أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th September,2000العدد:10205الطبعةالاولـيالاربعاء 8 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات أخرى
للكلمات وجوه
فاطمة العتيبي
** أستميح الزميلة العزيزة نجوى هاشم بالاقتباس من عنوان كتابها الجميل (للأصوات وجوه) وأكتب عنوان هذه الزاوية مستقية ملامحه من ملامح كتابها الدافق باللغة العذبة والرؤى المتسربة من اشتعالات الضوء,.
وهاهي الكلمات في صباحاتنا تتخذ أشكال الوجوه المبهمة,.
وأحيانا المفتوحة على صدق ونزاهة,.
استحالت الكلمات في أجهزة الهاتف النقال إلى ملامح ووجوه تقرأ أصحابها قبل أن تقرأ حروفها,.
وعلى الناس أن يوسعوا صدورهم قليلا حتى الخامس عشر من سبتمبر حيث تتحول الخدمة من المجاني الى الاشتراك المدفوع الثمن,.
وحينها سنرى هل تظل شاشات هواتفنا ملبدة بغيوم اللغة المجهولون أصحابها أولئك الذين يستمتعون باقتحام الساحات المغلقة وتسجيل حضورهم فيها حتى لو كانوا بائسين تماما من رجع الصدى,.
** واستحالت وجوه الكلمات الىحديث مجالس نجده يستقر في سمعك في أماكن العمل وحوارات الصديقات واجتماعات الاقرباء وتبدأ عروض الشاشات الهاتفية النقالة,.
ترسم في العيون أوارا لكلماتها وربما جليد لغتها العابثة والصامتة,.
** وفي فلسفة خاصة,.
لك أن تحدق في الكلمات وتمعن في أشكال الحروف ولك أيضاً أن تكتشف مواقع اللغة كيف تومئ وتشير وكيف تعبر عن مواقف المع ومواقف الضد.
** وحتى وان اقتحمتك لغة البريد الصوتي في ثوان معدودة وأرسلت لك تحايا الصديقات واعتذاراتهن وضرب مواعيدهن للزيارة أو اللقيا,.
أو السؤال عن الحال,.
إلا انها تبقى إشارات فلاشية تنطفئ بمجرد لحظتها,.
انها تختلف تماما عن رائحة الحبر التي تزورك في الورق وتشعر معها بنبض الكلمات وطيور الود والرفقة الطيبة,.
تبقى الرسائل الورقية المضمخة بروائح الحبر وصدقه هي الاقرب الى النفس.
وهي الأكثر اثرا,.
وهي الأدعى بقاء,.
وإذا كنت من أولئك الذين يبقون الرسائل الجميلة النابضة بروح الإخاء في ادراج خاصة تزورها حين يزورك السأم من رتابة الحياة والشوق الى المشاعر القديمة والوجوه القديمة التي رافقتك في بعض مراحل الحياة.
فإن البريد الصوتي والبريد الإلكتروني سيظلان في رتبة متدنية لا تنظر إليها إلا من زاوية عملية فقط دون ان تمنحها أي مساحة حتى لو كانت متناهية الضآلة في تربة قلبك الرطبة.
فلقد ظلت صورة في الرسالة المطوية المربوطة بكل رفق في ساق نحيلة لحمامة ممعنة بالبياض.
تلمع في ذاكرتي العربية كلما استقبلت ورق البريد, وهكذا او هكذا انتظروا الخامس عشر من سبتمبر الجاري!
* عنوان الكاتبة البريدي 26659 الرياض 11496.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved