أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th September,2000العدد:10208الطبعةالاولـيالسبت 11 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

كل سبت
الأندية الأدبية,, وهل من جديد؟
عبدالله الصالح الرشيد
منذ عرفت الأندية الأدبية المنتشرة في كبريات مدن المملكة بل منذ تأسيسها قبل عشرين عاما تقريبا, والغالبية من رؤساء هذه الأندية لم يبرحوا كراسيهم ولم يستبدل أي واحد منهم وكأن هذه الأندية أو الساحة الأدبية المحيطة بهم واقولها بكل صراحة قد عقمت عن إنجاب البديل المستحق,, ثم نأتي في الأخير بالمطالبة بتطوير هذه الأندية او نلومها على تقصيرها والذي من أبجديات التطوير وشروطه تجديد الدماء في شرايينها,, وكيف يتحقق ذلك ونحن نرى بأم أعيننا ومع الأيام والسنين ان هذه الأندية تكاد تكون مشدودة أو شبه محتكرة لأشخاص رفعوا من الواقع المعاش شعار ليس في الإمكان أبدع مما كان وهم في حقيقة الأمر ربما استطابوا شعار السكون أحلى ما يكون .
ونتساءل هل هذه الأندية لا تعيش إلا بوجودهم وأنه عز البديل عنهم مع احترامنا وتقديرنا لشخصياتهم ومكانتهم,, وإذا كان السن وليس الديناميكية هو المقياس والمؤهل وله الأفضلية باعتبار هذه المناصب شرفية وفخرية فهناك عباقرة مبرزون في الساحة الأدبية أمثال الاساتذة الرواد حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وحسن عبدالحي قزاز وعبدالكريم الجهيمان وحسن القرشي ومحمد المسيطير وسعد البواردي وغيرهم كثير كثير.
,, إن التناوب على رئاسة الأندية وإتاحة الفرصة للآخرين هو بلا شك حافز على العطاء والإبداع والتجديد,, وهناك أمثلة حية في مجالات العلم والأدب والإدارة يعمرها وينصفها ويحفزها التناوب كل عام او عامين أو أربعة أعوام على الأكثر مثل عمادات الكليات الجامعية بمختلف تخصصاتها وكذلك مجالس المناطق ومجلس الشورى ومجلس الوزراء,, هذه كلها تتاح فيها الفرصة للاكفاء بالتناوب او التغيير بين حين وآخر.
لذا نقول وبالفم الملآن ما بال الأندية بعيدة عن هذا النهج الرشيد الهادف والى متى وهي مع مرور الجديدين الليل والنهار محصورة ومشدودة بأشخاص معيّنين؟ ولا مانع لدينا بأن نوجه السؤال هنا بكل ثقة ومحبة وتجرد للاحبة رؤساء الأندية ونقول لماذا لا تعطون الفرصة لأبنائكم وتلامذتكم في الأدب وكذلك أندادكم ونظرائكم؟ وتعطون أنفسكم قسطا من الراحة والتأمل حتى نحل بالتالي عقدة سر جمود هذه الأندية وتردي عطائها في السنوات الأخيرة,,
وأخيرا هل نطمع في إجابة سريعة بعيدة عن العواطف والانفعالات أو التبريرات الجاهزة وأن تكون الإجابة هذه المرة من الجهة المسؤولة التي تشرف على هذه الأندية إذا كان يهمها تطوير هذه الأندية وانتشالها من واقعها الرتيب حتى تساهم بفاعلية وديناميكية في تنشيط الحركة الأدبية كما هو مأمول منها ومخطط لها من قبل,, وهناك مسلمات وحقائق يجب ان نشير اليها في نهاية هذه السطور هي كما يلي:
1 إن الأندية الأدبية في سنواتها الأولى اوفر نشاطا وإنتاجا وحضورا وتواصلا بخلاف واقعها الحالي.
2 مع ان التعميم هو الغالب المؤثر والملموس في الحكم على جمود تلك الأندية فإن النادي الأدبي الثقافي في أبها يكاد ينفرد عنها بالحضور والتفاعل والعطاء في الكثير من المواسم والمناسبات وهذا في رأيي يعود الى حماس القائمين عليه والمحيطين به.
3 كلمة انصاف نقولها بكل صراحة بأن خمولاً او لنقل تواضع أنشطة تلك الأندية لم يؤثر على عطاء ومساهمة بعض القائمين عليها من حيث مشاركتهم في الكتابة وتواصلهم مع الصحافة وكنا نود لو كان فيه توازن بين واجبهم الأساسي في الأندية وبين التزاماتهم لبعض الصحف بالكتابة فيها.
4 في غياب وزارة للثقافة ترعى وتشرف وتطور هذه الأندية فإنني اقترح ان يكون لكليات الآداب واساتذتها في جامعاتنا الثماني وفروعها حيز من الحضور والاشراف الأدبي وليس المادي على نشاطات ومناشط تلك الأندية وفتح نافذة ميدانية تطبيقية لطلاب الآداب أدباء المستقبل مع رموز الأدب والثقافة في المجتمع ليكون للجميع مساهمات ومشاركات حية ومتواصلة للإفادة والاستفادة والعطاء والجذب والتوهج حتى تكون هذه الأندية اسما على مسمى، فاعلة ومؤثرة وتنهض بالحركة الأدبية في بلادنا,, فهل الى ذلك من سبيل,, هذا ما نتطلع إليه,, والله من وراء القصد,.
للتواصل,, فاكس 4786864 الرياض.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved