أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

شرفات

غير صورة الفلكلور الشرقي في الغرب انطلاقا من إسبانيا ,,!
فنان الاستعراض المصري شكري محمد
الفراغ الروحي جعل أوربا تقبل على الموسيقى الشرقية
أخذ على عاتقه مهمة تجميل الصورة السيئة للفلكلور الشرقي في الغرب، وتغيير الفكرة السلبية الملتصقة برافد مهم من روافد الثقافة العربية، وجعل من إسبانيا قاعدة انطلاق يبدأ منها فقام بتدريس الفلكلورات وتراث الموسيقى الشرقية في جامعات أوربا وأمريكا اللاتينية، وأصبح نجما لامعا وضيفا شبه دائم على العديد من برامج التلفزيون الإسباني حيث يمثل المرجع الحي لتراث الشرق هناك.
هو فنان الاستعراض شكري محمد الذي ولد في مدينة أسوان عام 1951 ودرس الباليه الكلاسيكي والرقص الشعبي المصري، وبدأ حياته الفنية في فرقة
التليفزيون الشعبية بالقاهرة حيث كان أصغر فلكلور في تلك الفرقة، وفي عام 1970 سافر الى بيروت ليصبح عضوا في فرقة روميو لحود فرقة صباح للفنون الشعبية التي شارك معها في جولاتها الفنية ومهرجانات دول البحر المتوسط، وبحلول عام 1974 استقر في مدريد مدرسا للفلكلور الشرقي في عدة معاهد، وكتب العديد من الابحاث حول كل مايتعلق بالتراث الشرقي وتاريخ آلاته الموسيقية والأزياء الشعبية.
وأثناء توقفه بالقاهرة خلال إحدى جولاته التقته الجزيرة لتتعرف على مسيرته في هذا الحوار:
* منذ عام 1974 وأنت تعيش في إسبانيا فكيف ينظر الغرب للفلكلور الشرقي، وهل اختلفت هذه النظرة على مدى السنوات التي قضيتها هناك ,,, ؟
في البداية كانت صورة ثقافتنا في الغرب سيئة، وكان الفلكلور العربي من أكثر الاشياء التي أسيء فهمها من عمد حيث كانت تقدمه أفلام هوليود بطريقة مثيرة للسخرية وتعبر عنه على انه مجرد استعراضات خالية من المعنى، وكان علينا نحن كعرب مقيمين في أوربا أن نغير هذه النظرة من خلال تقديم الوجه الحقيقي لتراثنا ووضع يد الغرب على مفاتيح فهم ثقافتنا، وكانت المهمة صعبة في السنوات الاولى ومع الوقت بدأت الصورة تصبح أكثر إشراقا وزاد التقارب والاهتمام بفننا الشعبي فصممت مجموعة من الاستعراضات التراثية للتليفزيون الإسباني الذي اصبح يوفر مساحة لعرض الفنون الشرقية، وشاركت في العديد من البرامج التليفزيونية، وفي بعض الافلام كان أهمها فيلم درجات سرفانتس عام 1987م.
* هل يمكن التعامل مع الفلكلور الشعبي العربي بوصفة نموذجا موحدا أم أنه نماذج متعددة تختلف من دولة لأخرى ومن منطقة لغيرها؟
من الصعب تصنيف الفلكلور الشعبي العربي على انه نموذج واحد، ولكننا يمكن ان نقول إنها نماذج متجانسة تتشابه كثيرا فيما بينها، حيث ان الفلكلور يعبر عن ثقافة وثقافتنا العربية تتشابه من دولة عربية لأخرى، كما ان الفلكلور لايمكن ربطه بحدود الدول فهو يرتبط اكثر بالجماعات والقبائل التي قد تمتد في اكثر من دولة فمثلا النوبيون موجودون في مصر والسودان كما ان هناك قبائل بين المغرب والجزائر وكذلك الاكراد يعيشون في اكثر من دولة، ومن العوامل التي تقرب بين نماذج الفلكلور الموجودة في العالم العربي عنصر الآلة التي نستخدمها لتصاحب التعبير وهي لا تختلف كثيرا من دولة لأخرى فالعود والدف موجودان في معظم الدول العربية.
* كان يراودك حلم تكوين فرقة موحدة للفنون الشعبية العربية ثم تحول الحلم الى فرقة عربية إسبانية فما سبب التحول ,,؟
انا كباحث في الفلكلور وجدت العديد من الاشياء التي تجمع بين كل ماهو اسباني وعربي بناء على التاريخ الذي مايزال يترك اثره حتى على الموسيقى فكونت الفرقة العربية الاسبانية منذ عام 1987 وهي خليط من الاسبان والعرب، ورغم ذلك فهي موغلة في عربيتها وتقدم فنا مستوحى من مصر والسودان والمغرب والسعودية ولبنان والجزائر وتجوب انحاء اوربا وامريكا اللاتينية وتشارك في العديد من المهرجانات الدولية.
* مما يستوقف النظر في السنوات الاخيرة اهتمام الشعوب الاوربية وخاصة الشباب وميلهم نحو الإيقاعات العربية والإفريقية، وغرامهم بالآلات الموسيقية الشرقية,, فكيف تفسر ذلك ,,, ؟!
ليست أوربا وحدها ولكن امريكا اللاتينية ايضا، اعتقد ان هذه الظاهرة تعود لعدة اسباب منها انتشار الموسيقى العربية وميل الغرب لإيقاعاتها وساعد على ذلك وجود موسيقيين عرب وتنقلهم واندماج فرقهم مع الفرق الموسيقية الامريكية، كذلك العرب المغتربون ومحافظتهم على تراثهم، اما العنصر المهم الذي يزيد من اهتمام الغرب بموسيقانا وإنشادنا الديني فهو يتمثل في جمال إيقاع آلاتنا والروحانية التي تصاحب العزف عليها في وقت يعاني فيه الغرب من الفراغ الروحي.
* تتبنى فرقة موسى القناوي للفنون الشعبية وتستضيفها وتنظم لها عروضا في إسبانيا فكيف بدأ التعاون معها؟ ومامدى الإقبال على تلك العروض من جانب الجمهور الاسباني ,,,, ؟
في بداية عام 1998 حضرت حفلة لفرقة موسى القناوي في مدينة الاقصر فدعوته الى إسبانيا وقدمت الفرقة عروضها على مسرح فيرناندووادي روخاس في المبنى الثقافي لقاعة الفنون الجميلة في مدريد وتم تسجيل أول اسطوانة لأغاني الفرقة، وكانت آخر مشاركة لفرقة موسى القناوي من إخراجي على مسرح يزابيل لاكاتوليكا في مدينة غرناطة في ذكرى الشاعر الاسباني الكبير فيدريكو جارسيا لوركا، وقد وضعت لهذا العرض مختارات شعرية من ديوان لوركا وصاحبت الربابة الشعر الاسباني وكان تجاوب الجمهور غير عادي وانسجامهم مع العازفين وصل الى حد الرقص مع الإيقاع وترديد الاغاني ومقاطعها معهم وكانوا يطلبون سماع المزيد، وكان المسرح ممتلئا عن آخره.
* تدرس الفلكلور الشرقي في الجامعات الاوربية وبعض دول امريكا اللاتينية فما هي عناصر الجذب التي تجعلهم يدرسون هذا اللون من الفنون؟
اهم مايجذبهم نحو تراثنا الشرقي هو الآلات الموسيقية التي نستخدمها فالربابة مثلا كآلة وترية لها نغمة مميزة ولا تستطيع اي آلة أخرى إعطاء نفس النغمة مهما كانت، كذلك الدف والطبلة وغيرهما من الآلات الشرقية التي يحاول كثير من الشباب الاوربي تعلم العزف عليها، ولهذا الغرض سوف يتم اللقاء الدولي الذي يضم شبابا من جميع انحاء العالم في مدينة دهب المصرية يوم 26 من ديسمبر 2000 الى 6 من يناير 2001 تحت عنوان فن وسياحة ويتضمن رحلة سياحية وسيقوم الفنان عاطف متقال بتعليمهم الإيقاعات الشرقية وقواعد العزف على الطبلة.
* بعد رحلتك الطويلة مع الفنون الشعبية والنجاحات التي حققتها,, هل يبقى لك حلم او امنية تريد تحقيقها ,,, ؟
يجب ان يحلم الإنسان ليظل على قيد الحياة، وبالنسبة لي فالأحلام كثيرة جدا منها تأصيل التراث الشعبي العربي والمحافظة عليه وحمايته والحفاظ على هويته وتسجيله خاصة انه في معظمه سماعي، كما أحلم بتقديم عمل ضخم يجمع بين الإيقاع والغناء العربي والإسباني كذلك الشعر واشياء اخرى واتمنى ان اقدمه في جميع انحاء العالم، كما اتمنى المشاركة في مهرجان الجنادرية الذي تنظمه المملكة العربية السعودية.
سامي القمحاوي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved