أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th September,2000العدد:10211الطبعةالاولـيالثلاثاء 14 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

منابر الحق تشهد لمملكة الخير
سلمان بن محمد العُمري
الخير والشر في صراع دائم، وللخير رجاله وأبناؤه، وللشر حماته وأعوانه، ولعل زمننا الحاضر يمثل أوجاً في هذا الصراع الذي تحاول فيه قوى عديدة وعناصر متعددة النيل من الخير والحق والعدل، إن الإسلام وبما يمثله من منهج رباني كان وما يزال هدفاً لقوى الغدر واللؤم والحقد لتنال منه بشتى السبل والطرق الملتوية والمخادعة، ولعل المملكة العربية السعودية موئل الاسلام الاول والرافد الدائم والقوي لقوة الاسلام والمسلمين تمثل قلعة الاسلام الراسخة، وحصن المسلمين الحصين، وركنهم المنيع، ولذلك كنت على الدوام سباقة في العمل الاسلامي وعلى كافة الاصعدة والمجالات، ومعلوم أن تدعيم الإسلام ليس قضية سلاح فحسب، بل للثقافة والعلم والفكر دوره، وهذا ما دعته المملكة، وطبقته واقعا حيا، فوجدناها في كل ميادين الخير موجودة، ويندر ان تجد موقعاً على هذه البسيطة لا تحمل بصمات المملكة وأبنائها الغيورين على دينهم وأمتهم، يقول تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، المساجد في الإسلام هي احد الاعمدة الرئيسة لبنيان المجتمع الإسلامي على المنهج الرباني القويم، ولا يمكن تجمع اسلامي او بنيان حياتي مسلم بدون بيت لله يعبد فيه، وتقام فيه الصلوات والأذكار.
إننا لو نظرنا لبيوت الله على اتساع الكرة الأرضية لوجدناها تحيط كالحلقات بمركز واحد هو المسجد الحرام، وكأنها تسير بمنظومة واحدة رائعة بديعة وتلك هي الحقيقة، وكلما انضم مسجد جديد لذلك العقد الفريد ازداد نورا وتألقا وجمالا، إن المسجد هو نور يزيل الظلمة من بقعة من أرض الله ولعبادهم أخوة لنا من عباد الله، وكذلك هو نور للدعوة الى الحق يستقطب بما يشتمل عليه من اعمال وعبادات وبما يمثله من مكان طاهر وفكر نبيل يستقطب غير المسلمين، عسى الله ان يهديهم إلى نور الحق.
ان الأراضي الاسلامية واسعة متسعة والحمد لله ولكن يجب ان نذكر ان الكثير من تلك الأراضي والبقاع يعاني المحن والصعاب، وتتكالب عليه قوى الأعداء، وخصوصاً تلك المواقع على التخوم الاسلامية حيث تحاول قوى الغدر واعداء الله أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ولكن الله متم نوره، ولوكره الكافرون.
ان من تلك البقاع التي عانت من الويلات ما عانت، ونالت من الظلم ولكنها صمدت ولازالت والحمد لله انها البوسنة والهرسك، تلك الدولة التي يسكنها اخوة لنا في العقيدة والايمان، وتقع في منطقة البلقان من جنوب أوروبا، وكلنا سمع ما تعرض له المجتمع المسلم في البوسنة والهرسك من هجمة شرسة لاطفاء ما بقي من جذوة ايمان حاول اعداء الله من صرب وكروات اطفاءها بالسلاح والنار فلم يستطيعوا، ورد الله كيدهم إلى نحورهم، واستمرت الحرب بأشكال مختلفة وساحات متعددة، وكانت محاولات نشر الرذيلة والتشكيك بالعقيدة الاسلامية من أبرز تلك الوسائل القذرة التي تحاول تقديم المجتمعات الإسلامية، لقد سخّروا العديد من الوسائل الاعلامية والمراكز الثقافية الهدامة والتخريبية، ونشروا المجلات والصحف الاباحية والخلاعية، وانشؤوا جمعيات تنصيرية وبدعية ومخربة، ووجهوا كل تلك القوى والطاقات لمجتمع مسلم مسالم ولكنه يجهل وللاسف مبادىء الاسلام، ناهيك عن فروعه.
اننا نعرف يقينا مكانة المسجد العظيمة في الاسلام، والثواب الكبير والخير العميم لمن يعمر تلك المساجد، يقول تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر).
وإننا نعلم ايضا الدور الكبير الذي تضطلع به بيوت الله في الحياة الإسلامية، وفي حماية الإسلام وفي الدعوة للدين الحنيف، كما اننا نعلم مدى حرص بلادنا الطيبة قيادة وحكومة وشعباً بقيادة من رجل الخير والسلام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية نعم المملكة وشعبها حريصون على الامانة التي استودعها اياها الله تعالى، ألا وهي نعمة امانة الحفاظ على الاسلام في بلادنا، ونشر الخير في كل بقاع العالم.
لقد هبت المملكة العربية السعودية ومنذ البداية، لنصرة اخواننا المظلومين في البوسنة والهرسك وبكل السبل ومختلف الوسائل الطيبة التي يسرها الله لنا، وعندما آن وقت الحرب الثقافية، وتعرضت تلك الديار لغزو شديد، لم تقف المملكة مكتوفة الأيدي، بل عملت على رد كيد المعتدين بالشكل المناسب والطريقة الحضارية المثلى، ولعلنا نستطيع ذكر مثال مبارك واحد من بين امثلة عديدة بل عديدة جداً لا تبتغي المملكة من ورائها مدحاً أو منة.
في يوم الجمعة 25/12/1417ه وبعد موسم الحج من ذلك العام مباشرة قام صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض بوضع حجر الاساس لجامع ومركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي في سراييفو، وهذا ليس بالأمر المستغرب على المملكة، ولا على الأمير سلمان، وهو صاحب الأيادي البيضاء على الدوام في فعل الخير مهما تعددت مواقعه، وتنوعت أشكاله، فيده للخير مفتوحة، والدنيا ليست مبلغ همه والحمد لله وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه الدائمة والمستمرة في هذا المجال الدور الاكبر في استمرار هذا هذا التألق الحضاري، والدعم المبارك لاخواننا في مختلف أنحاء المعمورة.
يشتمل المركز على مسجد يتسع داخله ل3000 مصل، وخارجه ل2000 مصل، وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع خمسة واربعين مليون ريال ويشتمل ايضا على قسم لتعليم اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة اهل الجنة، ووحدة للحاسب الآلي، ومكتبة مركزية باستيعاب تقدر ب عشرة آلاف كتاب، وتعتبر اكبر مكتبة في منطقة البلقان.
تقدر مساحة المسجد ب8187م، ويغطي المسجد تجمعا سكانيا يقدر ب90 ألف نسمة، وروعي في تصميمه كل النواحي الاسلامية، كما بنيت له مئذنتان، وسيكون هناك فيه ايضا وحدة على شكل معرض دائم وقاعة للمحاضرات العامة ومطبخ ومطعم وصالة رياضية وملحق به مركز موستار وهي عاصمة الهرسك، حيث يشتمل المركز على قسم لتعليم اللغة العربية ووحدة للحاسب الآلي ومكتبة مركزية وقاعة للمحاضرات مع صالة رياضية ومطعم.
ان اقامة هذه الصروح الحضارية الخيرة ليس بالأمر الغريب على مملكتنا الحبيبة، وهي التي عودت العالم اجمع على ريادتها في هذا المجال، كما ان العالم كله قد عرفنا عن طريق فعل الخير ولاشيء سواه، وبلاشك ان النهج الخير المبارك الذي تقوم به المملكة منذ عهد مؤسسها وباني كيانها الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه
انها أيام معدودة تفصلنا عن يوم الجمعة القادمة موعد افتتاح ذلك الصرح الحضاري، حيث سيقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بذلك ويبدأ عندها العمل الجدي والقوي والذي ندعوا الله ان يستمر بقوته رافدا قويا للاسلام وابناء الاسلام في كل مكان، كما سيفتتح سموه الكريم مشروعات اخرى كثر قدمتها المملكة وشعبها الوفي المعطاء لابناء المسلمين في تلك الديار.
فجزى الله كل خير من قدم واعان وبذل على فعل الخير، والمسارعة فيه، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم ان شاء الله والله ولي التوفيق.
alomari 1420 @ yahoo. com
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved