أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th September,2000العدد:10208الطبعةالاولـيالسبت 11 ,جمادى الثانية 1421

المجتمـع

المهرجانات الترفيهية وسيلة جذابة
كيف نهيئ الطفل القادم من المنزل للتكيف مع البيئة المدرسية,,؟1
* تحقيق : إيمان التركي
يشغل بال كثير من الآباء والأمهات ذهاب أبنائهم إلى المدرسة للمرة الأولى، خاصة حينما لا يكون هؤلاء الأبناء قد دخلوا في روضة الأطفال أو المرحلة التمهيدية.
ويبرر موقف هؤلاء الآباء ما يعانيه أبناؤهم من سوء التكيف مع الجو المدرسي، وهو جو جديد لم يألفه الطفل، يختلف تماماً وفي كل شيء عن جوه الأسري، فكيف نهيء هذا الطفل للتكيف مع البيئة المدرسية؟
لتغطية هذا الموضوع توجهت إلى مدارس التربية النموذجية، نظراً للسمعة الطيبة لهذه المدارس، وللشهرة التي نالتها، بسبب نتائجها المتميزة على مستوى الرياض والمملكة.
وكان اللقاء الأول مع مدير المدرسة الابتدائية سليمان الطريقي، حيث أوضح ان أهم ما يميز المرحلة الأولية في مدارس التربية النموذجية، وهي أساس نجاح الطالب في حياته التعليمية كلها، وواصل قائلاً: إن أبرز الإجراءات والتوجهات في المرحلة الأولية ما يلي:
تخصيص بناء مستقل لهذه المرحلة، يفصلها عن باقي المدرسة الابتدائية.
اختيار المعلمين الأكفاء، فالمعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية.
ولله الحمد فمعلمو هذه المرحلة متميزون بالخبرة التربوية والعملية، وهذا ما يفسر سر تفوق تلاميذهم.
تطبيق نظام مربي الفصل، فالمواد الأساسية يدرسهامربي الفصل، وهذا ما يجعل المعلم يركز جهده على كيفية شخصية الطفل بصورة متكاملة.
الإشراف والتوجيه التربوي: نظراً لأهمية هذه المرحلة التأسيسية رأت إدارة المدارس ضرورة وجود إشراف تربوي من خلال جهاز يتولاه خبير في المرحلة الأولية، هدفه تحقيق الاستقرار النفسي للمعلم والمتعلم، ومتابعة جهد المعلم وتوجيهه.
عناية خاصة بالإملاء والخط.
توفر وسائل وتقنيات تعليمية متطورة.
ولمتابعة تغطية الموضوع الرئيسي في كيفية تهيئة الطفل القادم من المنزل للتكيف مع البيئة المدرسية توجهت بهذا السؤال إلى المعلم أحمد المسالمة فأجاب قائلا:.
لقد تناول المربون كثيراً هذا الموضوع بالذات، وأخضعوه للدراسة، وعبر عنه بعضهم بأزمة عمر السادسة فالطفل هنا يواجه أزمة فعلاً، فلأول مرة يواجه الطفل الحياة الاجتماعية المنظمة خارج بيته.
ففى حين يجد الطفل الحرية شبه الكاملة في بيته، يلعب متى ما يشاء، ويمارس ما يشاء من أعمال، ويجد غالباً التشجيع من أهله على ذلك، إضافة إلى شعوره بالحنان والأمن والرعاية، بينما يواجه الطفل وسطاً جديداً في المدرسة يشمل النظام المدرسي والقواعد والتعليمات، ويلتقي بأناس جدد، ويجبر نفسه للمرة الأولى وحيداً أمام هذا الوسط الجديد، وعليه أن يتعامل معه دون عون من الأهل، مما قد يسبب له العديد من المخاوف والقلق والاضطراب.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أهم ما يجب توفره في الجو المدرسي، لضمان حسن التكيف عند الطفل الجديد:
بشاشة المعلم وحسن استقباله للتلاميذ الجدد، مما يساهم في توفير الشعور بالأمن والارتياح في نفس الطفل.
استخدام المثيرات والمشوقات التي تشعر الطفل بالاطمئنان، وتولد لديه الاهتمام والميل الى المشاركة في النشاط، وذلك باستخدام الألعاب الحركية والقصص والرسوم السبورية الحرة، والأناشيد البسيطة، قراءة الفاتحة، وعرض بعض الصور المشوقة.
ولإغناء الموضوع نفسه سألنا المعلم محمد علي العبد فأجاب قائلاً: ما أحب التأكيد عليه هو عدم إطالة اليوم الدراسي، حتى لا يشعر الطفل بالملل، ويمكن هنا التدرج في بقاء التلميد في المدرسة، بحيث يكون باستطاعته الانصراف في اليوم الأول عند الساعة الثامنة، وفي الأيام التالية تزداد هذه المدة لتصبح في نهاية الأسبوع التمهيدي حتى الساعة الثانية عشرة.
وكذلك الأمر في بقاء التلميذ في الفصل، فالأفضل ألا يطول، ويعطى نوعاً من الحرية في خروج التلاميذ من الفصل، كما يتوزع النشاط بين الفصل وخارجه.
أما المعلم هيثم الدمس فقال:
نظراً لعدم اعتياد التلميذ على النظام، فالأفضل ألا يواجه الطفل بالنظام الصارم منذ اليوم الأول، وهنا لابد من التدرج في تدرب التلاميذ على هذا النظام وبصورة هادئة، بعيدة عن القسوة.
ومن المفيد أيضاً حصول حوار بين المعلم وتلاميذه، لخلق جو من الألفة والمودة يجعل التلميذ ميالاً إلى التعبير والمشاركة في الفعاليات المدرسية، مما يشعر الطفل بأهميته وبأنه شخص مرغوب به في الفصل.
أما المعلم محمود الظاهر، فقد أكد على الاستقبال الأول للتلاميذ الجدد، وأثره في نفوسهم، من هنا لابد من الإشارة إلى أهمية تزيين مبنى المدرسة والفصل، بشكل يدخل البهجة والسرور في نفس الطفل.
كما أكد على أهمية تقديم الجوائز والهدايا على التلاميذ، وكافة الحوافز المادية كالحلوى والعصير، مما يوفر الرغبة في نفوس التلاميذ.
بعدها تحدث المعلم زاهد القدور عن أهمية استقرار وضع التلاميذ في الفصول، وعدم تنقلهم من فصل لآخر، ومما يساعد في ذلك الحكمة في توزيع التلاميذ منذ البداية.
كما أبرز أهمية إعداد برنامج ثقافي تربوي للتلاميذ، يتضمن ألعاباً حركية مختلفة ونشاطات متنوعة تثير اهتمامات التلاميذ.
أما المشرف أحمد العيسى فأكد على أهمية اطلاع التلاميذ على الوسط المدرسي، بالقيام بالتجول بين مرافق المدرسة، مما يجعل هذا الوسط مألوفاً لدى التلاميذ، ويشعرهم بما أعدت لهم المدرسة من خدمات، مما يشعرهم بالراحة النفسية.
كما لابد من الإشارة إلى ضرورة إعطاء الفرصة للتعبير الحر عند التلاميذ، وتشجيعهم على ذلك، مما يخلق الارتياح في نفوسهم، خاصة عند التعبير عن مشاغلهم واهتماماتهم.
أما محمد قدور الموجه التربوي للمرحلة الأولية فقد أشار الى الأسبوعين التمهيديين للقراءة والكتابة، فقد وضع لهما برنامج في الكتاب مدعم بالصورة المشوقة ولابد هنا من إعطاء هذا البرنامج حقه من الدراسة، وإعطاء التلاميذ الفرصة الكاملة لدراسة هذه الصور والنشاطات، مع استخدام الحوار الهادف لدفع الطفل إلى التفكير واكتشاف الحقائق البسيطة المناسبة للطفل، مع تدريب التلاميذ على كيفية التعامل مع الكتاب، وكيفية مسكه القلم ، وتلوين بعض الأشكال والحروق وهذا كله يعتبر ممهداً للتعلم والكتابة، وهذا ضمان لتهيئة التلاميذ نفسياً وعقلياً لتعلم الكلمات والحروف.
كما أفاد وكيل المرحلة الابتدائية خالد الحاجي قائلاً: بانه لابد من تهييئ الطفل لهذه المرحلة القادمة من حياته بإعداده نفسياً من قبل الأسرة حيث توضح له أن المدرسة ماهي الا مكان للعلم والترفيه واللعب والالتقاء مع الأصدقاء، وينصح هنا بأن تقوم الأسرة بتنظيم زيارة للطالب إلى المدرسة قبل بدء الدراسة ليتعرف عليها وبالتالي تصبح مألوفة لديه عند بدء الدراسة,, وننصح أولياء الأمور بالمجيء إلى أطفالهم في اليوم الأمل للمدرسة والمكوث معهم حتى الانصراف، حيث أن الانصراف في اليوم الأول يكون مبكراً لأن تأخر الطالب في الانصراف بهذا اليوم والبقاء في المدرسة بدون ولي أمره يسبب له مشكلة نفسية.
أما مدير عام المدارس خالد بن محمد الخضير فاختتم الحديث عن الموضوع برأي قال فيه: لا بد من الحرص على استقرار الحالة النفسية لدى الطفل وخاصة في الايام الاولى من دخوله المدرسة وهذا لا يتم الا بكسر حاجز الخوف والرهبة عن طريق إقامة المهرجانات التي تضم العاباً ترفيهية متنوعة تساهم في تسلية الاطفال ليتعرف بعضهم على بعض وعلى المعلمين أيضاً.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved