أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th September,2000العدد:10208الطبعةالاولـيالسبت 11 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

مستعجل
طلاب في سن الستين؟!!
عبد الرحمن بن سعد السماري
** في هذه الأيام,, أيام التقدم للكليات والمعاهد العليا,, تجد مع الأسف بعض الآباء وأغلبهم شيّاب يحمل معه الملف,, وابنه يمشي خلفه وهو أطول منه بشنب ضخم أو بلحية كثيفة,, ومع ذلك,, يمشي وراء أبيه وكأنه طفل صغير.
** فالأب,, هو الذي يقف في الطابور,, وهو الذي يحادث المسؤول,, وهو الذي يجيب على الأسئلة,, وهو الذي يتولى كل شيء,, ولو كان في وسعه أن يمتحن عن ابنه لما تأخر,.
** الأب,, هو الذي يتولى كل شيء,, منهياً شخصية ابنه,, ويتعامل معه كما الطفل الصغير,.
** الأب,, هو الذي يجادل ويحاور ويناقش ويجيب,, وهو المسؤول عن رغبات ابنه وعن كل ما يريد,.
** وهو الذي يتولى كل الأدوار,, والابن مجرد آلة صامتة خلف أبيه,, وقد يبتسم أحياناً مجرد ابتسامة,.
** حتى في الأسواق,, تجد الأب هو الذي يشتري لابنه لوازمه كلها,, ابتداءً من ملابسه بأصنافها وانتهاءً بالأحذية بمقاساتها,.
** إنه لشيء مؤلم حقاً,, أن نشاهد شيئاً من هذه المظاهر المخجلة,, التي قضت على شخصيات أبنائنا,, بل قتلتها قتلاً,, وكله بفعل الأب.
** تجد الأب يسافر بعيداً,, والابن لا يستطيع ان يعمل أي شيء,, حتى لا يستطيع أن يذهب بأمه أو أحد أشقائه الى المستوصف لو مرض,, لأن الوالد سلّمه الله قد حطم شخصيته ولم يترك له أي مجال ليعمل أي شيء.
** وبهذه المناسبة,, لعلّي اذكر هنا موقفاً قديماً لا زال عالقاً في ذهني رغم بُعد المسافة ولكن لغرابته لا زال باقياً في الذاكرة.
** الموقف,, هو أن هناك جمهرة من الشيّاب معهم ملفات لأبنائهم,, ومعهم شاب واحد يحمل ملفه بنفسه فقال مسؤول القبول,, لماذا لا يراجع أبناؤكم مثل هذا الشاب؟
لماذا تصرّون على الذهاب مع أبنائكم,, لماذا تتحدثون بالنيابة عنهم,, لماذا تحطمون شخصياتهم؟
** فرد أحد الشيّاب يمكن ما له أبو,, أو أن أباه يشخر في فراشه!! ، فقال الشاب الأب موجود,, ومدير للشركة الفلانية والرجل يراجع لنفسه .
** وأمام هذا الموقف,, وأمام هؤلاء الشيّاب أخذ هذا المسؤول ملف الشاب الذي أحضره بنفسه وقال:
** اعتبر نفسك مقبولاً من الآن,, لأنك تستاهل,, وسترفع رؤوسنا,, .
** ثم استدار لمجموعة الشيّاب وقال إن الكلية لا تقبل شيّاباً أعمارهم فوق الستين,,!! .
** إن مشكلة بعض الآباء,, يبلغ ابنه سن الأربعين وهو يرى أنه لا زال صغيراً ما يدَبِّر نفسه بل ربما يدلله ببعض العبارات مع أن نصف رأس الابن أبيض من الكبر,, بل ربما أن للابن أولاداً وأحفاداً,, ومع ذلك,, لا زال الشايب ينوب عنه,, لأنه بزر أو عُوَمه,, ما يدبِّر نفسه ، أو كما يقول البعض جاي على خاله,, ما يعرف كوعه من كرسوعه .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved