بعد الكفر ذنبٌ كما في لغة الأصوليين ، ولا عجب من مبدعيه فهؤلاء نتاج القهر ولا بأس إن أضفنا ممارسةً جديدة لإفرازات الدّجل ,,!
***
6
** الحديث في هذه الاربعاوية لا يمس الإنجاز الحقيقي ولا يتعرض للمنجزين المخلصين ويخاطب فئةً توجّه إليها الأثر الكريم آمراً أن ,,,,, احثوا في وجوههم التراب
** أثرٌ وعيناه، ولم نعتنِ به، وأضحى نماذجُ سيادته أمثلةً متصدرة تجد الحفاوة ، وتستجدي الحظوة ، دون رادعٍ أو وازعٍ أو حياء ,,!
** لندع هؤلاء فقد امتدّ بهم التاريخ الثقافي من لدن فإنك شمسٌ ولتخافك النُّطَفُ وما شئت لا ما شاءت الأقدار ,,!
ولنعد إلى ورّاقينا فربما أدركنا بعيداً عن عوامل المصلحة والتزلف والتزييف أننا أمام إشكالية ذهنية تحتاج إلى مواجهةٍ تجتزُّ تداعياتها في الداخل البكر للإنسان النقي,,!
***
7
* حبُّ الثناء طبيعة الإنسان ,.
** قد قيل ما قيل فلا عودة إليه، وربما جاز لنا أن نتأمل الآن في دواخلنا التي نعرفها فنجد أننا نفرقُ من النقد السلبي لدرجةٍ تجعلنا نستمطر الإعجاب حتى نغرق في فيضانه,,!
** نحن هنا أمام شخصية غير واعية تنخدعُ بكلمات مجردةٍ قد تصيب الحقيقة وقد تخيب بها، ثم نتوقف في محطة متواضعة لإحساسنا بالوصول قبل أن نعبر المسافة الواصلة بين البحث عن الذات والالتقاء بها، والسعي إلى الحق وبلوغه، والرغبة في الإنجاز وتحقيقه,,!
***
8
** تظلُّ هذه الشخصية غير منتجة تتعثر في خطواتها الأولى ولا تستطيع الاستفادة من إمكاناتها الكامنة ، كما لا تُعَدِّل في سلوكها الظاهر وتبقى حيث هي مراوحةً في مكانها غير عابئةٍ بحركة الناس أمامها,, والتاريخ قبلها وبعدها,,!
** وفي مثقفينا كثيرون أطربهم الحادي ، وسقاهم الشادي فانتشَوا عاطفةً ولم ينضجوا عقلاً وظنّوا وبعضه إثمٌ أنهم قد بلغوا السحاب دون أن يتجاوزوا التراب ,,!
** لا يقبلون الرأي المختلف ، ويرفضون الموقع المتواري ، وينتظرون أن يقرأوا ويسمعوا عن عطائهم ما يُطربهم، ويُصمُّون آذانهم ويُغلقون أعينهم عمّا يرى فيهم ما لا يرون في أنفسهم,,!
***
9
** في أمثال هؤلاء تجد الكاتب والإذاعي والمحرر والمسؤول الذي يئِدُ الصوتَ الخارج عن نوتةِ التصفيق، وربما أتاح له موقعُه ذلك، وربما استعان بمن يملكون مثل هذا الأمر,,!
** ولو عادت بنا الذاكرة الثقافية لرأينا التناقض مثلاً جليّاً على معارك وهمية هدفها الانتصار لاشتعال الذات بوهم التفوق، ومثلما درّسناها لأطفالنا، فقد مضينا على خطى جريرٍ والفرزدق والأخطل ، في إرثٍ مرتكز على رؤية أبي الطيب :
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً,,, واتهمنا سوانا وبرّأنا أنفسنا الأمّارة بالسوء,, ,.
** الأمثلة عديدة قادتنا إلى ما أسماه مثقفونا معارك كلامية أبتدأت ولم تجد من يستطيع إنهاءها,,! وبات أيُّ حوار بين اثنين مداراً لتعظيم الأنا وتقزيم الهو والهم ,.
***
10
** ثمة شخصية عاقلة أخرى تستطيع قراءة الوجه الآخر للصورة فتعدِّل فيها، وتعيد ترتيبها وتتلمس أخطاءها وتدعو لمن أهدى إليها عيوبها ,,!
** هذه الشخصية المستترة فينا تعي أن بناء اليوم لم يعتدل، وطموح الغد لن يكتمل، وأن مسيرة الحياة وسيرة الأحياء لا تُرتجل,,!
** ولو غلبت (هذه) على ظواهرنا وتحكمت في تعاملاتنا لاستفاقت الأنا المنتجة، وغفت الأخرى المتكئة على افتئات الهوى والوهم والوهن ,,!
***
11
** قد تجدون الآن معنىً لما قالته موريسون من أنها تضيق بثناء بعض النقّاد، وهو ما يدركه من أحسَّ بجمال الشخصية الباحثة عن النُّور ، الهاربة من التكهف ، المؤمنة بالتعادلية العادلة بين نسبة الصواب والخطأ ، ومعنى الإشراق والغروب ,,!
** إنها دعوة لمكاشفةٍ جريئة نرى بعدها مَن وثق من بشريّته فلم يتردد في تحجيم المدح ، وتقبُّل القدح والإفادة من العيوب ,, ليأذن من سيطر من الجماعات والمجتمعات والأفراد على منابر إعلامية بإتاحة المجال لفهمٍ مختلف لحقيقة التملُّق ، وإملاق الادعاء ,.
***
12
** لم يكن يعنينا سيادته وأضرابه لو لم يكن الطرف الأهم في المسرحية أسماءً ثقافية يفترض فيها الفهم لا الوهم ، والصدق لا الكذب ,,!
** وإذا تجاوزنا ذلك، فإن في مثقفينا أنفسهم منَ يتصور نفسه سيادته ، ويتوالى التراكم المبالغ في صخب تظاهرات التزييف,,!
** وربما أفرزت الأسرة ممارساتٍ مماثلةً فلم يُطق الأبوان إلا ما يعلو بهما أمام أطفالهما,.
** وتتوالى المنظومة من المدير إلى الغفير ، وتواصل فرقة حسب الله إيقاعاتها الفارغة,,!
* مبتدأ الدائرة نقطة,,!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved