أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th September,2000العدد:10207الطبعةالاولـيالجمعة 10 ,جمادى الثانية 1421

تراث الجزيرة

من الأرشيف الشعبي
ابراهيم الجبر
الشاعر الفارس بداح العنقري رحمه الله الذي أنجبته مدينة ثرمداء الحالمة بين أحضان نفود الوشم (عريق البلدان) وفي موقفه مع تلك البدوية التي رفضت علامات (التمدن) والتحضر التي كست محياه وسلوكه كان له ما يبرره في تلك الفترة التي كانت مقاييس القوة والخشونة وقوة البأس تمثل معيارا يخضع له الإنسان وتتحدد من خلاله أهليته ومكانته الاجتماعية,, وعندما قال معاتبا إياها بعذوبة جارحة ورقيقة:


وراك تزهد ياأريش العين فينا
وتقول خيّال الحضر زين تصفيح

الى أن يقول:


البدو واللي بالقرى ساكنينا
كلٍ عطاه الله من هبة الريح!!

هذا العتاب لتلك البدوية التي تعلمت من الصحراء جانب القوة حتى في مواقف المودة الإنسانية كان طبيعيا من شاعرنا في حينه, لأنها انتقصته من أهم مؤشرات الرجولة التي حددتها البيئة والتفكير الاجتماعي حينئذ,, وهي بإعراضها عنه تمارس حقها الطبيعي في أن تكون زوجة أو حبيبة لمن هو رائد في صفوف الناس!!
والمرأة عموما ودائما تتلمس أي جانب للقوة في الرجل وهذه غريزة مفطورة عليها في تكوينها النفسي الطبيعي إلا ان جوانب القوة هذه يبقى تحديدها مرهونا بالبيئة وإطارها الثقافي العام وتفكير أفرادها,, ونمط التنشئة الاجتماعية التي تصوغ تفكيره المرأة ونظرتها للرجل كما هو الحال الآن الذي اصبحت فيه مقاييس المرأة تجاه الرجل تتركز حول مدى تأهيله العلمي ونمط تفكيره وإيجابيته في الحياة العامة وهذه النظرة بطبيعة الحال لا تعني انها قلب لموازين التفكير الاجتماعي برمته وخروج عن استمرارية الجذور الأساسية للمجتمع بل هو استبدال واعٍ لمكامن القوة التي ترغبها المرأة في الرجل بعد ان تزامل تأهيلهما وأصبح كلاهما يقوم بدوره الإيجابي في الحياة العامة,, دونما انسلاخ من جذور الماضي او احجام عن اقتحام الحاضر بكل معطياته الإيجابية لهما ولمستقبل مجتمعهما.
* هوا بنت عقاب بن حمد من الحمدة شيوخ عتيبة فتاة منحها الله الجمال والعفة والأدب وزان كل ذلك بالمحتد الكريم والحسب الباذخ والشرف الرفيع وكانت محط أنظار الكثير من وجهاء العرب وشيوخهم وتقدم لخطبتها ابن عراثم المقاطي من المقطة من عتيبة وتزوجها ومكثت معه مدة من الزمن في سعادة بالغة لا يكدرها شيء حتى قدر الله على زوجها وجنى في قومه جناية دم جلا على اثرها وجاور قبيلة سبيع ومكث في احيائهم خمس عشرة سنة معززا مكرما لا يناله واتره ولا يحسه شيء من جيرانه وكانت هوا زوجة صالحة وفيّة قضت كل تلك السنين تنتظر عودة زوجها ولم تقنط من رحمة الله برغم طول المدة وقالت:


شوقي مع الغلبا سبيع اسندوا به
وانا ورا الصخة تنحرت خنزير
شوقي على العيرات ما ازين لعوبه
مر مسانيد وتنوب معايير
شوقي يجيب الهيل في كم ثوبه
يفرح الى جوه النشاما مسايير
ياعنك لدروب الردى مالقوا به
إلا الشجاعة مع عيال مناعير
ولا حل باطراف الركايب شبوبه
يبين فعله في حلول المحاضير
من روس قوم بيّنات دروبه
الله يردك يازبون المقاصير؟


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved