أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

ملتقى الخير 2 - 2
سلمان بن محمد العُمري
وهذا العام سيكون هناك ملتقى في بودابست بالمجر بإذن الله ، وعنوانه العام: الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في أوربا من حيث نظمها وأهدافها ونشأتها .
من المعروف أنه قد قامت في أوربا العديد من الجمعيات والمراكز الإسلامية والثقافية، وأن الدعوة في أوربا قد وطدت جذورها، فهناك جاليات إسلامية كبيرة في معظم البلدان الأوروبية إن لم نقل كلها، وهي تتكون بشكل أساسي من ثلاث فئات: الأوربيين الذين هداهم الله للإسلام، والمهاجرين من جنسيات مختلفة عربية وإسلامية الذين هاجروا يحملون الإسلام في قلوبهم، واستقروا في تلك البلدان، وأصبحوا من أهلها ومواطنيها، ويضاف لهذين التجمعين تجمع ثالث لا يقل أهمية ألا وهو الطلاب الدارسون والعاملون والمقيمون والمؤقتون في تلك البلدان.
إن وجود هؤلاء الإخوة المسلمين في تلك البلدان التي توصف عموماً بأنها متقدمة قد أوجد معهم حاجات ومتطلبات، وكذلك بعض الاشكاليات والمشاكل الطارئة والمستجدة، أو حتى المستديمة التي هي بحاجة للمتابعة الدائمة وبشكل مستمر لإيجاد الحلول وآليات العمل حتى لا تنعكس النتائج السلبية لتلك الإشكاليات على واقع المسلمين عموماً في تلك البلدان، وخصوصاً أنهم يمثلون نموذجاً مصغراً عن المجتمعات الإسلامية وعن الإسلام عموماً.
من هنا نبعت أهمية دراسة وتقصي واقع تلك المنظمات والجمعيات والمراكز والمؤسسات، وجعلها محاور أساسية للنقاش المفيد والحوار النافع بين أصحاب الفكر والرأي وحملة لواء الإسلام.
وهنا يأتي بنا المقام لأن نذكر أن المشاركين في ملتقى خادم الحرمين الشريفين هم عادة شخصيات مرموقة وعلماء وباحثون كبار، ورؤساء مراكز وأشخاص على مستوى رفيع من المسؤولية في هذا المجال، كما أنهم يأتون من مختلف أنحاء العالم، وبالتأكيد هناك العديد منهم من بلادنا الطيبة المباركة الذين يذهبون بحبهم وعلمهم وفكرهم لتبادل المعرفة، ووضع الحلول المناسبة مع إخوانهم هناك.
إن محرك التنسيق والتنظيم لهذا الملتقى هو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي ما لبثت تكرس جهدها ووقتها ودعمها لكل ما فيه نصرة الحق، ورفع لواء الإسلام، ودعم قضايا المسلمين، ورفع شأنهم، بمتابعة وإشراف مباشر من لدن معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
أما النفقات فهي من تبرع خادم الحرمين الشريفين أيده الله الخاص إيماناً منه بأهمية هذه القضايا، وأهمية إيجاد نتائج إيجابية تنعكس أثراً طيباً على كل الواقع الإسلامي.
وبالفعل لقد تمخضت الملتقيات السابقة عن نتائج إيجابية كبرى على غاية الأهمية حيث إنها وضعت على بساط البحث قضايا تمس صميم واقع العمل الإسلامي في تلك البلدان.
ولكن يجب الاعتراف كما قلنا بأنه لا يمكن وضع حد نهائي لكل المشاكل، ووضع حل سحري لها، فنحن واقعيون وموضوعيون والحمد لله ، ولذلك نتعامل مع الموجود ومع الطارئ محاولين على الدوام الثبات على الخط المستقيم الذي ارتضاه الله سبحانه لنا.
إن من الأساسيات التي تسعى الملتقيات للتعامل معها قضية تصحيح صورة الإسلام في الغرب وبشتى السبل ومختلف الوسائل، فهذه القضية محورية أساسية، وسبق أن ذكرنا في أكثر من مناسبة أنها بحاجة لجهد دؤوب، ولتضافر الجهود والأعمال كلها وعلى مدى طويل وضمن خطط مديدة، لأن تبديل ما انطبع في العقول يحتاج للكثير من الوقت والعمل، والوصول إلى الصورة الصحيحة عن الإسلام ليس بالأمر السهل أو الهين، فهذه الصورة تشوهت بقصد أو من دون قصد، ومن قبل جهات مختلفة إسلامية وللأسف وغير إسلامية، وما زال الكثير من الجهات وحتى الدول يحاولون هدم الصورة الإسلامية، وتشويه الإسلام لغايات دنيئة في نفوسهم، وبأساليب قد لا تخلو من الكذب والخداع أحياناً.
ومن الأهداف والغايات الدائمة لتلك الملتقيات المحافظة على أبناء المسلمين هناك من الانجراف بتيار تلك المجتمعات، أو التحول نحو نوع من الانحراف لا سمح الله ، أو الابتعاد عن الإسلام والمسلمين واللغة العربية، وهذا الهم كبير يستحق الجهد الكبير، والبذل الدائم، والنفع مؤكد إن شاء الله .
وهناك أهداف ومحاور تستحق الذكر، فمسؤولية المراكز يجب توضيحها وتأطيرها ودعمها لتحقيق تلك المؤوليات والسهر على تنفيذها، وكذلك هناك قضية الفتوى في تلك البلدان ومن يجب أن يقوم بها، وماهي شروط المفتي؟ وغير ذلك من قضايا كبيرة، ولو كان اسمها صغيراً.
أما وقد ذكرنا ما ذكرنا فحري بنا أن نذكر أن التواصل مع المسلمين هو من جوهر فوائد تلك الملتقيات الخيرة، وخصوصاً التواصل مع مهد الإسلام أرض الحرمين الشريفين بلاد البقاع المقدسة وأهلها الطيبين ومجتمعها الأصيل، وهذا التواصل بالتأكيد نفعه دائم وشامل للطرفين، وهم بالحقيقة طرف واحد فالمؤمنون إخوة وجسد واحد, والله ولي التوفيق.
alomari 1420 @ yaho. com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved