أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th September,2000العدد:10211الطبعةالاولـيالثلاثاء 14 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

صغار السن قد يصدّقون أكاذيبها
المسلسلات التاريخية وتشويه التاريخ
عزيزتي الجزيرة
من منا لم يشاهد عبر قنواتنا العربية ما تدعى بالمسلسلات التاريخية,,؟ كلنا نشاهدها ونتابعها الصغار قبل الكبار, ولكن هذه المسلسلات التي يسمونها تاريخية! هل هي بالفعل تاريخية,,؟ لا,, انها لا تمت للتاريخ سواء من بعيد او من قريب، بل هي خيالية تماماً وليس فيها مثال من الصحة التاريخية,.
فمثلاً مسلسل هارون الرشيد الذي عرض ويعرض عبر القنوات التلفازية العربية, لقد تابعت هذا المسلسل من البداية الى النهاية فتبين لي انه لا يحتوي على أي دلالة تاريخية,, بل لست ادري من اين استقى مؤلف هذا المسلسل هذه المعلومات,,؟ راجعت كثيراً من كتب التاريخ والسير فلم اجد معلومة واحدة مما جاء في المسلسل,,! فهذا الخليفة الذي ظهر في هذا العمل يظهر لنا ليس له همٌّ إلا شراء الجواري وشرب الخمر وحياكة الدسائس والمؤامرات ,,,, و,, و,, الخ,, هذه التفاهات, فإذا رجعنا الى كتب التاريخ وجدنا بوناً شاسعاً بين ما ورد في المسلسل وما ورد في كتب التاريخ,, بل ليس له اصل بالمرة اللهم إلا بعض الاسماء فقط,.
فهذا الخليفة الذي كان يصلي في اليوم مائة ركعة ويحج سنة ويغزو سنة,, ويتصدق,, يتحول على يد كاتب المسلسل الى شخص لا همّ له إلا متع الدنيا,, إن مثل هذا المسلسل يجب الا يسمح بعرضه لعدة اسباب منها: انه تشويه وتخريب لتاريخنا العريق,, ثانياً ان مثل هذه المسلسلات يتابعها صغار السن الذين قد يصدقون مثل هذه التفاهات بل ويؤمنون بها ولا يصدقون غيرها,, ترى اين هم المعنيون بحماية تاريخنا من التشويه الذي هو للأسف يأتي منا وليس من غيرنا,.
انني عبر هذه الكلمات المتواظعة والتي ارجو ان تسمع عند من يهمهم امر تاريخنا العربي وحماية من التشويه والتخريب ارجو ان يتصدوا لمثل هذه التفاهات التي تمس كياننا كأمة من أعظم الامم,, بل خير أمة اخرجت للناس.
اين علماء التاريخ,,؟ إن مثل هذه الاعمال لها اكبر الاثر في مجتمعنا العربي خاصة وهي تبث عبر اهم وأخطر وسيلة وهي التلفاز.
ان ما دفعني لكتابة هذه الكلمات المتواضعة غيرتي على تاريخ هذه الأمة,, وحرصي على تعرية وفضح من يسعون للنيل من هذه الأمة,, وأخيراً ارجو ان تجد كلماتي هذه أذناً لدى المعنيين والله الموفق.
مقذي بن علي الشاجري

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved