أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th September,2000العدد:10208الطبعةالاولـيالسبت 11 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نهارات أخرى
المملكة وسخونة التصفيق
فاطمة العتيبي
** التصفيق الحار الذي أعقب كلمة المملكة العربية السعودية، تلك التي ألقاها سمو ولي العهد حفظه الله في القمة الألفية,, هو ذاته الصدى القيم الذي لاقته الكلمة في وسائل الاعلام العالمية والعربية.
والمتأمل لهذه المكانة التي تلقاها السياسة السعودية والساسة السعوديون في كل محفل,, يجد أن مردّه هو تلك الانسانية السمحة وذاك التعقل الرصين والبعد المتقصي للأحداث وقياساتها في المستقبل.
** إن الكيّس هو ذاك الذي يجيد الحديث عن مبادئه وقيمه وتطلعاته وأحلامه دون أن يستفز الآخرين ويتصادم معهم.
ونجزم أن السياسة السعودية كانت تتعهد هذا الأسلوب.
فلنا أحلامنا وتطلعاتنا ومبادئنا وثوابتنا وكلها نحارب من أجلها ونكافح ونجدُّ ونجتهد ولكن دون ان نلغي الآخرين أو نهمش أحلامهم أو حتى نتصادم معهم وهي الطريقة الصبورة التي تؤتي ثمارها حتما، لأنها مبنية على الصبر والمجالدة والدأب والبذل وعدم تعجل النتائج.
وأعتقد أننا في كل خططنا التطويرية التي جعلت من هذه الصحراء اللاسعة حدَّ النار تتبدى وكأنها روضة وارفة تبلُّك فيها رذاذات المياه تحت أهداب النخل وأشجار العنب.
** وحتى وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يوقع على اتفاقيات القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة أو محاربة استخدام أي مبيدات كيماوية أو مبيدات خطرة في التجارة الدولية الا بالاتفاق,, كان يؤكد أن كل هذه الاتفاقات نحن أول من يطبقها بديننا الحنيف الذي كفل المكانة العظيمة للمرأة، لكننا مع العالم في أن ثمة نساءً في بعض دول العالم يُمتهنَّ امتهانات عظيمة ويمارس ضدهن تمييز عنصري يصل الى حدّ القتل والحرق وإلغاء الحق بالحياة حين يتوفى الزوج.
وانتشار الخطر الكيماوي الذي يمثل خطراً على البشر وأجيالهم القادمة نحن أول من يدرك ذلك ونحن أول من نسعى الى الحد منه,, وكانت القمة الألفية إثباتاً واضحاً يؤكد إقبالنا على الخير وأن المملكة تسعد بتطبيق ما تؤمن به حتى وإن جاء من غيرها، بل حتى وإن نادى به من هم أقل منهم حرصاً على تطبيق مثل هذه القيم الانسانية العالية المستوى التي نصَّ عليها ديننا الحنيف قبل أربعة عشر قرناً من الآن.
** ولقد كان سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي أحدثت هديراً من التصفيق الساخن,,مؤثرة بكل مفرداتها,, مفعمة بالاحساس الانساني العالي الذي يتألم لأحوال العالم المتناقضة,, ويتأسى على وجود الفقر والجهل والقتل والعدوان,, بين بني البشر,, وقد خلقهم الله كرماء مستقلين أحراراً حين خرجوا من بطون أمهاتهم,, فكيف تحيلهم الأنظمة الطاغية والقوانين المتعسفة الى مستعبدين يذاقون أصناف العداء والذل والهوان وتسقط حقوقهم في العيش الشريف وفي التعليم وفي التطبيب وفي أبسط مناحي العيش.
ان الاحصاءات التي قدمتها المملكة في كلمتها الضافية كانت كجرس الانذار الذي أحسّ به العالم وكشف للمتشدقين سوءاتهم,, ولقد شعرنا مع سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بأن المسلم الحقيقي هو الذي يبهر العالم بنبله وقيمه وسعيه الحثيث لخير البشر أجمعين.
* عنوان الكاتبة البريدي 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved