أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th September,2000العدد:10208الطبعةالاولـيالسبت 11 ,جمادى الثانية 1421

متابعة

خطاب الأمين العام إلى مؤتمر قمة مجلس الأمن
كوفي عنان
قال : عندما نقول ان عيون العالم مسلطة عليكم فنحن نقول اقل مما ينبغي وأكثر ما ينبغي أيضا, أقل لأن مصير أجيال المستقبل يمكن ان يتأثر بالقرارات التي ستصدر عن مؤتمر القمة هذا لمجلس الأمن وأكثر لان كثيرين من أبناء الجيل الراهن يفقدون الثقة في قدرة الأمم المتحدة على تحقيق الفرق بين الحرب والسلام.
وهذا التناقض يعكس ما أراه أزمة مصداقية تواجه هذا المجلس وهذه المنظمة لدى اضطلاعهما بأهم المسؤوليات ألا وهي صون السلام والأمن فهناك مجتمعات ضعيفة كثيرة للغاية في مناطق كثيرة للغاية من العالم أصبحوا يترددون الآن في التطلع الى الأمم المتحدة كيما تساعدها في لحظة الشدة, ولا يمكن لأي كم من القرارات او البيانات ان يغير هذه الحقيقة فلا شيء يمكن ان يغيرها سوى العمل : عمل فوري وموحد وفعال يدار بمهارة وحزم لوقف الصراع واعادة السلام فهذا العمل الحازم دون سواه هو الكفيل باستعادة سمعة الأمم المتحدة كقوة لها مصداقية تعمل من اجل السلام والعدل.
وليس ثمة موقع يحتاج حاجة ماسة الى الالتزام من جانبكم أكثر مما تحتاج الى ذلك قارة افريقيا، حيث تعاني الملايين كل يوم من ويلات الحرب, وعليه فانني أشعر بالسعادة لأن افريقيا ستكون محور مداولاتكم اليوم.
ان علينا ان نعمل بقدر الامكان على استجماع الارادة التي تدفعنا للتصرف بصورة وقائية قبل ان تصل أي أزمة نقطة اللاعودة.
فاذا ما منيت هذه الجهود بالفشل، ولجأ المجلس الى الجزاءات، يتعين عليه ان يستجمع الارادة والحكمة بما يستلزمه كفالة انفاذها بصورة فعالة من ناحية وبما يجعل هذه الجزاءات من ناحية أخرى تحقق هدفها المنشود دون ان تلحق بالبشر الأبرياء معاناة لا داعي لها.
وعندما يطلب الينا ايفاد عملية لحفظ السلام يتعين علينا ان نضمن تكليف هذه البعثة بولاية واضحة وممكنة التحقيق مع تزويدها بالقوة والسلطة بما يتيح لها الدفاع عن نفسها وعن ولايتها.
فاذا ما كان الفشل هو مصير هذا كله، وأصبح التدخل المسلح هو السبيل الممكن الوحيد لانقاذ اعداد غفيرة من البشر من الابادة الجماعية او الجرائم المرتكبة ضد الانسانية، يقتضي الأمر أيضا من المجلس ان يستجمع الارادة والحكمة اللازمتين للتصدي للمعضلة المؤلمة التي تمثلها مثل هذه الحالات بالنسبة للضمير العالمي.
ومع ذلك ففي جميع هذه الحالات، يكون استجماع الارادة هو الخطوة الأساسية الاولى وتوافر القدرة على التصرف والمقصود هو التصرف بفعالية وحسم هو الضرورة الحتمية الاخرى ونحن جميعا ندرك انه في احيان كثيرة للغاية كان طريق الفشل في عمليات حفظ السلام التي شهدها العقد الماضي مفروشا بالنوايا الطيبة وبولايات قاصرة,
وكلنا متفقون على ان حفظة السلام كثيرا ما كان يطلب اليهم الاضطلاع بمهام معقدة دون ان يكفل لهم الحصول على التدريب او المعدات اللازمين او دون أن يكون لديهم قوام القوة أو السلطة اللازمين لتحقيق النجاح وكلنا يعرف ان الوقت قد حان لكي نمكن الأمم المتحدة بحق من النجاح في مهمتها من أجل السلام.
وفي آذار/ مارس الماضي، طلبت الى فريق من كبار المخضرمين الذين عملوا في بعثات حفظ السلام وبناء السلام ان يقدموا توصيات صريحة وواقعية لمساعدتكم ومساعدة الدول الأعضاء بصورة أشمل على تحقيق هذه المهمة العاجلة, وتقريرهم بين أيديكم, ولقد تعهدت بالفعل بتنفيذ هذه التغييرات التي اعتبر نفسي مسؤولا عنها, وأملي الصادق انكم ستفعلون الشيء نفسه.
السيد الرئيس: ان الأمم المتحدة وحفظة السلام التابعين لها ليسوا الحل لكل أزمة أو صراع أو لكل خطر يتهدد حياة البشر, كما ان حفظ السلام ليس بديلا عن الارادة السياسية التي ينبغي ان يتسلح بها الأطراف لتحقيق تسوية سلمية ولكن عندما نكون نحن الحل أي عندما يكون بوسعنا دون سوانا، بحكم عالميتنا ومشروعيتنا الفريدتين، ان نساعد شعبا أثخنته الجراح وتخلى عنه الآخرون لكي يعود الى حياة السلام والكرامة ينبغي ان نزود بالوسائل التي تتيح لنا تحقيق الفرق بين الحياة والموت ان العالم يتطلع اليكم التماسا للحل.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved